الموصل: تضاعف الهجمات خلال رمضان ومهاجمون لا تزيد أعمارهم عن 11 سنة

قائد عسكري أميركي: أطفال يصافحوننا.. وبعد قليل يقذفوننا بالقنابل

عراقيان يتفحصان أمس ما خلفه هجوم انتحاري نفذته امرأة في بلدة بلدروز شمال شرقي بغداد مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

كان الجو ينذر بالخطر، فالعراقيون الذين يقطنون ذلك الحي في مدينة الموصل قد اختفوا فجأة، الأمر الذي يعني ان هجوما بات وشيكا.

غير ان الرقيب أنجل بيريز، وهو قائد عربة هامفي، قال ضاحكا وهو يراقب دورية عراقية أثناء مرورها بالقرب من ثكنة عسكرية «مستحيل! لن يقع أي شي.. الدورية لن تستهدف».

غير انه لم تمض سوى بضعة ثوان حتى وقع انفجار بالقرب منها. لم يصب اي احد بالانفجار غير انه هز جدران الثكنة، فيما تراكض أفراد الشرطة لجمع الأسلحة مسرعين لركوب عربات الهامفي بعيدا عن الثكنة.

وبالرغم من التحسن الأمني الملحوظ في العراق غير انه يبقى هشا، بحسب الجنرال لويد أوستن، الذي يعد القائد الأميركي الثاني من حيث الاهمية في العراق. وربما تعد مدينة الموصل خير دليل على هشاشة استقرار الامن في العراق. فالمتمردون السنة الذين ضعفوا في بغداد والذين طردوا من محافظات اخرى يتخذون الآن من الموصل معقلا لهم.

ونقلت وكالة الاسوشييتد برس عن القائد اريك هيلوغ، قائد وحدة عسكرية في الموصل، قوله «إنه منذ بدء رمضان، اصبح الوضع جنونيا، فقد أطلقت علينا قذائف الهاون واستهدفت ابراج الحراسة بالنيران، كما استهدفنا بالعبوات الناسفة».

ويقول هيلوغ «لقد وصلنا الى الدرجة التي بدأ فيها الجنود بمغادرة مخادعهم عند النوم، هناك خشية من سيطرة أحدهم (المسلحين) على بوابة المعسكر».

واشار الى حدوث 15 هجوما بضمنها بالسيارات الملغومة والعبوات الناسفة والقاذفات الصاروخية في الاسبوع الذي سبق شهر رمضان في منطقة غرب الموصل، حيث تنفذ الوحدة دورياتها. غير ان الهجماعات تضاعفت ثلاث مرات خلال الايام الستة الاولى من رمضان الى 42 هجوما.

وبعد الهجوم الذي استهدف دورية الشرطة العراقية بحث بيريز والقادة الاخرون في البنايات المهدمة عن مسلحين، غير انهم لم يعثروا سوى على مدنيين زعموا انهم لم يروا اي شيء غير عادي.

وعندما غادرت العربات الاميركية الموضع ألقى أحد المسلحين قنبلة من احدى المباني المهجورة واحدث انفجارها صوتا مدويا غير انها لم تسفر عن اية اضرار. وكانت الوحدة العسكرية قد واجهت في اليوم السابق هجوما بشاحنة ملغومة استهدف دورية للجيش العراقي بالقرب من ثكنة عسكرية. واسفر الهجوم عن مقتل سائق الشاحنة التي كانت محملة باسطوانات الوقود كما اسفر عن مقتل جندي عراقي واصابة خمسة اخرين. واطلق مسلحون كانوا يراقبون الانفجار نيران اسلحتهم صوب الجنود الاميركيين قبل ان يفروا من المنطقة. وقال الرقيب تيم كارير، الذي كان قد نجا من ستة هجمات بالعبوات الناسفة «في الحقيقة، لا أعلم بالضبط من هم الذين نقاتلهم»، وأضاف قائلا «اذا رايت احدهم يزرع عبوة ناسفة او يطلق النار علينا فعندها نعلم بالضبط الذين نقاتلهم، اما عدا ذلك فليس بامكانك ان تعلم من الذي ينتمي للقاعدة ومن هو المدني، هنا ترى طفلا يركض صوبك ليصافحك وبعد قليل يلقي بقنبلة نحوك».

ويقول جنود اميركيون ان بعض المهاجمين لا تتجاوز اعمارهم 11 عاما مسلحين بالقنابل، ويؤكد الرقيب كارتر ان وحدته لم تقتل ايا من هؤلاء الاطفال.

ويرى قادة عسكريون اميركيون كبار ان توزع الثكنات العسكرية في انحاء الموصل يعد جوهر استراتيجية ترمي الى تقليل اعمال العنف من خلال وجود القوات داخل المدن فضلا عن سهولة الحصول على المعلومات الاستخباراتية.