قريع غاضب من فياض ويدفع باتجاه تغيير حكومي

أبو علاء: حركتنا هي الطريق الأول والثاني والثالث والخامس

TT

تصاعدت حدة الخلافات بين حركة فتح وحكومة تسيير الاعمال التي يرأسها سلام فياض، باتهام فياض بالعمل على استقطاب الاقاليم المنتخبة، في فتح، عبر توظيف المال. ولم يخف احمد قريع مفوض التعبئة والتنظيم في فتح، غضبه من فياض بعد اجتماعه عدة مرات باقاليم الحركة، التي طلبت منه مساعدات مالية، واستجاب.

وقال قريع لأعضاء الأقاليم المنتخبين في اجتماع الليلة قبيل الماضية ان هناك شعورا بان ابناء فتح مستهدفون من قبل الحكومة» متهما حكومة فياض بانها «لا تحفظ حقوقهم ولا تصونها، لا في الأجهزة الأمنية ولا في المؤسسات».

وكان قريع قد شدد على «ان أي حكومة مستقلة او توافقية، عليها ان تتعاطى مع فتح على انها الحاضنة الاساسية لها والعمق الجماهيري الذي يمكنها من النجاح». وقال غاضبا «ان فتح هي الطريق الاول والثاني والثالث والرابع والخامس». (في اشارة الى حزب سلام ياض،«الطريق الثالث»). وتابع «وبالتالي فان الحكومة مطالبة بعدم التعرض لابناء الحركة ولحقوقهم الوظيفية اداريا وماليا». وحسب المصدر فقد «شدد ابو علاء على نشر هذا». وتفجرت الخلافات مؤخرا، بين قريع وفياض، بعد عدة زيارات قام بها الاخير لمدن الضفة الغربية، واجتماعه باقاليم فتح المنتخبة واستقبالهم كذلك في مكتبه. وقال المصدر ردا على سؤال اذا ما كان فياض يحاول الدخول على خط الاقاليم، «دخل فعلا ونجح كذلك». واتهم المصدر، فياض، بانه يحاول ان يكون مرجعية لهذه الاقاليم ويقدم لهم المال. وقال «بيحاول يشتري فتح بالمال». ويدفع قريع مؤخرا باتجاه تغيير في حكومة فياض. وقال المصدر، انه «تبنى فكرة تغيير في الحكومة لصالح فتح، الا انه ليس بالضرورة ان تشترك فتح». وبحسب المصدر، فان فتح مستاءة ايضا من عدم استجابة ابو مازن لمطالب فتح باجراء تغيير في حكومة فياض. وقال «الرئيس لا يستجيب». الا انه اكد ان قريع وفتح قررا الضغط بشكل جدي لاحداث تغيير وزاري. وتخشى فتح من ان تجد نفسها قد خسرت الكثير مع اي تغيير قادم. وقال ابوعلاء «ان منظمة التحرير التي دفعت فتح ثمنا باهظا وغاليا من اجل الدفاع عن وحدتها وشرعيتها واستقلالية قرارها وهياكلها ما زالت تتعرض لمؤامرات اساسها اختطاف كلي لهذه المؤسسة الوطنية الجامعة».

وطالب ابو علاء «الكل الفتحاوي بالعمل على حماية المنظمة وتقويتها والدفع لتجديد هياكلها ومؤسساتها على مستوى اللجنة التنفيذية او تفعيل مؤسساتها».

يذكر ان الخلافات ما زالت قائمة داخل فتح حول مكان واليات انعقاد المؤتمر السادس. وشدد ابو علاء على اهمية المصالحات الداخلية بين قيادات الاطر الفتحاوية المختلفة لضمان نجاح المؤتمر والخروج بافضل النتائج.

ولا يتركز الخلاف الفتحاوي حول اليات انعقاد المؤتمر السادس فقط، بل احيانا حول مرشح الحركة للانتخابات الرئاسية المقبلة، اذ تتباين الاراء في النقاشات الداخلية حول هوية الشخص الذي يمكن له ان يقود فتح. وكانت اوساط فتحاوية قد قالت لـ«الشرق الاوسط» ان «قريع يفكر احيانا بالرئاسة». وقال المصدر المقرب منه «لا يفكر الان بالرئاسة» واستطرد يقول «اذا اجت لن يقول لا». ونفى المصدر ان يكون تبني قريع اراء متشددة في المفاوضات مع اسرائيل، يأتي في اطار خطة لخلافة عباس. وقال «موقف قريع ليس مزاجيا، انما موقف ثابت». وكان رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت اظهر خلال لقائه مع وزير الخارجية الاسباني ميجال موراتينوس، قلقه حيال محاولات بعض قادة السلطة الضغط على الرئيس عباس لرفض التوقيع على اتفاق مبادئ مع اسرائيل. وقال اولمرت «هناك جهات فلسطينية عشقت المفاوضات ولا يستهويها لحظة التوصل لاتفاق». وقالت صحيفة «هآرتس» ان اولمرت كان يغمز من قناة قريع.