رئيس الوزراء الباكستاني يحذر القوات الأميركية من استمرار انتهاك أراضي بلاده

مقتل 12 شخصا في هجوم على المناطق القبلية

رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون يستقبل الرئيس الباكستاني آصف زرداري أمام 10 دوانينغ ستريت أمس (أ.ف.ب)
TT

حذر رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، امس القوات الأميركية والأخرى المتحالفة معها المرابطة في أفغانستان، منبهاً الى ضرورة وقف أية انتهاكات للأراضي الباكستانية والكف عن تنفيذ أي عمليات ضد المسلحين داخل باكستان. وجاءت تلك التعليقات من قبل جيلاني خلال اجتماع مع وزير العدل البريطاني، جاك سترو، في إسلام أباد امس، حسبما أوضح بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء. وجاء صدور البيان في وقت كان فيه الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري يعقد اجتماعاً مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون لمناقشة التطورات الأخيرة على الحدود الباكستانية ـ الأفغانية، حيث شنت القوات الأميركية خمس هجمات كبرى ضد أهداف داخل الحدود الباكستانية على مدار الشهرين السابقين. وأشار البيان الصادر عن مكتب جيلاني إلى أن سترو اتفق مع رئيس الوزراء الباكستاني حول نقطة أن الهجمات الأميركية داخل الأراضي الباكستانية قد تزيد من تفاقم الأوضاع بالمناطق القبلية الباكستانية. وكان جيلاني قد صرح في وقت سابق بأن باكستان سوف تتناول قضية الهجمات الأميركية داخل الأراضي الباكستانية مع زعماء العالم من خلال القنوات الدبلوماسية. وأكد جيلاني أنه: «بمقدورنا محاربة أميركا». وبعد اتخاذ القرار بإثارة هذه القضية عبر القنوات الدبلوماسية، قرر الرئيس آصف علي زرداري السفر إلى لندن لعقد اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني براون وإخطاره بموقف إسلام آباد من هذه القضية. إلا أن الجهود الدبلوماسية الأولية لإقناع قوات التحالف بتجنب انتهاك الحدود الباكستانية أخفقت، حيث استمرت طائرات التجسس الأميركية في إطلاق صواريخ ضد الأهداف المشتبه فيها داخل الحدود الباكستانية. من ناحيته، صرح المتحدث الرسمي العسكري، الميجور جنرال أثار عباس في بيان له، بأن السلطات العسكرية أصدرت توجيهات إلى قادتها الميدانيين على امتداد الحدود الباكستانية ـ الأفغانية باتخاذ إجراءات فاعلة للتصدي لأي تحركات من جانب قوات التحالف لاختراق الأراضي الباكستانية. الى ذلك ذكر مسؤولون باكستانيون أن 12 شخصا على الأقل بينهم مدنيان قتلوا امس إثر هجوم شنته طائرات حربية ومروحيات مقاتلة تابعة للجيش الباكستاني على مواقع للمتمردين في المناطق القبلية بالبلاد على طول المناطق المتاخمة للحدود مع أفغانستان. وقال الجيش الباكستاني إن آلاف القوات التي تدعمها الدبابات والمدفعية توغلت إلى داخل منطقة باجاور القبلية، لا سيما معاقل راشاكاي ولوي سام وتانج خاتا التابعة لمسلحي طالبان ومقاتلين من وسط آسيا لهم علاقة بتنظيم «القاعدة».

وأوضح مسؤول أمن محلي أن «عشرة مسلحين على الأقل واثنين من المدنيين قتلوا في هجمات جوية جديدة على أهداف تابعة للمسلحين، فيما أصيب 18 آخرون بينهم خمسة مدنيين في تلك الهجمات». ومما يذكر أن القتال في منطقة باجاور اندلع في أوائل أغسطس (آب) الماضي عندما هاجم عشرات المتمردين نقطة تفتيش فوق قمة تل استراتيجي على طريق كان المسلحون يستخدمونه سابقا في العبور إلى أفغانستان وشن هجمات على القوات الدولية. وترددت أنباء بأن تلك الاشتباكات أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص وتشريد عشرات الآلاف.

وفي الوقت نفسه صعدت القوات الأميركية ضرباتها التي تستهدف متشددين على الجانب الباكستاني من الحدود مما أغضب إسلام آباد ووتر العلاقات بين البلدين الحليفين. ووصل الأميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة إلى باكستان امس. وقال مولين هذا الشهر انه غير مقتنع بان القوات الغربية تحقق انتصارا في افغانستان وانه يتطلع الى استراتيجية جديدة أكثر شمولا، تتضمن جانبي الحدود بما فيها مناطق القبائل الباكستانية.