غيتس في بغداد لتوديع بترايوس وتنصيب أوديرنو قائدا للجيش

انتحارية تفجر نفسها وسط مأدبة إفطار وتقتل وتصيب العشرات في ديالى

وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي يقف بجانب الجنرال ديفيد بترايوس في حفل توديع رسمي أقيم ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

وصل الى العاصمة العراقية بغداد امس وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس في زيارة قال عنها مسؤولون عراقيون واميركيون انها مخصصة لتوديع الجنرال ديفيد بترايوس قائد عمليات الجيش الاميركي في العراق، والذي رفع الى منصب قائد القيادة المركزية المسؤولة عن العمليات العسكرية في جنوب وجنوب غربي آسيا وشرق أفريقيا. ومن المقرر ان يتسلم الجنرال ريموند أوديرنو في مراسم عسكرية تقام اليوم مهام بترايوس بحسب عبد اللطيف رايان المستشار الاعلامي لقوات التحالف في العراق. وأشار عبد اللطيف لـ«الشرق الأوسط» الى ان غيتس سيلتقي ضمن زيارته بمسؤولين عراقيين لبحث الاوضاع في العراق، لكنه لم يشر ما اذا كانت هذه اللقاءات ستشمل البحث في موضوع الاتفاقية الامنية المزمع توقيعها بين العراق والولايات المتحدة. وتعد زيارة غيتس هي الثامنة التي يقوم بها للعراق منذ تسلمه مهام منصبه في ديسمبر (كانون الاول) 2006. وأكدت مصادر مقربة من الحكومة العراقية أن غيتس سيلتقي برئيس الوزراء العراقي قبيل مغادرته العراق، وسيتم البحث في الأوضاع الأمنية داخل العراق وآلية سحب الجنود الاميركيين من العراق. يُذكر أن الجنرال بترايوس تسلم مهامه في العراق في بداية 2007، وقد تراجع العنف بشكل ملفت للنظر أثناء تسلم بترايوس لمهامه في العراق والذي تزامن مع حل ميليشيا جيش المهدي واستراتيجية زيادة القوات الاميركية في العراق والبدء بعمليات عسكرية في عدد من المدن وإنشاء مجالس الصحوات فيها ايضا. وقال غيتس للصحافيين على متن طائرته «التحدي كما أعتقد أمام الجنرال أوديرنو هو كيف نعمل مع العراقيين للحفاظ على المكاسب التي تحققت وتوسيعها حتى مع خفض عدد القوات الاميركية». وقادت القوات العراقية كل العمليات الامنية الكبيرة في الشهور الاخيرة. ومن المتوقع أيضا أن يسلم الجيش الاميركي المسؤولية الامنية في محافظتين عراقيتين أخريين الى القوات العراقية العام الحالي لتصبح القوات العراقية مسؤولة عن الامن في 13 من بين محافظات العراق البالغ عددها 18 محافظة. وقال غيتس ان من المهم أن يمضي العراقيون قدما في طريق المصالحة وأن تقدم الحكومة العراقية المزيد من الخدمات الى شعبها، وأن تستمر القوات الاميركية والعراقية في الضغط على مقاتلي تنظيم القاعدة والميليشيات الشيعية.

وأضاف الأسبوع الماضي أنه يعتقد أن حرب العراق دخلت مراحلها الاخيرة بعد رحيل القوات الاميركية الاضافية وتسلم القوات العراقية المزيد من المسؤولية، وقال «ليس هناك شك في أن دورنا سيظل مستمرا... لكنني أعتقد أن المناطق التي ننشط فيها بجد ستظل تنكمش».

من جانبها، أجرت وزارة الدفاع العراقية مراسم توديع للجنرال بترايوس، وأقيم الاحتفال في مقر وزارة الدفاع داخل المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد بحضور وزير الدفاع عبد القادر محمد العبيدي ورئيس اركان الجيش بابكر زيباري وقائد عمليات بغداد الفريق الركن عبود قنبر وعدد من القادة والمسؤولين، حسبما أفاد بيان صادر عن وزارة الدفاع العراقية.

وألقى وزير الدفاع كلمة هنأ فيها الجنرال بترايوس على تسلمه منصب قيادة قوات المنطقة الوسطى، وعبر في الوقت نفسه عن حزنه «لمفارقة صديق عزيز قدم كل ما يستطيع لنصرة قضية العراق»، بحسب البيان.

وأشرف الجنرال بترايوس الذي عينه الرئيس بوش في بداية عام 2007 على رأس قوات التحالف في العراق، على استراتيجية ارسال تعزيزات قررها الرئيس الاميركي العام الماضي.

وعلى صعيد ذي صلة، قال الناطق الرسمي للحكومة العراقية علي الدباغ، ان العراق ليس بحاجة الى أية مساعدات مالية من الولايات المتحدة.

وبحسب وكالة رويترز، فان تصريحات الدباغ تأتي إثر الانتقادات التي اطلقها عدد من الساسة الاميركيين والتي قالوا فيها ان الولايات المتحدة تتكبد الكثير من الأموال فيما يتعلق بإعادة إعمار العراق.

وتزامنت هذه الاحداث مقتل واصابة نحو 100 شخص في بغداد وديالى إذ فجرت انتحارية نفسها وسط مأدبة افطار في بلدة بلدروز بمحافظة ديالى، مما اسفر عن مقتل وإصابة 50 شخصا على الأقل. وقالت الشرطة إن مهاجمة انتحارية قتلت عشرين شخصا وأصابت 30 آخرين في حفل افطار، وأضافت ان الهجوم وقع فيما كانت مجموعة معظم افرادها من ضباط الشرطة يتناولون طعام الافطار في بلدة بلدروز الواقعة على بعد 90 كيلومترا الى الشمال الشرقي من العاصمة العراقية بغداد.

وفي وقت سابق انفجرت سيارتان ملغومتان. ولم يفصل بين الانفجارين فارق زمني يذكر في حي الكرادة ببغداد، مما ادى الى مقتل 12 شخصا وإصابة 37 آخرين.