«الناتو» يعد بتعزيز علاقاته مع تبليسي.. من دون تحديد موعد لانضمامها إلى الحلف

مدفيديف يرد بإعلان توقيع اتفاقيتي تعاون مع أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية

TT

ندد الأمين العام لحلف شمال الاطلسي (الناتو) ياب دي هوب شيفر امس بالعمل العسكري لروسيا في جورجيا إلا انه لم يعلن التزام الحلف بشأن موعد دعوة تبليسي للانضمام الى عضوية التحالف العسكري.

ووعد شيفر بأن الحلف سيعزز علاقاته مع جورجيا، منتقدا روسيا على استخدامها القوة «بدون تمييز» خلال تدخلها العسكري في جورجيا الشهر الماضي. وقال شيفر في افتتاح اجتماع ضم سفراء الدول الـ26 الاعضاء في الحلف ان هذه الزيارة «تسمح لنا بتقييم علاقاتنا بإجراء محادثات معمقة حول الامن في المنطقة وبحث رغبتنا في تعزيز الشراكة بين الحلف الاطلسي وجورجيا».

ويزور دي هوب شيفر تبليسي لتأكيد تأييد حلف الاطلسي لجورجيا بعد الحرب مع روسيا التي استمرت خمسة ايام والادانة الغربية لموسكو لإرسالها قوات لسحق محاولة جورجيا لاستعادة منطقة اوسيتيا الجنوبية المتمردة. إلا انه لم يذكر اي اشارة بشأن منح جورجيا خارطة طريق للانضمام الى الحلف وذلك في اجتماعه المرتقب في اجتماع في ديسمبر (كانون الاول) المقبل فيما ينقسم اعضاء حلف الاطلسي بشأن مدى إلحاح ضم جورجيا للحلف في المستقبل القريب.

وقال دي هوب شيفر في اشارة الى اتفاق لحفظ السلام توسطت فيه فرنسا نيابة عن الاتحاد الاوروبي «ان لجوء روسيا الى القوة أمر لا يتناسب وطبيعة الموقف وأن على روسيا الان الالتزام بجميع بنود وعناصر خطة سداسية سبق ان توسط فيها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي». واضاف خلال اجتماع ضم سفراء من الدول الاعضاء بالحلف في فندق بتبليسي: «في الوقت ذاته وعلى الرغم من صعوبة الموقف فإننا نتوقع ان تلتزم جورجيا بصورة وثيقة بأن تظل على نهج الديمقراطية والاصلاح». وأضاف: «ان الالتزم الكامل بهذه القيم الاساسية يظل ضروريا لجورجيا في اطار مسار التكامل مع اوروبا والاطلسي».

ويزور دي هوب شيفر، وسفراء حلف الاطلسي تبليسي لحضور الجلسة الافتتاحية للجنة «جورجيا وحلف شمال الاطلسي» التي تشكلت في اعقاب الصراع لدعم العلاقات مع تبليسي. وقال دي هوب شيفر عقب توقيعه على وثيقة بشأن تشكيل اللجنة: «يمثل اليوم حقا علامة تاريخية في مسيرة العلاقات بين الحلف وجورجيا»، إلا انه ليس من المرجح ان يتجاوز هذا الاجتماع الخلافات بين الدول الاعضاء بشأن المضي قدما أبعد من مجرد التزام غامض صدر هذا العام يقول إن جورجيا واوكرانيا ستنضمان الى عضوية الحلف في نهاية المطاف.

وفي بروكسل اعلنت المفوضية الاوروبية منح معونة قدرها 500 مليون يورو (700 مليون دولار) على مدى عامين لمساعدة جورجيا على اعادة الإعمار بعد الحرب القصيرة التي خاضتها مع روسيا الشهر الماضي فيما وافق وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي بصفة مبدئية على نشر 200 على الاقل من مراقبي وقف اطلاق النار في جورجيا.

وقال خافيير سولانا، المنسق الاعلى للسياسات الامنية والخارجية بالاتحاد الاوروبي، إن اوروبا على استعداد لتوسيع نطاق البعثة المدنية الأوروبية إلى القوقاز، لتشمل كافة الأراضي الجورجية. وأشار سولانا أمس في تصريحات على هامش اجتماع لوزراء خارجية المجموعة الأوروبية الموحدة في بروكسل، إلى أن توسيع نطاق عمل البعثة المدنية يرتبط بتطور الأوضاع في المنطقة وبنتائج النقاش حول الأمن والاستقرار في إقليمي أوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليين، والذي من المزمع أن ينطلق منتصف الشهر المقبل في جنيف. وبينما كان شيفر يقدم تطمينات الى القيادة الجورجية، واصلت روسيا تعهداتها للجمهوريتين الانفصاليتين اوسيتيا الجنوبية وابخازيا بحمايتهما. واجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس مع مسؤولين انفصاليين في اوسيتيا الجنوبية بعد زيارته ابخازيا اول من امس. ومن جهته، قال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف امس امام اجتماع لرجال الاعمال الروس إن اي دولة تقرر فرض عقوبات على روسيا بشأن تدخلها العسكري في جورجيا ستمنى بخسائر فادحة.

وأعلن مدفيديف انه سيوقع «هذا الاسبوع» اتفاقات تعاون بما في ذلك على الصعيد العسكري مع جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين في جورجيا. وقال مدفيديف اثناء اللقاء: «سأوقع هذا الاسبوع اتفاقات خاصة حول تطوير العلاقات (مع الجمهوريتين) تشمل شقا عسكريا». وتنوي روسيا إبقاء 3800 جندي في كل من ابخازيا واوسيتيا الجنوبية.