ساركوزي يدعو المجتمع الدولي للعمل ضد القراصنة في خليج عدن

القاهرة تجري اتصالات للإفراج عن السفينة المصرية

نيكولا ساركوزي أثناء المؤتمر الصحافي مع رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون (يسار) ورئيس أركان القوات الفرنسية الجنرال جون لوي جيرجولان (أ. ف. ب)
TT

للمرة الثانية في أقل من 5 أشهر، تضطر القوات الفرنسية للتدخل العسكري من أجل الإفراج عن مواطنين فرنسيين يحتجزهم قراصنة صوماليون.

وفي مؤتمر صحافي عقده في قصر الأليزيه محاطا برئيس الحكومة فرنسوا فيون ورئيس أركان القوات الفرنسية الجنرال جيرجولان، كشف الرئيس ساركوزي صباح أمس عن بعض تفاصيل العملية التي جرت ليل الإثنين ـ الثلاثاء بناء على أوامر أعطاها شخصيا بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة والتي كانت نتيجتها الإفراج عن الفرنسيين المحتجزين منذ 15 يوما وقتل احد القراصنة والقبض على 6 آخرين هم في طريقهم الى القاعدة الفرنسية في جيبوتي. وأعلن الرئيس الفرنسي ان أمر التدخل العسكري اعطي عندما تأكدت باريس أن القراصنة بصدد التوجه مع رهينتيهم الى قرية أيل الواقعة على مسافة 800 كلم شمال العاصمة مقديشو.

وأفاد الرئيس الفرنسي أن 30 من رجال الكوماندوس الفرنسيين نفذوا العملية مدعومين بغطاء جوي (رقابة وحماية) وبحضور بحري قوي اهمه وجود الفرقاطة «كوربة» التي نقل اليها المواطنان الفرنسيان (جان إيف دولان وزوجته) اللذين احتجزا رهينتين على متن زورقهما «كاريه داس» قبالة الشواطئ الصومالية وفي خليج عدن. ولم تدم العملية سوى عشر دقائق. وأفاد ساركوزي أن مديرية المخابرات الخارجية شاركت في التخطيط للعملية منذ البداية مثنيا على الدور الذي قامت به.

وأكد الرئيس ساركوزي أن القراصنة الستة سيقادون الى فرنسا حيث سيقدمون الى المحاكمة وهي حال القراصنة الذين ألقي القبض عليهم بمناسبة تحرير رهائن المركب «لو بونان» الثلاثين في شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي.

واغتنم الرئيس الفرنسي الفرصة لتوجيه «تحذير» صارم الى القراصنة الناشطين في منطقة القرن الأفريقي داعيا المجموعة الدولية الى «تعبئة» طاقاتها من أجل العمل على التخلص من هذه الظاهرة المقلقة. وقال ساركوزي: «لا يتعين على العالم أن يبقى غير مكترث ومكتوف الأيدي. إنني أدعو الدول الأخرى لتحمل مسؤولياتها كما فعلت فرنسا مرتين متتاليتين» مستدركا أن بلاده «لا تستطيع وحدها تحمل مسؤولية الأمن البحري في هذه المنطقة. واقترح الرئيس الفرنسي تشكيل «شرطة البحار» للحفاظ على الأمن فيها ودعا بموازاة ذلك الى القيام بـ«عمليات تأديبية» ضد القراصنة. وتريد باريس السير سريعا في اقتراحاتها التي تريد أن تطرح على مائدة البحث بمناسبة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ابتداء من الأسبوع المقبل. وبحسب معلومات الرئيس الفرنسي، فإن القراصنة يحتجزون حوالي 150 رهينة في الوقت الحاضر وهو ما يعد رقما قياسيا. ومن جهتها تتابع وزارة الخارجية المصرية عن كثب تطورات الموقف بشأن السفينة المصرية المختطفة قبالة السواحل الصومالية على يد مجموعة من القراصنة، من خلال تكثيف الاتصالات مع كافة الأطراف المتواجدة في المنطقة التي شهدت عملية اختطاف السفينة والتي من شأنها المساهمة في إنهاء المشكلة في أسرع وقت ممكن. وقال السفير أحمد رزق مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين بالخارج بإنه يجري اتصالات مستمرة مع مالك السفينة وسفير مصر لدى الصومال سعيد مرسى الذي يواصل اتصالاته حاليا مع كافة الأطراف الصومالية والجهات المعنية لضمان سرعة الإفراج عن السفينة والتأكد من سلامة جميع أفراد طاقمها.

وأشار السفير أحمد رزق إلى أن هذه السفينة المصرية المختطفة تعد واحدة من إحدى عشرة سفينة تم اختطافها على يد القراصنة أمام السواحل الصومالية خلال الأسبوعين الماضيين كان آخرها اختطاف سفينة شحن كورية في العاشر من سبتمبر (ايلول) الجاري. وفى ظل استمرار أزمة السفينة أمر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط سفير مصر لدى الصومال سعيد مرسى بقطع أجازته السنوية في مصر والعودة فورا إلى مقر عمله بالصومال للإشراف على الاتصالات الجارية لتأمين الإفراج عن السفينة وطاقمها.

ومن جهة اخرى أعلنت منظمة حقوقية امس أن حوالي 9500 مدني صومالي قضوا نحبهم منذ مطلع عام 2007 خلال القتال الدائر بين الحكومة الصومالية وقوات المتمردين.

وقال علي شيخ ياسين نائب رئيس منظمة «المان» الصومالية لحقوق الانسان ومقرها مقديشو في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن 9474 شخصا قتلوا خلال التمرد من بينهم 838 قتيلا منذ يونيو (حزيران) الماضي.

ويشهد الصومال معارك شبه يومية منذ أن غزت القوات الإثيوبية الدولة التي تقع في منطقة القرن الافريقي عام 2006 للاطاحة بالنظام الاسلامي وإعادة تنصيب حكومة اتحادية انتقالية.

ولكن المسلحين الإسلاميين عادوا للقتال مرة أخرى واستولوا على مدينة كيسمايو الساحلية ويشنون هجمات على القوات الاثيوبية والصومالية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي.

ولقي جنديان أوغنديان من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي حتفهما خلال هجمات.

ولكن المدنيين هم أكثر طرف يعاني من الصراع الدائر حيث عادة ما يقضون نحبهم خلال الاشتباكات المسلحة بين القوات الاثيوبية والحكومية من جهة وقوات المتمردين من جهة أخرى في المناطق المكتظة بالسكان.

وقال ياسين إن 12 ألف شخص لاذوا بالفرار من أعمال القتال في كيسمايو فيما لاذ 65 ألف شخص بالفرار من الاشتباكات الدائرة في أماكن أخرى منذ يونيو (حزيران) الماضي.

ومن جهة اخرى أدانت منظمة الاتحاد الأفريقي بشدة الهجوم الذي تعرضت له قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال (أميصوم) والذي أسفر عن مصرع جنديين وإصابة سبعة آخرين في موقع بالعاصمة مقديشو.

وأوضح بيان صادر عن الاتحاد الأفريقي امس بهذا الصدد ان تلك الهجمات التي وصفها بالهجوم البربري والجبان لن يعيق الجهود الرامية التي تبذل من اجل تنفيذ اتفاقية جيبوتي للسلام او إضعاف جهود الاتحاد الأفريقي. ودعا الاتحاد الأفريقي الشعوب المحبة للسلام في العالم إلى اعتبار الهجوم الذي تتعرض له القوات الأفريقية في الصومال بمثابة هجوم على الأمن والاستقرار الدولي.