حفل عضو «فرقة البيتلز» في إسرائيل يتعرض لانتقادات شديدة في مسقط رأسه

يهود بريطانيا يحتجون على نشر رسائل تدين زيارة السير بول مكارتني وإسلامي ينتقدها لأسباب مختلفة

TT

تثير زيارة السير بول مكارتني، أحد أعضاء فرقة البيتلز الانجليزية السابقة، لإسرائيل نهاية هذا الشهر والحفل الذي سيقيمه في إطار الاحتفالات بالذكرى الستين لقيام دولة إسرائيل، زوبعة سياسية في مدينة ليفربول، وهي المدينة التي انطلقت منها فرقة البيتلز في الستينات.

فقد انهالت رسائل القراء على جريدة «ليفربول غازيت» المحلية التي تعنف وتوبخ السير بول مكارتني، لقبوله الدعوة الإسرائيلية للمشاركة في الحفل الذي سيقام في 25 سبتمبر (ايلول) الجاري في حديقة هياركون. وقالت إحدى كاتبات هذه الرسائل، واسمها آن كاندلين، كما ذكرت صحيفة «الجويش كرونيكال» الأسبوعية الناطقة باسم اليهود في بريطانيا، إن قرار السير بول بالغناء في إسرائيل لا يجلب العار الى نفسه فقط، بل الى مدينته، وذلك بسبب إساءة اسرائيل «المفتوحة والمكثفة» لحقوق الإنسان.

وقال قارئ آخر اسمه غوين باكويل «إن السير بول بقبوله الدعوة للغناء في إسرائيل في وقت لاحق من هذا الشهر، لا يلحق الأذى بسمعته في مسقط رأسه فحسب، بل الأهم انه بهذه الزيارة يعطي الشرعية لدولة إسرائيل».

واعتبر الإسلامي اللبناني، عمر بكري فستق محمد، زيارة مكارتني وغناءه في الذكرى الستين لقيام إسرائيل بالقرار الذي يفتقر للحكمة لأنه يجعل من المسلمين أعداء باحتفاله بذكرى المحتل بدلا من مناصرة أهل البلاد الذي يعانون من الاحتلال. وهذا ليس من الحكمة لشخص يريد أن تكون له حساسية أهل الفن. ونفى بكري في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن يكون قد تحدث عن تهديدات للسير بول كما ذكرت صحيفة «الصنداي اكبرس» التي قالت ان السير بول أصبح هدفا للإرهاب بعد تهديدات صدرت ضده من قبل القائد الإسلامي المتشدد عمر بكري.

وقال بكري «نحن لم نهدد بقتل احد»، واستطرد قائلا «إن من يريد أن يقتل لن يقول ذلك علنا». وتابع القول «وليس في فلسطين من يتبع بكري.. وان ما يتردد ليس أكثر من حملة من أتباعه للفت الأنظار اليه». وتعرضت الصحيفة لهجوم شديد من جانب الحركة الصهيونية في بريطانيا لنشرها مثل هذه الرسائل واتهمت بمعاداة السامية رغم نشرها للكثير من رسائل القراء التي ترفض هذه الآراء. ووصفت نعومي كينغستون، الرئيسة السابقة لمجلس ممثلي اليهود في منطقة ميروسايد، الرسائل المعارضة للزيارة بأنها «معيبة ومعادية للسامية». وقالت ان هذه «الرسائل الكريهة تشعل التوتر الطائفي والديني في مدينة لم تشهد مثل هذه النعرات في الماضي». وأضافت أن مثل هذه الرسائل غير ضرورية ولم تقدم شيئا للانسجام في المدينة.

ووصف ناطق باسم السفارة الإسرائيلية في لندن الرسائل بالمعادية لإسرائيل، وقال «نحن نقبل النقد الايجابي والبناء لكن استخدام كلمات مثل التطهير العرقي يتجاوز النقد المشروع». وتابع القول «واضح ان كتاب هذه الرسائل لم يعبأوا بالحقائق ولا بالدقة، تدفعهم في ذلك رغبتهم في مهاجمة اسرائيل».

واعترف الناطق باسم الجريدة بقسوة الكلمات المستخدمة في الرسائل، لكنه قال إنها لا تنطوي على معادة للسامية. وأضاف «ان صفحة القراء هي منبر للقراء يعبرون فيها عن وجهات نظرهم ولا تعكس بالضرورة رأي الجريدة».

وقال ناطق باسم السير بول «ان حفل الصداقة الأول لبول يتركز على موسيقاه وما تنطوي عليه من رسالة صداقة».

يذكر أن فرقة البتلز منعت في الستينات من إقامة حفل موسيقي في إسرائيل خوفا من تأثيرها السلبي عل الشباب في اسرائيل. وظل الحظر مفروضا على هذه الفرقة لسنوات لاحقة.