تفاؤل تشوبه التحفظات بانعقاد الحوار اللبناني اليوم

سليمان يؤكد في كلمة الافتتاح على «المصالحة والتصالح»

TT

عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم الموافق 16 سبتمبر (أيلول) 2008، يلتئم شمل الشخصيات القيادية الـ14 الممثلة لمختلف القوى والأحزاب اللبنانية حول طاولة الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ومشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، وفقاً لما نص عليه اتفاق الدوحة الذي وقعه فرقاء الحوار في 18 مايو (أيار) الماضي. وقد وصل موسى الى بيروت بعد ظهر أمس. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر متابعة للتحضيرات لمؤتمر الحوار أن الرئيس سليمان سيفتتح الجلسة الأولى بكلمة يؤكد فيها على «المصالحة والتصالح والحوار بين اللبنانيين» سبيلاً لمعالجة كل المشكلات والأزمات السياسية.

وتنقل وسائل الإعلام المرئي والمسموع كلمة الرئيس سليمان مباشرة. أما كلمة الأمين العام للجامعة العربية فسيوزع نصها لاحقاً. وبعد الكلمتين الافتتاحيتين ستتحول جلسة الحوار الى جلسة مغلقة. وكانت اللجنة التحضيرية للحوار قد كثفت أمس اجتماعاتها لبلورة كل الأفكار حول الاستراتيجية الدفاعية ووضع تصور قد يطرحه الرئيس سليمان في الوقت المناسب. كما أن الفرقاء المعنيين عكفوا أمس على عقد اجتماعات مكثفة جرى خلالها التداول في المداخلات التي سيطرحونها على طاولة الحوار. وفي هذا السياق، عقدت اجتماعات تنسيقية بين عدد من قادة المعارضة. وذكرت معلومات صحافية أن قيادة «حزب الله» بحثت في اجتماع عقدته مساء أول من أمس في المداخلة التي سيقدمها ممثلها في الحوار.

وعشية التئام طاولة الحوار، تواصلت المواقف المرحبة. ودعا مفتي الجمهورية، الشيخ محمد رشيد قباني، المتحاورين الى «بذل مزيد من الجهد لحسم الاختلاف في وجهات النظر، وخاصة في التفاهم على الاستراتيجية الدفاعية للبنان وتسريع التوصل الى قواسم مشتركة على قاعدة المصلحة الوطنية العليا التي تخرج وطنهم لبنان من دوَّامة القلق والاضطراب». من جهته، دعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، الشيخ عبد الأمير قبلان، المتحاورين الى أن «يضعوا مصلحة الوطن وحفظه والمحافظة على الشعب نصب أعينهم».

وقال عضو كتلة المستقبل، النائب سمير الجسر: «هناك صعوبات جمة أمام طاولة الحوار، لكن ليس من أمور مستحيلة»، مؤكداً أنه «واهم من يراهن على تغيير المعادلة السياسية بعد الانتخابات النيابية. والأيام القادمة ستثبت ذلك». ورأى أن التوصل الى اتفاق في ما يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية يحل كل المشكلات الفرعية الأخرى. وقال عضو كتلة نواب حزب الله، حسين الحاج حسن: «إننا ذاهبون الى طاولة الحوار، لنتحاور حول الاستراتيجية الدفاعية والدولة وبنائها والاقتصاد وقضايا عدة أخرى». وتساءل: «هل سنكون متفقين على كثير من النقاط التي تعني الشأن الوطني العام، وعلى أن إسرائيل هي عدو نهائي، وعلى أن التوطين مرفوض بشكل نهائي، وعلى أننا لا نستطيع أن نتحمل مزيدا من العبث والتمييز بين القطاعات الاقتصادية وبين المناطق؟».