سياسيون موريتانيون يحملون الجيش مسؤولية التدهور السياسي والأمني في البلاد

السلطات الموريتانية تتهم الجماعة السلفية بالهجوم على دورية للجيش

TT

حذرت عدة أحزاب سياسية منضوية تحت جبهة الدفاع عن الديمقراطية قادة الجيش الموريتاني من الانشغال بالشؤون السياسية، وقالت إن تخليه عن مسؤولياته في الحفاظ على الحوزة الترابية من أبرز أسباب التدهور الأمني الذي شهدته البلاد في الفترة الأخيرة.

وأوضح رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود في لقاء صحافي أمس أن انغماس الجيش في الصراعات السياسية وتقاعسه عن مهامه الموكلة إليه هي التي جعلت البلد يتخبط في أزمات سياسية وأمنية يخشى أن تتطور إلى ما هو أسوأ إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون ذلك.

وحمل ولد مولود قادة الجيش الموريتاني مسؤولية تردي الوضع السياسي والأمني، وشدد على ضرورة إعادة تأهيل القوات المسلحة لتمكينهم من مواجهة التحديات.

وأبدت جبهة الدفاع عن الديمقراطية أسفها الشديد لما تعرضت له عناصر القوات المسلحة في منطقة تورين شمال البلاد أول من أمس وقدمت تعازيها لأهالي الضحايا ووصفوا العملية بـ«الجبانة». وفي السياق ذاته ندد حزب تكتل القوى الديمقراطية أكبر أحزاب المعارضة الموريتانية بالهجوم الذي استهدف الدورية العسكرية وأسفر عن فقد أثني عشر جنديا يعتقد أن البعض منهم مازال قيد الأسر، فيما لم تتوفر إحصاءات رسمية دقيقة عن عدد القتلى.

من جهتهم حذر نواب برلمانيون في الجبهة المؤيدة لانقلاب السادس من أغسطس (آب) الماضي، كافة الفاعلين السياسيين من مغبة الاستغلال السياسي لهذه العملية «الإرهابية» التي اعتبروا انها تمس مصلحة الشعب الموريتاني كله وتدفع لتوحيد الصفوف لمواجهة خطر الجماعات المتشددة التي توعدت في وقت سابق بهجمات انتقامية في موريتانيا.

ودعا سيدي محمد ولد محم رئيس فريق حجب الثقة عن الحكومة الماضية الطبقات السياسية والاجتماعية في موريتانيا للوقوف دون تسييس هذه الحادثة وتكريس الجهود من اجل الحفاظ على الوحدة والاستقرار وجعل المصلحة العليا للشعب الموريتاني فوق كل اعتبار.

ومن جهة اخرى ذكر تقرير إخباري امس أن عناصر من الجماعة السلفية للدعوة والقتال المرتبطة بتنظيم القاعدة هي التي هاجمت دورية من الجيش الموريتاني في شمال البلاد، ولكنها لم تعط اية حصيلة.

وذكرت وكالة الانباء الموريتانية (حكومية) ان «دورية لقواتنا المسلحة تعرضت الاحد في 14 سبتمبر(ايلول) في منطقة تورين لهجوم شنته مجموعة ارهابية مؤلفة من عناصر تابعة للجماعة السلفية للدعوة والقتال المرتبطة بالقاعدة». وتطلق الجماعة السلفية للدعوة والقتال على نفسها اسم القاعدة في المغرب الاسلامي.

واضافت الوكالة ان «هذه الجماعة كانت تنوي شن هجوم واسع النطاق في شمال البلاد»، موضحة انها ستقدم تفاصيل اضافية عن هذه العملية فور توفرها.

وكان مصدر امني موريتاني قد اعلن ان 12 جنديا موريتانيا قتلوا خلال قيامهم بدورية في اقصى شمال موريتانيا الاثنين في كمين نصبه «عناصر من الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا».

وهذا الهجوم الذي وقع في اقصى الشمال قرب الحدود مع الصحراء الغربية (المغرب) هو الاكثر دموية في موريتانيا منذ ثلاث سنوات.

وقال المصدر ان الدورية كانت «مؤلفة من 22 او 23 عسكريا، عاد منهم عشرة الى قاعدتهم بعد الهجوم».