الحكومة الإسرائيلية تأمر شرطتها بإنزال أشد العقوبات بالمستوطنين المعتدين على الفلسطينيين

TT

أمرت الحكومة الاسرائيلية، أمس، لواء الشرطة العاملة وسط المستوطنين في الضفة الغربية، بالتحقيق في الاعتداءات على الفلسطينيين في قرية عصيرة القبلية قرب نابلس والعمل على إنزال أشد العقوبات فيهم أمام المحاكم. وجاء ذلك عقب الهجوم الذي نفذه العشرات من المستوطنين في مستوطنة «يتسهار» في نهاية الأسبوع الماضي، للانتقام لعملية الطعن بالسكين التي تعرض لها طفل يهودي على يد فلسطيني.

واستهل رئيس الوزراء ايهود أولمرت كلمته في جلسة الحكومة بالقول ان الشاب الفلسطيني الذي طعن الطفل اليهودي هو مجرم وارهابي ولكن مثل هؤلاء يعاقبون على أيدي قوات الأمن الاسرائيلية. وانه يرفض أن يأخذ المستوطنون القانون بأيديهم ويعتدون على الأبرياء الفلسطينيين. ووصف اعتداءهم بأنه وحشي وقال انه سيجابه بحزم من أجهزة الأمن.

وكان الفلسطيني، وفق بيان الشرطة الاسرائيلية، قد طعن الطفل في ظهره وحاول اشعال النار في بيت آخر في المستوطنة قبل ان يهرب نحو عصيرة القبلية. وبعد ساعات، تجمع عشرات المستوطنين يحملون الأسلحة النارية والعصي وأنابيب الحديد، وهاجموا القرية المذكورة انتقاما، علما أن معظمهم من القادمين الى فلسطين من الولايات المتحدة ويتبعون أساليب تذكر بأساليب عمل رعاة البقر (كاو بوي) هناك. فراحوا يحطمون نوافذ البيوت والسيارات ويعتدون على المواطنين بالضرب وعندما واجههم بعض الشبان بقذف الحجارة راحوا يطلقون الرصاص والقنابل وأصابوا ستة مواطنين فلسطينيين بجراح.

ولوحظ أن قوات الجيش والشرطة الاسرائيلية لم تحرك ساكنا لمنع المستوطنين من تنفيذ هجومهم الدامي. واتصل المواطنون في القرية بعدد من ناشطي السلام اليهود طالبين النجدة، فهرع اليهم العشرات. وقال أحدهم، يونتان فولكي، انه شاهد بعينيه كيف يمارس المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين والجنود يتفرجون من بعيد ولا يفعلون شيئا لردعهم. وأضاف أن المستوطنين حاولوا استفزاز الجنود أيضا وقذفوهم بالحجارة.