الأزمة الاقتصادية والإعلانات المسيئة تهيمن على الحملة الانتخابية في أميركا

حضور بالين الطاغي ما زال يؤثر على أداء أوباما.. وماكين يتقدم بأربع نقاط

TT

تصاعدت وتيرة الاعلانات المسيئة بين حملتي المرشح الديمقراطي باراك اوباما والمرشح الجمهوري جون ماكين امس، بينما تعهد الطرفان باصلاح الانظمة المالية حيث تصدرت القضايا الاقتصادية اهتمامات الناخبين قبل 49 يوماً من اجراء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وشرع اوباما بحملته الانتخابية في الولايات التي تعرف باسم «الولايات المتأرجحة» وذلك في وقت أفاد فيه استطلاع للرأي اجرته وكالة «اسوشييتد برس» ان ماكين تفوق على اوباما باربع نقاط، حيث حصل على 48 في المائة، في حين حصل اوباما على 44 في المائة من تأييد المشاركين في الاستطلاع. ويتعرض اوباما لضغوط متزايدة من طرف الديمقراطيين من أجل توجيه «ضربات موجعة» الى ماكين الذي استطاع ان يحرز تقدماً، من وجهة نظرهم بسبب حملته المتواصلة هو والمرشحة لمنصب نائب الرئيس ساره بالين ضد اوباما. وهيمن موضوع الاعلانات التي توجه انتقادات شخصية وإساءات احياناً لكل من المرشحين على اخبار الحملة الانتخابية. وفي هذا السياق، عبرت حملة اوباما عن تبرمها من حملة اعلانية تقول إن المرشح الديمقراطي يؤيد تعليم الجنس لاطفال الحضانة. وكان اوباما قد أعرب عن مساندته لإصدار تشريع يؤيد تدريس التربية الجنسية لاطفال الحضانة، بما في ذلك معلومات تعلم الاطفال الابتعاد عن الممارسات الضارة. من جانب آخر، اطلقت حملة اوباما اعلاناً مع صورة ماكين يقول فيه «لن أسير في الطريق المنخفض الى أكبر مكتب في هذه الارض»، وبعد ذلك يتساءل الاعلان «ماذا حدث لجون ماكين؟». وبسبب اعتراض حملة اوباما على المهاجمة المستمرة له، وما تقول الحملة بانها «اكاذيب» يطلقها فريق ماكين على خصمه الديمقراطي، اطلق فريق اوباما موقعاً الكترونياً جديداً يحمل اسم «عدوا الاكاذيب». ويعتزم فريق اوباما الرد على الاشاعات حوله من خلال هذا الموقع والنفي من خلال الدلائل أي اشاعات ضده. وفي المقابل، نشرت حملة ماكين اعلاناً على شبكة الانترنت يقول إن اوباما أطلق على ساره بالين وصف الخنزير، عندما استعمل تعبير «وضع أحمر شفاه على فم خنزير». وكان اوباما يشير الى ان الجمهوريين يريدون تحسين صورتهم بهذا المنحى، وذلك بتجميل وضع قبيح ليبدو جذاباً. وبدأ امس اوباما جولة انتخابية في ولاية كولورادو، في محاولة لكسب الناخبين مع بدء العد التنازلي للانتخابات. وقالت مصادر حملته إنه سيواصل جولته خلال الايام المقبلة في ولايات الغرب الاميركي حيث سيركز على ربط صورة منافسه ماكين بصورة الرئيس الحالي جورج بوش. وفي سياق متصل، قال جو بايدن المرشح لمنصب نائب الرئيس مع اوباما في تجمع انتخابي في ولاية ميشيغان في معرض المقارنة بين بوش وماكين «إذا كنتم تريدون أربع سنوات اخرى من حكم جورج بوش فإن جون ماكين هو الرجل المناسب». وأضاف يقول «اميركا لا تحتاج الى جندي عظيم (اشارة الى الماضي العسكري لماكين)، اميركا تحتاج الى قائد حكيم.».

وركز المرشحان للرئاسة امس على الازمة السياسية في البلاد التي شغلت الاميركيين خلال الايام الماضية مع اعلان افلاس بنك «ليمان براذرز» العريق. وقال اوباما امس إن الارتباك الذي عرفه وول ستريت امس يعد الاخطرَ في نوعه خلال السنوات الاخيرة، مشيراً الى ان هذه الأزمة سببها السياسات التي يؤيدها ماكين. وقال اوباما إنه لا يلوم ماكين على فشل السياسة الاقتصادية، لكنه يلومه على تأييد هذه السياسة، مضيفاً: «هذا البلد لا يمكنه ان يتحمل اربع سنوات اخرى من هذه الفلسفة الفاشلة».

من جهته، قال ماكين ان الأزمة التي تجتاح بنك «ليمان براذرز» وغيره من المؤسسات المالية علامة على ان التنظيمات التي تحكم هذا القطاع تحتاج الى اصلاح. واوضح ماكين في بيان: «ادارة ماكين ـ بالين ستغير الغطاء المهلهل العتيق وغير الفعال للاشراف التنظيمي بواشنطن وستجلب الشفافية والمحاسبة الى وول ستريت». وقال البيان ان افلاس ليمان «احدث تذكارا بالتنظيم والادارة غير الفعالة».