التحضير للقاء حواري على مستوى وزراء خارجية دول الخليج ومجموعة الآسيان

الجانبان رحبا بمبادرة حوار الأديان

TT

في تطور مهم في العلاقات السياسية بين دول مجلس التعاون الخليجي، ودول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، بدأ الجانبان أمس، أول مراحل التحضير للقاء حواري سيعقد على مستوى وزراء خارجية تلك الدول، وهي المبادرة التي تبنتها كل من البحرين عن الجانب الخليجي، وتايلند عن جانب الآسيان. وقال عبد الرحمن العطية أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية للصحافيين أمس، عقب اجتماعه مع نظيره الدكتور سورين بيتسووان الأمين العام  لمنظمة الآسيان في الرياض، «لقد بدأنا بالفعل بالتحضير للقاء الوزراء من الجانبين، ولدينا تنسيق جاد من أجل إنجاحه»، وأكد العطية على تطابق وجهات نظر دول المجموعتين الخليجية والآسيوية، إزاء العديد من قضايا المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث شدد على ضرورة أن يحتكم الفرقاء الفلسطينيون إلى تغليب لغة العقل والمنطق، وفيما اشادا بتحسن الأوضاع الأمنية في العراق، جددا الدعوة للنأي بالعراق عن التدخلات الخارجية، وجدد الجانبان تفهمهما على حق جميع دول المنطقة في امتلاك الطاقة النوية للأغراض السلمية، داعين إلى التعامل مع الملف النووي في المنطقة بلغة الحوار، وبما يعرض أمن المنطقة واستقرارها لأتون حرب ليست من صالح الجميع.

وتطرق الجانبان إلى العلاقات مع إيران، واستمرار احتلالها للجزر الثلاث التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتطورات الملف النووي الإيراني، وأكدا أهمية الحلول السلمية والحوار البناء لمعالجة مجمل القضايا الإقليمية والدولية، ومستجدات الأوضاع في لبنان والسودان والصومال.

وثمن الجانبان النتائج التي أسفر عنها «المؤتمر العالمي للحوار» الذي عقد في العاصمة الإسبانية مدريد في يوليو (تموز) الماضي، برعاية ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، من أجل تفعل الحوار بين الأديان والثقافات، وأشادا بالبيان الصادر عنه، واستعرضا الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب.

إلى ذلك استعرض الجانبان العلاقات الاقتصادية بين دول المجموعتين والتطورات في هذا الشأن، وثمنا الإنجاز الذي تحقق في المفاوضات بين دول مجلس التعاون وسنغافورة، حيث تم الانتهاء من هذه المفاوضات، والتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية التجارة الحرة بينهما، وأعربا في هذا الصدد عن تطلعهما إلى المزيد من التطور والتعاون في العلاقات بين المجموعتين.

وعرضت الدول الخليجية الاستفادة من تجربة دول مجموعة الآسيان في تحقيق الأمن الغذائي، لمواجهة أزمة الغذاء العالمي.

وفي هذا الإطار، ناقش الجانبان مجالات الاستثمار المختلفة التي يمكن للطرفين التعاون فيها، وخاصة الاستثمار في المجال الزراعي، حيث رحبت مجموعة الآسيان بتقديم كافة التسهيلات الممكنة، وتحديداً إنتاج السلع الغذائية الأساسية، وأعربت «آسيان» عن استعداد دولها الأعضاء لتقديم كل مساهمة ممكنة في هذا المجال.

واتفقا الطرفان أيضا على تعزيز التعاون بينهما في جميع المجالات، خاصة في مجالات التعليم والصحة، والسياحة والرياضة والتدريب، والقوى العاملة، وإدارة الكوارث الطبيعية، واتفقا، في هذا الخصوص، على تنسيق المواقف في المؤتمرات والمنظمات الدولية.