المماحكات بين حكومتي فياض وهنية تحرم الفلسطينيين في غزة من جوازات السفر

TT

ظن يحيى سلاسل أنه يحمل بشرى ستدخل السرور الى قلب ابن عمه ياسر عندما أبلغه بقرب إعادة فتح معبر رفح، لأنه كان يعرف أن ياسر يخطط للسفر لاستكمال دراسته العليا في إحدى الجامعات المصرية. لكن «البشرى» زادت ياسر كمداً وغماً، حيث أن جواز سفره قد انتهت صلاحيته، ولم يستطع الحصول على جواز جديد جواز، رغم أنه قدم طلباً منذ ثلاثة أشهر.

وياسر ليس الوحيد الذي يعاني من هذه المشكلة، فمثله مثل الكثيرين في قطاع غزة الذين لم يتمكنوا من تجديد جوازات سفرهم لأن وزارة الداخلية في رام الله لم تقم بإرسال هذه الجوازات. وإذا كان هناك الكثير من القضايا التي أصبحت مثار مماحكة بين حكومتي رام الله وغزة، فإن إحدى أخطر هذه القضايا باتت قضية جوازات السفر التي تنتهي صلاحيتها في غزة وذلك بسبب نفاد جوازات السفر لدى حكومة إسماعيل هنية المقالة ورفض حكومة سلام فياض في رام الله تزويدها بها أو على الأقل التلكؤ في إرسالها.

وكانت عملية إرسال الجوازات تتم ببطء، لكنها لم تكن تؤدي الى أزمة وعائق أمام المسافرين، أما الآن فقد تحولت الى مشكلة كبيرة، إذ أن الكثير من الفلسطينيين لم يعد بوسعهم استغلال إعادة فتح معبر رفح المؤقتة بين الفينة والأخرى لأنهم يحملون جوازات سفر منتهية. ورغم أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) أعلن أكثر من مرة أنه أصدر تعليماته بالإسراع في إرسال جوازات السفر، إلا أنه عملياً لم يتم تنفيذ هذا القرار لأن كل الذين انتهت صلاحية جوازات سفرهم لم يستطيعوا الحصول على جوازات سفر جديدة. وهذا الأمر يثير استفزاز ياسر سلاسل الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يكن يتوقع أن تتحول جوازات السفر الى وسيلة من وسائل الحصار القسرى على الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكداً أنه حصل على منحة دراسية لاستكمال دراسته العليا، وفي حال لم يسافر في غضون شهر من الآن، فإنه سيتم حرمانه من المنحة بالمطلق.

لكن حالة ياسر تبدو بسيطة إذا ما قورنت بحالات المرضى الذين يتوقف سفرهم للخارج على الحصول على جوازات سفر، فحتى عندما تقوم مصر بإعادة فتح المعبر لدواع إنسانية بهدف إخراج هؤلاء المرضى فإن كل مريض لا يملك جواز سفر ساري المفعول لن يكون بوسعه السفر. وتؤكد وزارة الداخلية في الحكومة المقالة أن حكومة فياض ترفض إرسال جوازات سفر جديدة، مما يؤدي الى تفاقم أزمة العالقين في القطاع سيما المرضى. واتهم إيهاب الغصين، الناطق بلسان «داخلية غزة»، حكومة فياض بالمشاركة في فرض الحصار على القطاع من خلال عدم إرسال جوازات السفر، لدرجة أدت الى مفاقمة الأزمة بشكل كبير. ووصف الغصين تصريحات أبو مازن بأنه أصدر تعليمات بإرسال جوازات السفر بأنها «لا تعدو مجرد فبركات إعلامية». ودفعت الأزمة منظمات حقوق الإنسان الى حث أبو مازن على تنفيذ قراره بإرسال جوازات السفر.