صفير يرى خيرا في «المصارحة للمصالحة».. وقبلان يدعو إلى تعميم المصالحات في لبنان

تفاؤل يواكب انطلاق الحوار الوطني في القصر الجمهوري

TT

ابدت مختلف المرجعيات والفاعليات الدينية والسياسية في لبنان تفاؤلا بانطلاق مؤتمر الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس، كونه يأتي تتويجا وتثبيتا لسلسلة المصالحات التي تمت بين الفرقاء السياسيين والمرشحة لان تتواصل لتشمل معظم «محاور التصادم» في المناطق اللبنانية.

وامل البطريرك الماروني نصرالله صفير «خيرا من طاولة الحوار». وقال امام زواره امس «ان كلمة الحوار في ذاتها تحد من التشنجات وترطب الاجواء». ونقل عنه وزير الاعلام طارق متري انه «مع الحوار والمصارحة للمصالحة».

وقد رأى متري، في تصريح ادلى به عقب لقائه البطريرك صفير، في طاولة الحوار «ضرورة ملحة نأمل ان تنتج خيرا. وهي استكمال لمؤتمر الدوحة». وقال: «البداية دائما مهمة، ونتمنى للجميع التوفيق لأن اللبنانيين يريدون حل مشاكلهم بالحوار لأن الحوار هو البديل من العنف. ونبذ العنف اتفقنا عليه في الدوحة. وهناك فقرات كثيرة في البيان الوزاري تنص على رفض العنف بمعنييه المادي والمعنوي. لذلك يجب ان يؤخذ الحوار على محمل الجد لأنه لا تزال هناك حوادث في البلد وهناك نفوس خائفة او مشحونة. واول مهمة للحوار تبديد هذه الاجواء والمخاوف».

واستبشر وزير التنمية الإدارية إبراهيم شمس الدين «خيرا بانطلاق الحوار في القصر الجمهوري». وقال: «هذا أمر طبيعي ومنتظر ومتوقع وهو أيضا جزء من اتفاق الدوحة الاستثنائي والمؤقت. فالرئيس حدد موعدا والكل استجاب والتحضيرات جيدة وبشائرها وطلائع المصالحات كانت أيضا جيدة قبل انطلاقة الحوار وخصوصا ما حصل أمس (الاول) في خلدة» في اشارة الى اللقاء الذي تم بين الحزب التقدمي الاشتراكي و«حزب الله».

وتمنى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان «ان يعم الصلح كل المناطق اللبنانية، فيلتزم اللبنانيون بالعهود والمواثيق ويكونون متعاونين ومتحابين مع بعضهم تربطهم علاقات الثقة والانفتاح والتعاون. وعليهم ان ينسوا الماضي ويتعظوا من التجارب فيكثفوا لقاءاتهم واجتماعاتهم ولا سيما أننا نعيش في أجواء ولقاء هيئة الحوار التي نأمل ان يكون اجتماعها الثاني لكل الفاعليات في البلد. ان الحكمة مغطاة بقشة، فليتم توسيع هيئة الحوار فتبادر الهيئة الوطنية للحوار الى الاتفاق على كل الأمور التي تنجي لبنان من التهلكة والدمار».

وقال: «نحن لنا الثقة بان هيئة الحوار قادرة على وضع الحلول الإنقاذية ولاسيما أننا لا نزال عرضة لتهديدات إسرائيل، إذ لا نزال نتعرض للألغام والقنابل العنقودية المغروسة في أرضنا. لذلك علينا أن نعمل لتعم المصالحات ونعتمد على الله وعلى أنفسنا لتحصين بلدنا».

وقال النائب سمير فرنجية (قوى 14 اذار): «ان الحوار الذي يبدأ اليوم (امس) في بعبدا قد يشكل الصفحة الأخيرة لتحييد لبنان عن أزمات المنطقة وتأمين حمايته. وهو بمثابة الفرصة الأخيرة، لأنني أعتقد ان المنطقة توشك على الدخول بمخاض جديد بعد نهاية الهدنة التي شهدناها في الأشهر الماضية». ورأى «ان خيار المتحاورين محصور في اتجاهين: اتجاه يحاول تقطيع الوقت بانتظار ما قد يحصل على صعيد الملف الإيراني وملف المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية. واتجاه آخر يحاول تحصين الأوضاع في الداخل خوفا من التطورات التي قد تحصل في الخارج».

ورأى عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب نعمة طعمة «ان الاستمرار في الخطوات التصالحية والتحلي بالحكمة والمسؤولية في معالجة المسائل الوطنية، كفيل بقطع دابر الفتنة والولوج نحو حوار حقيقي يرسي الاستقرار في البلد ويوطد العلاقة بين كل الشرائح اللبنانية، كونه السبيل الوحيد لان لبنان لا يزال في دائرة التهديد واللااستقرار. وما جريمة بيصور التي ادت الى استشهاد الشيخ صالح العريضي الا الدليل على استمرار هذا المخطط الدموي. في حين ان حكمة الزعيمين وليد جنبلاط وطلال ارسلان قد فوتت الفرصة على المتربصين بالجبل ولبنان شرا».

وقال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب انور الخليل: «هناك أكثر من سبب كي نعتقد أن النتيجة والمحصلة النهائية للحوار يجب ان تتجه نحو إنجاح المؤتمر الوطني بكل معاني النجاح. لكن للجلسة الأولى معايير وحدودا معينة يمكن ان تضعها في مصاف الجلسات الافتتاحية. وبالتالي ان رئيس الجمهورية سينتهز هذه الفرصة لتأكيد أهمية إنجاح الحوار من جهة، وكذلك سينتهز صيغة الحوار والإلزامية التي تتصف به لأنها أحد بنود الدوحة».

واعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن حب الله ان انعقاد طاولة الحوار «خطوة إيجابية من اجل ترسيخ الوحدة الوطنية وحماية السلم الاهلي» مستبشرا بأن «انطلاقة هذا الحوار تعطي الأمل لدى اللبنانيين بفتح صفحة جديدة من العلاقات بين الأطراف اللبنانية التي شهدت انقساما سياسيا حادا أدى في بعض الحالات الى اضطرابات امنية كادت أن تهدد السلم والاستقرار في لبنان».