مؤسس سنغافورة الحديثة يغادر المستشفى قبل عيده الـ85

هوية البلاد مرتبطة بحكمه ونصائحه عبر نصف قرن من التاريخ

TT

ترتبط هوية سنغافورة كثيراً بهوية لي كوان يو الذي حكم البلاد لـ31 عاماً بعد ان نالت استقلالها. وعلى الرغم من ان لي تخلى عن منصب رئيس الوزراء، الا انه ابقى على قرب من دائرة الحكم في البلاد من خلال منصب «الوزير الاقدم» ومن ثم منصب «الوزير الناصح» الذي يشغله حالياً. وتحتفل سنغافورة بعيد ميلاد لي الـ85 غداً، مع تذكر دوره في نيل استقلال البلاد بالاضافة الى نقلها من «دولة عالم ثالثة الى دولة عالم اول». وتحيي سنغافورة سنوياً عيد استقلالها يوم 9 اغسطس (اب) وهو تاريخ استقلالها عن وحدتها مع ماليزيا وبداية سيرها على خطى التقدم الذي جعلها من اهم المراكز الاقتصادية في آسيا. وتحت اشراف السياسي المحنك، استطاعت سنغافورة بناء هوية خاصة لها وبناء الاستقرار بعد استقلالها ورغم معارضة الصين لها. ويذكر ان نجل لي، لي سين لونغ، هو رئيس الوزراء الحالي وما زال يعتمد كثيراً على والده.

ويحتفل لي بعيد ميلاده غداً بعد ان غادر المستشفى امس بسبب مخاوف حول دقات قلبه غير المنتظمة. الا ان مكوثه في المستشفى لم يبعده عن اشغاله، اذ ألقى لي كلمة مساء اول من امس من غرفته بالمستشفى بثت في منتدى مصرف «يو بي اس» الدولي حول الاعمال الخيرية.

ووجه لي كلمته لنحو 200 من الحاضرين من أصحاب الشركات العاملة في المجالات الاجتماعية وممثلي المجتمع المدني عن عدم وجوده بينهم. وعلى عادته، مزج لي في حديثه بين النصائح الجدية السياسية والاجتماعية وخفة الدم. اذ نقلت وكالة «اسوشيتد بريس» عنه قوله «على عكس كيم إيل جونج (زعيم كوريا الشمالية) الذي يقول إنه بصحة جيدة ولكنه لا يظهر، رأيت أنه من الأفضل أن أوجه لكم التحية ولضيوفكم وأعتذر عن عدم قدرتي على الانضمام إليكم».

وكان لي قد تعرض لاضطراب في ضربات القلب في وقت مبكر من اول من أمس وفقا لبيان صادر عن مكتبه. ومن المتوقع أن يستأنف عمله كالمعتاد في غضون ايام.

وأكد لي في كلمته على أهمية تقديم رجال الاعمال، وخاصة من حققوا النجاح، الاعمال الخيرية للمجتمع. وساق أمثلة شملت مؤسس شركة «مايكروسوفت» بيل جيتس والمستثمر وارين بافيت. وأشار إلى أن المؤسسات الخيرية تعد من العوامل الرئيسية لنجاح المجتمع الأميركي وأن آسيا يجب أن تنتهج نفس المسلك للحفاظ على «تماسك مجتمعاتنا».

وقال لي إن إعادة الأموال إلى المجتمع يؤكد أن اتساع فجوة الدخل لا تؤدي إلى فقد المجتمع تماسكه. وأضاف: «إذا لم يظهر الناجحون أن لديهم شفقة وتعاطف مع الاقل نجاحا سيكون من الصعب الحفاظ على تماسك المجتمع». وضرب مثلا بالصين والهند حيث أدى النمو السريع إلى توسيع الفجوة بين من يملك ومن لا يملك.