خاتمي مبقياً الإيرانيين في حالة ترقب: اتخذت قراري حول الانتخابات ولن أعلنه الآن

البرلمان الإيراني يوجه ضربة لأحمدي نجاد.. ويصوت على تعديل يمكنه من إقالة صهره مشائي

TT

أبقى الرئيس الإيراني الاصلاحي السابق، محمد خاتمي، الإيرانيين في حالة ترقب بخصوص قراره المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو (حزيران) 2009 من عدمه، موضحاً أنه اتخذ قراره تقريبا حول الموضوع، إلا أنه لن يعلنه الآن. وانتقد خاتمي مجددا خلفه الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد عندما اكد ان «شعاراته العدائية والحادة» توفر الذرائع للعدو لكي يتحرك ضد البلاد. وقال خاتمي بحسب ما ذكرت عنه صحيفة «كارغوزاران» المعتدلة ان «الشعارات العدائية والحادة توفر الذرائع للعدو ليسيء الى البلاد». واضاف «ان مكافحة الاستكبار (التعبير الذي يصف الولايات المتحدة) لا تعني زيادة التكاليف (الاقتصادية والسياسية) على البلاد». واتهم خاتمي ايضا خلفه بإعطاء «أرقام غير واقعية» عن الحصيلة الاقتصادية. ودعا عدد كبير من الاحزاب والشخصيات في المعسكر الإصلاحي خاتمي الى ترشيح نفسه الى الانتخابات الرئاسية المقبلة المتوقعة في 12 يونيو (حزيران) 2009. الا ان خاتمي لم يعلن قراره بعد، لكنه اكد ان قراره متخذ تقريباً. وقال «اذا ما قررت عدم الترشح، سأعلن اسباب ذلك بكل وضوح وبطريقة شفافة. قراري متخذ تقريبا لكني سأعلنه في الوقت المناسب». ودعا من جهة اخرى الاحزاب الاصلاحية الى التحرك وحشد قواها. وقال «ينبغي ان تخرج جبهة الاصلاحيين من موقعها الدفاعي وتتبنى سياسة هجومية». ويأتي ذلك فيما اتخذ النواب الايرانيون بالبرلمان خطوة من شأنها اقالة علي اسفنديار رحيم مشائي، نائب الرئيس نجاد، الذي أكد ان بلاده «صديقة الشعب الاسرائيلي»، من منصبه، اذ صوت نحو 146 نائبا من اصل 252 نائبا حضروا جلسة امس، على اجراء عاجل يقضي باتخاذ البرلمان قرارا في الايام المقبلة حول مشروع قانون ينقل منظمة السياحة برئاسة مشائي من وصاية رئاسة الجمهورية الى وصاية وزارة الثقافة. ويمكن ان يؤدي مثل هذا القرار الى اقاله مشائي، اذ يمكن للنواب في البرلمان ان يعرضوا مذكرة بحجب الثقة عن وزير للضغط عليه لاقالة احد مساعديه، لكنهم لا يستطيعون فعل نفس الشيء مع نواب الرئيس الذين يعينهم احمدي نجاد مباشرة. وإذا صدق البرلمان على قرار نقل منظمة السياحة من الرئاسة الى وزارة الثقافة، فإنه من المرجح ان يقوم وزير الثقافة نفسه او البرلمان بإقالة مشائي بسبب الضجة الكبيرة التي اثارتها تصريحاته حول اسرائيل. يذكر ان ابن مشائي متزوج من ابنة احمدي نجاد. وكان 200 نائب قد طلبوا من احمدي نجاد اتخاذ اجراءات ضد مشائي بعدما اعلن في منتصف يوليو (تموز) ان ايران «صديقة الشعب الاسرائيلي» قبل ان يكرر تصريحه في اغسطس (آب) الماضي ويؤكد انه لا «يكن اي عداوة ضد الشعب الاسرائيلي». واضافة الى النواب، طلب عدد من رجال الدين ايضا مغادرة نائب الرئيس. لكن الرئيس احمدي نجاد لم يرضخ أمام الطلبات. ووجه 44 نائبا من رجال الدين في البرلمان يوم الاربعاء رسالة الى مرشد الجمهورية اية الله علي خامنئي احتجاجا على موقف الرئيس في هذه القضية. كما ان غالبية اعضاء مجلس الخبراء، وهو احد مؤسسات الحكم النافذة في إيران ومن صلاحياته اختيار وإقالة المرشد الإيراني، اعربوا قبل ايام عن معارضتهم لوجود مشائي في الحكومة. الا ان احمدي نجاد لم يتوقف من جهته عن توجيه اشارات الدعم العلنية لنائبه، اذ اشركه مثلا في زيارتيه الاخيرتين الى تركيا والصين. وسيرافق مشائي الرئيس ايضا في زيارته الى نيويورك في سبتمبر (أيلول) الحالي للمشاركة في الجمعية العامة للامم المتحدة.