امستردام: الفيلم المسيء للقرآن جعل البلاد بين الأهداف المفضلة لشبكات الإرهاب

TT

أصبحت هولندا ومصالحها الخارجية، من الأهداف المفضلة لشبكات الارهاب العالمية، وذلك ردا على فيلم «فتنة» الذي أطلقه النائب في البرلمان الهولندي خيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية اليميني. وقالت نشرة امنية عن احتمالات التعرض لاعمال ارهابية، صدرت عن مكتب المنسق القومي لمكافحة الارهاب، ان الأمر تأكد في الأشهر الماضية. وقالت النشرة إن التطورات في الفترة الماضية جعلت التهديدات العالمية لهولندا اكثر تأكيداً، والسبب المباشر لذلك هو فيلم «فتنة» الذي اعتبره المسلمون المتشددون اهانة قاسية واستفزازا لهم. وذلك حسب المنسق القومي لمكافحة الارهاب. وقال وزير العدل الهولندي هيرش بالين «اننا نتلقى العديد من التقارير المؤكدة حول شبكات متطرفة تحضر لاعتداء على هولندا. وقد ذكرت اسماء عديدة من الدول الأوروبية وللأسف هولندا واحدة منهم»، مشيرا الى ان الارهابيين برروا عملهم بذكر فيلم «فتنة». واضاف الوزير« تأثيرات الفيلم لن تزول بين يوم وآخر، فالذين يحضرون للاعتداءات هم وحدهم المسؤولون ويجب ان يكون هذا واضحا ولا لبس فيه، ويجب علينا اخذ هذه الاشارات بكل جدية وحماية بعض المصالح الهولندية في الخارج». وحسب الوزير ليس هناك من اهداف محددة في هولندا. وقالت وسائل الاعلام الهولندية انه من الأمور التي تشير الى الخطر، التقارير حول بعض المسلمين الغربيين المتطرفين، والذين يتدربون في مخيمات تدريب على الحدود الباكستانية ـ الافغانية. وهؤلاء لا ترتاب بهم القوى الأمنية مما يمكنهم من العمل بحرية في الغرب. وأكد المنسق القومي لمكافحة الارهاب ان ذلك دفع هولندا الى رفع مستوى الاستعداد لمواجهة خطر الارهاب من درجة منخفضة إلى درجة مؤكد وفعلي، مما يعني ان احتمال وقوع اعتداء على هولندا او على مصالح هولندية اصبح واقعياً. وكان النائب الهولندي قد بث في مارس (آذار) الماضي فيلما قصيراً بعنوان «فتنة» ربط فيه بين العنف الإرهابي والإعدامات واضطهاد المرأة في العالم الإسلامي وبين تعاليم الإسلام الواردة في القرآن. لكن ردود فعل المسلمين في هولندا على الفيلم اتسمت بالهدوء، وعدم الانجرار إلى الاستفزاز، وحظي هذا الموقف بدعم وتضامن من جهات هولندية رسمية وشعبية كثيرة، مما جعل من عرض الفيلم فرصة للتقارب، بعد أن كانت هناك مخاوف من أن يؤدي عرضه إلى زيادة الاستقطاب وتوسيع الفجوة بين المسلمين وغيرهم في هولندا.