البرلمان يقرر بالإجماع رفع الحصانة عن الآلوسي بسبب زيارته الثانية لإسرائيل

مشادة كلامية تتطور إلى ملاكمة إثر اتهام رئيس حزب الأمة لـ«الائتلاف» بـ«تبعيته لإيران»

مثال الالوسي
TT

في الوقت الذي خصصت فيه جلسة مجلس النواب ليوم امس لتقييم عمل المجلس ودوره الرقابي، أثيرت داخل قاعة المجلس قضية زيارة النائب العراقي مثال الآلوسي لاسرائيل مؤخرا، الامر الذي أدى الى حصول مشادة كلامية تطورت الى تشابك بالأيدي بين الآلوسي وعضو في الائتلاف الحاكم. وتوصل أعضاء البرلمان فيما بعد الى التصويت بالإجماع الى رفع الحصانة عن الآلوسي. وأقر الآلوسي في حوار سابق نشرته «الشرق الاوسط» بقيامه بزيارة ثانية لاسرائيل، وذلك تلبية لدعوة للمشاركة في المؤتمر العالمي الثامن لمكافحة الارهاب. وشدد الآلوسي خلال وجوده في اسرائيل على مخاطر ايران على العراق، وقال ان «ايران تشكل خطرا حقيقيا على العراق اكثر من اسرائيل، لا بل اسرائيل غير موجودة في محيط العراق وبالتالي هي لا تشكل خطرا أمنيا على العراق، بينما تشكل القاعدة والجهل وايران اكبر خطر على العراق». وقالت مصادر برلمانية لـ«الشرق الاوسط» إن الآلوسي اتهم بشكل علني أمس قائمة الائتلاف العراقي الموحد الحاكم، التي تضم نخبة من الاحزاب الشيعية بـ«تبعيتها لإيران»، وان زيارته جاءت «بناء على دعوة شخصية وليس دعوة باسم العراق» وانه (الآلوسي) يؤكد ان هناك من يقوم بمثل هذه الزيارات بشكل سري، مما أدى الى ان تقترب يد عبد الكريم العنزي (عضو حزب الدعوة ـ تنظيم العراق ورئيس لجنة الشكاوى في البرلمان) منه وتلكمه على وجهه واقترب نواب آخرون لفض النزاع الذي تطور فيما بينهم الى عراك بالأيدي»، حسبما قال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه. واتفق العديد من النواب على مطلب واحد، وهو رفع الحصانة عن الآلوسي، وأكد النائب أسامة النجيفي، عن القائمة العراقية في البرلمان، قرار رفع الحصانة عن النائب الآلوسي، وقال لـ«الشرق الأوسط» «ان المجلس قرر بالإجماع رفع الحصانة عن الآلوسي ومنعه من السفر وإحالته الى القضاء العراقي للتحقيق معه، فضلا عن منعه من حضور جلسات مجلس النواب لحين اكتمال التحقيقات معه ومحاكمته».

وشدد النجيفي «لقد تم رفع الغطاء القانوني عن رئيس حزب الأمة العراقية بسبب زيارته اسرائيل، وهو امر يعد استفزازاً لمشاعر العراقيين وانتهاكاً للقانون العراقي الذي يمنع التخابر مع أعداء العراق وإقامة علاقة معهم وخصوصاً مع إسرائيل».

وحول لماذا لم ترفع الحصانة عن الآلوسي مسبقا لاسيما انه زار اسرائيل في وقت سابق، قال النجيفي ان «الجديد في الأمر ان الآلوسي سابقاً وخلال زيارته الاولى الى اسرائيل لم يكن عضواً في البرلمان لاسيما وان الاوضاع في تلك الفترة كانت متدهورة وغير مستقرة، اما في الوقت الحاضر فان الوضع اصبح مختلفاً بما شهده من هدوء وبات مجلس النواب يشعر بالمسؤولية، الأمر الذي رفض معه هذا الانتهاك للعراق ولاشقائنا الفلسطينيين وما يتكبدونه على أيدي اسرائيل».