اغتيال قائد في الصحوة يوجه ضربة «مزدوجة» لجهود المصالحة في العراق

الدوري قاد 65 مقاتلا.. وأنصاره يتهمون الحكومة

TT

اغتيل في نهاية الأسبوع زعيم سني عربي في بغداد كان مؤيدا لتحقيق مصالحة في المنطقة التي يعيش فيها. وكان مقتل فؤاد علي حسين الدوري، وهو إمام مسجد سني يدير مجموعة مكونة من 65 حارسا في منطقة الجهاد غرب بغداد آخر حلقة في سلسلة من الهجمات التي تستهدف ما يعرف باسم مجالس الصحوة، ويأتي ذلك فيما تشهد العلاقات بين مجالس الصحوة والحكومة العراقية التي يتزعمها الشيعة توترات متزايدة. ويعد مقتل الدوري ضربة مزدوجة، على ضوء الجهود التي كان يبذلها لتعزيز التعايش بين السنة والشيعية في ناحية من بغداد تعاني بصورة خاصة من أعمال النزوح والقتل الطائفي.ولم يتضح بعد من هو المسؤول عن مقتل الدوري، ويلقي أقاربه وأصدقاؤه باللائمة على الحكومة. ويقول نصيف جاسم محمد، وهو جار وقريب للدوري: «يتم استهداف الصحوة من قبل الحكومة وإيران وعناصر القاعدة المرتبطة بإيران ودول أخرى في الجوار».

وكان الدوري قد قتل عندما تم تفجير قنبلة مخبأة في أشجار بينما كان يقود سيارته مساء السبت الماضي، وأقيمت جنازته أول من أمس وقد وضع في تابوت خشبي بسيط واتشحت النساء بالسواد وكن يضربن خدودهن حزنا على مقتله. وقام بعض رجال الدوري يرتدون زيا موحدا عليه شارات خاصة بحرس منطقة الجهاد بإطلاق النيران في السماء، بينما كان الموكب يمر بجوار الطرق المتربة غير الممهدة في حي الحسين، في منطقة الجهاد. وكان الدوري يشغل منصب عميد في القوات الجوية إبان فترة صدام حسين، وتحول إلى الدراسات الإسلامية في أعقاب الغزو الذي تزعمته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003. وكان يأمل أن يتأكد أن رجاله سوف يحصلون على وظائف الشرطة والجيش عندما يتم تحويل برنامج الصحوة إلى الحكومة العراقية حتى يتسنى له أن يكرس نفسه لبناء مسجد كان قد شرع في إقامته. ويقول أحد أفراد «حرس الجهاد»: «لا أظن أنني سأهتم بوظيفة داخل الشرطة أو الجيش، ليس الوضع كما كان، فقد رحل (الدوري)، كان الظل الذي يضمنا جميعا». ويوجد نحو 859 عضوا في الدوريات في منطقة الجهاد ومنطقة الفرات، حسبما قال خالد الجوحي، وهو نائب رئيس مجلس الاسناد (الصحوة) في المنطقة أقامه الجيش الأميركي ويحصل على مساندة من الحكومة العراقية. ويقول الجوحي، وهو شيعي، إن الدوري كان ذا أثر في تعزيز المصالحة في منطقة الجهاد. ويلقي الجوحي باللائمة على العناصر المتطرفة والمسلحين ذوي الصلة بتنظيم القاعدة، الذين يقول إنهم تسللوا إلى خفر المنطقة كي يغتالوا الدوري. ويقول الجوحي إن الدوري كان قد تلقى تهديدا قبل أربعة أشهر وطُلب منه التوقف عن إلقاء خطبة الجمعة في مسجد سني بمنطقة الجهاد بسبب أرائه المعتدلة.

*خدمة «نيويورك تايمز»