لقاء قمة جديد اليوم بين أبو مازن وأولمرت

أولمرت: لا أخفي أن التسوية ستكون على أساس الانسحاب الكامل.. دونم مقابل كل دونم

TT

عشية انعقاد لقاء قمة آخر بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، ورئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، اليوم في مقر الاخير في القدس الغربية، عاد أولمرت ليطلق تصريحات أخرى مشجعة لدفع عملية السلام، رغم وضعه السياسي المتضعضع. فقال خلال لقائه مع أعضاء لجنة الخارجية البرلمانية إن القاعدة التي سيقوم عليها السلام الاسرائيلي الفلسطيني ستكون بالانسحاب الكامل، بشكل أو بآخر. ورد عليه النائب عن الليكود، يوفال شتاينتس، قائلا: «ما يعزيني أنك ذاهب. فوداعا وإلى غير لقاء».

وكانت مصادر اسرائيلية قد أكدت ان لقاء القمة سيلتئم هذه المرة أيضا بحضور الوفدين المفاوضين، الاسرائيلي برئاسة وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، والفلسطيني برئاسة المفوض العام لحركة فتح أحمد قريع (أبو علاء)، وسينفرد أبو مازن واولمرت خلال اللقاء، في جلسة ثنائية لنصف ساعة. وحسب مصادر مقربة من أولمرت، فإنه وأبو مازن قد تقدما بخطوات كبيرة الى الأمام في تفاهماتهما حول اتفاق التسوية، أكثر من التقدم الحاصل في المفاوضات الرسمية بين أبو علاء وليفني. وادعت هذه المصادر انه في حين لا يقترب وفدا التفاوض من موضوع القدس، بسبب التزام رئيس الحكومة الاسرائيلية لحزب «شاس» لليهود المتدينين الشرقيين، فإن الرئيسين تباحثا في هذا الموضوع وتقدما عدة خطوات في بحثه ولكن بشكل وصف بأنه «غير رسمي». وسيحاول الطرفان تسوية عدد من القضايا المختلف عليها بينهما حتى الآن وتتعلق بقضايا الأمن، حيث يطالب الفلسطينيون بإقامة جيش رسمي للدفاع وتصر اسرائيل على أن تكون دولة فلسطين منزوعة السلاح بالكامل. ويطالب الفلسطينيون بأن تنسحب اسرائيل من 98 % من الضفة الغربية على أن يتم تعويضهم عن 2 % بأراض من جنوب الضفة الغربية (وليس جنوبي قطاع غزة). وهناك اختلاف حول موضوع المياه، حيث يطالب الفلسطينيون بالسيطرة على جميع الآبار الارتوازية في الضفة وكذلك بحصة في مياه بحيرة طبريا باعتبار ان فلسطين شريكة في نهر الأردن، وهو يصب في البحيرة. وهناك اختلافات أيضا في موضوع اللاجئين.

وقد فاجأ ايهود أولمرت سامعيه، أمس، في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان الاسرائيلي)، عندما كرر تصريحاته في اليوم السابق خلال جلسة الحكومة عن انتهاء فكرة أرض اسرائيل الكاملة الى الأبد، فاضاف لهم قائلا: «أنا أقول لكم ان مصلحة اسرائيل الوطنية العليا تقتضي التوصل فورا وبلا أي تأخير الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين ومع سورية؟ ولن أخفي عليكم ولن أشوه أمامكم الحقيقة بأن السلام مع الفلسطينيين سيكون على أساس مبدأ واحد تقريبا، دونم مقابل دونم (ويقصد الانسحاب الكامل من الضفة الغربية باستثناء الكتل الاستيطانية، شرط أن يتم تعويض الفلسطينيين بدونم من الأرض مقابل كل دونم يتنازلون عنه لاسرائيل)، بشكل أو بآخر». وأضاف أولمرت قائلا انه لم يصبح يساريا وما زال مقتنعا بأن كل شبر من الأرض الواقعة ما بين البحر والنهر هو أرض اسرائيل. لكن من أجل الحفاظ على الأكثرية اليهودية فيها يجب أن تتقاسم اسرائيل هذه الأرض مع الفلسطينيين على أساس مبدأ دولتين للشعبين.

ورد عليه نواب اليمين بالقول ان اقامة دولة فلسطينية اليوم في الضفة الغربية يعني ان تنتقل قواعد الصوارخ الفلسطينية الى الضفة وتطلق الصواريخ باتجاه تل أبيب والقدس. فأجاب: «سمعت هذه الذرائع في الماضي أيضا. أحب أن أبلغكم بأن تل أبيب والقدس وكل قطعة من اسرائيل مهددة اليوم بالصواريخ من التنظيمات الارهابية في مختلف الأماكن، من حزب الله في لبنان الى (حماس) في غزة الى سورية وايران. إن الضمان لأمن اسرائيل يكون أقرب الى الواقع في ظل السلام وليس في ظل الحرب. وكل يوم يمر علينا من دون هذا السلام يؤدي الى نتائج سنأسف وربما نندم عليها في المستقبل». وكانت تصريحات أولمرت بالأمس عن الخطأ الاسرائيلي في التعامل مع الفلسطينيين طيلة 40 سنة قد أثارت اهتماما واسعا في اسرائيل وتحولت الى موضوع نقاش أساسي فيها.

وتطرق أولمرت الى أهمية السلام مع سورية، فقال انه بتوقيع اتفاق سلام مع دمشق سينتهي الصراع مع لبنان، ويصبح هناك سلام مع العالم العربي بأسره.