سليمان: إرهاب العدو عاقب العريضي لدوره في مصالحة ترسخت بعد اغتياله

تقدم المعزين به في دارة أرسلان

الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، يقدم التعازي أمس بصالح العريضي وبدا الوزير طلال أرسلان الى جانبه والوزير غازي العريضي قبالته (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

زار أمس رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد ميشال سليمان، وزير الشباب والرياضة طلال إرسلان في دارته في خلدة حيث قدم التعازي بمسؤول «الحزب الديمقراطي اللبناني» صالح العريضي الذي اغتيل الاربعاء الماضي بعبوة ناسفة دست في سيارته. وكان في استقبال الرئيس سليمان، إلى جانب أرسلان، وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي ووزير الدولة علي قانصو والشيخ نصر الدين الغريب ووالد القتيل أبو صالح فرحان العريضي وأفراد عائلته. كذلك قدم التعازي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والرئيسان السابقان إميل لحود وأمين الجميل ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجيه ووزير الاعلام طارق متري.

وكتب الرئيس سليمان في سجل التعازي: «هنيئا للمباركة بمصالحة الجبل وترسيخها وللتأكيد ان ارهاب العدو الذي عاقب الشيخ صالح العريضي لدوره في المصالحة لن يثنينا عن متابعة المسيرة، مسيرة الوفاق والوئام في وجه اسرائيل عدونا الاساسي. رحم الله الشيخ صالح العريضي». وقال: «حقيقة أنا لم آت لتقديم العزاء بل جئت لأبارك بالمصالحة التي ترسخت بعد جريمة الاغتيال هذه والتي كان الهدف منها إرهاب كل من يعمل من أجل المصالحة. هذا هو إرهاب العدو. ونأمل أن يكون الحوار شرارة انطلاق لمتابعة المصالحات».

وقد رد الوزير أرسلان آملا في أن يكون مؤتمر الحوار الوطني «بوابة نحو المصالحة الكاملة». وتوجه إلى الرئيس سليمان بالتمني بتوسيع صدره «لاستيعاب كل اللبنانيين». ولفت إلى «أن لبنان بحاجة إلى وحدة وإلى حوار جاد وصحيح لا يستثنى منه أحد لأننا بأمس الحاجة إلى حوار يوصل إلى نتيجة وليس إلى حوار يعطي الشكل وليس المضمون».

من جهته، أدان الرئيس السنيورة جريمة الإغتيال. وقال: «إن سقوط العريضي قربان من أجل الحفاظ على الوحدة بين اللبنانيين وعلى الجو التصالحي والوفاق في ما بينهم». وردا على سؤال حول عدم الدعوة إلى التعطيل حدادا أو تنكيس الإعلام كما جرت العادة بعد جرائم الاغتيال السابقة، أجاب السنيورة: «أنا أعتقد إن إكرام الشهيد هو بالعمل على مزيد من الوحدة والمزيد من العمل والإنتاج».

أما عون فقال، بعد تقديمه واجب العزاء، ردا على سؤال عمن يقف وراء الجريمة: «الوقت الراهن ليس للتحليل. ونعمل نحن والقضاء من اجل معرفة الحقيقة. والقصد من هذه الجريمة النكراء اشاعة اللااستقرار». ورفض التعليق على كلام رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع عن أن العريضي قتل لأنه كان يعمل في نفس توجه قوى «14 آذار». وقال: «لا أعلق على جعجع لاني لا افهمه».

ومن المعزين المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب، النائب علي حسن خليل، الذي قال: «العدو يتربص شرا بلبنان. وهذا الشر لا يواجه الا بمنطق الحفاظ على قوتنا ومعنوياتنا وعلى كل ما أمن للبنان هذه المناعة وهذه الصلابة والقدرة على مواجهة تهديدات هذا العدو».

أما فرنجية فعلّق على كلام جعجع، قائلاً: «جعجع كان يخيف بين عامي 85 و86 وبعدها صار يدعو للضجر. والآن صار مضحكا».

وفي إطار ردود الفعل على جريمة اغتيال العريضي، اعتبر مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو «ان قاتل الشيخ صالح العريضي معروف. ومجمل الأدلة تشير اليه باصابع الاتهام، لان القاتل كان متضررا بشكل واضح من تقارب وتحالف جنبلاط ـ ارسلان. هذا التحالف الذي قلب جميع المعطيات السياسية في الجبل، فتوحد الجبل، وتآلف الجبل، وصمد الجبل صمودا بطوليا، ورفض ان يكون ساحة للاقتتال بين الاهل والاخوة». وقال: «معروف تاريخيا ان بني معروف يتحدون عند الملمات والازمات ولا يسمحون لاحد بأن يخترق صفهم. وهكذا ينكشف كل شاذ ومنحرف وينكشف من يقف وراءه، لان المستفيد من اغتيال الشيخ العريضي هو الذي كان يحاول زرع الخلاف وتذكيته بين زعيمين درزيين يمثلان تاريخا طويلا في اوساط الطائفة الدرزية».

إلى ذلك، أكد عضو هيئة الرئاسة في حركة «امل» خليل حمدان: «ان جريمة اغتيال الشهيد الشيخ صالح العريضي هي جريمة اصابت لبنان وكل لبناني في قلبه وفي صميمه. وهي ارادت النيل من مسيرة الاستقرار وضرب الاجواء الايجابية التي بدأت تلقي بظلالها على لبنان» معتبرا «ان الرد على هذه الجريمة يكون بالمضي في مسيرة الحوار وتشجيع المصالحات».

واستنكرت «الرابطة الاسلامية السنية» في بيان أصدرته أمس «جريمة بيصور التي تستهدف ضرب المصالحة والتلاقي بين اللبنانيين حتى داخل الطائفة الواحدة والمذهب الواحد». وقالت: «رغم ان هذه الجريمة بشعة ومؤلمة كغيرها من الجرائم التي سبقتها فإنها لن تثني اللبنانيين الشرفاء عن المضي قدما في وأد الفتنة ورأب الصدع وتعزيز التلاقي والتلاحم الوطني».