حفل إفطار رمضاني داخل البرلمان الأوروبي

النواب: المأدبة منصة حقيقية للحوار بين الأديان

TT

شهد مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل مأدبة إفطار رمضانية اقامها عدد من النواب الأوروبيين باشراف منظمة الحوار بين الحضارات وذلك في اطار تعزيز القيم الدينية والتفاهم بين الاديان واحترام الآخرين، وكان من بين المدعوين عدد من السياسيين والدبلوماسيين وممثلي مختلف الطوائف الدينية والثقافية ورجال الأعمال والصحافيين. وألقى البريطاني كلود موريس، عضو البرلمان الأوروبي، كلمة جاء فيها «انه يتوجب علينا ان نعمل جاهدين على الاتصال وكسر الحواجز بين الأديان وإقامة مأدبة افطار تأتي في إطار فعاليات سنة الحوار بين الثقافات والهدف منها نشر التسامح الديني والتفاهم بين الآخرين». وأشار رئيس مجلس الحوار بين الثقافات، سرافتين بيكتاس، الى ان هذا الافطار هو الرابع من نوعه الذي تنظمه منظمة الحوار بين الثقافات، مضيفا «إن اقامة مأدبة إفطار هو منصة حقيقية للحوار بين الديان، خصوصا أن لشهر رمضان مكانته الخاصة عند المسلمين».

وذكر ألوجز بيتيريل، احد الأعضاء السلوفينيين في البرلمان، فضائل الصوم معربا عن إعجابه بعبادة الصيام كونها تطهيرا للنفس وتقرب العبد الى ربه.

يذكر انه تحت عنوان «معاً في التنوع»، بدأت العام الجاري، فعاليات العام الأوروبي للحوار بين الثقافات، وهي التجربة التي تهدف إلى المساهمة في فهم أكبر للعيش في مجتمع متنوع، واستثمار إيجابيات التنوع الثقافي لصالح المستقبل الأوروبي، كما يرمي الاتحاد الأوروبي من وراء تنظيم هذا الحدث إلى تعميق شعور المواطنين بالانتماء إلى أوروبا، رغم تنوع أصولهم العرقية. وقالت المفوضية الأوروبية أن تسامح الثقافات المختلفة لم يعد كافيا وانه يتعين على الأوروبيين أن يؤسسوا مجتمعا ثقافيا متكاملا يكون فيه التفاعل عبر الحدود الثقافية هو القاعدة.

وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للتعليم والتدريب والثقافة والشباب، جان فيغل «إننا نريد أن نتجاوز المجتمعات الثقافية المتعددة حيث تتعايش الثقافات والجماعات الثقافية ببساطة جنبا إلى جنب، وان مجرد التسامح لا يكفي بعد الآن. وأضاف المسؤول الأوروبي «نحتاج أن نعطي دفعة إلى الأمام من أجل تغير حقيقي في مجتمعاتنا حتى نتمكن من تأسيس أوروبا متكاملة ثقافيا يجري فيها تبادل الثقافات وتفاعلها بشكل بناء، وتبلغ تكلفة الأنشطة المخصصة لفعاليات العام الأوروبي للحوار بين الثقافات 10 مليون يورو، سوف تستثمر في حملات توعية وإعداد دراسات حول هذا الملف، وكذلك لتمويل سبعة مشروعات و27 مشروعا (واحد في كل دولة عضو) حول موضوع التنوع الثقافي والحوار التعددي، ويعتقد ثلاثة ارباع سكان دول الاتحاد الأوروبي تقريبا (72%) بأن وجود أشخاص من أصول مختلفة ينتمون لثقافات، وديانات، وأعراق مغايرة داخل المجتمع الأوروبي، يساهم في اثراء الحياة الثقافية داخل تلك المجتمعات، وذلك حسب نتائج دراسة أجراها معهد الإحصاء الأوروبي، بتكليف من الجهاز التنفيذي للمجموعة الأوروبية الموحدة في بروكسل. وقال بيان للمفوضية ان الدراسة شملت 27 ألف شخص من الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد، اختيروا بشكل عشوائي من المواطنين الذين تزيد أعمارهم على 15 عاما. وقال البيان ان الدراسة شملت توجيه عدة أسئلة للمواطنين الأوروبيين، حول تعاملهم مع أشخاص آخرين داخل المجتمع، يختلفون عنهم ثقافيا وعرقيا ودينيا، وجرى التركيز خلال الدراسة على أهمية التنوع الثقافي داخل المجتمع الأوروبي والتعرف على موقف المواطن الأوروبي من تخصيص العام 2008 للحوار بين الثقافات المتعددة. وحسب ما جاء في نتائج الدراسة الأوروبية، فان التفاعل اليومي بين المواطنين من أصول وثقافات مختلفة يزداد يوما بعد يوما وان ذلك يعتبر حقيقة في أوروبا يجب ألا ينكرها احد. وقال 65 في المائة ممن شملتهم الدراسة إن لديهم أمثلة متعددة حول التفاعل اليومي مع المواطن الآخر الذي ينتمي الى خلفيات ثقافية وعقائدية وعرقية مغايرة، وان من بين الدول التي حققت نتائج جيدة في هذا الإطار، لوكسمبورغ وآيرلندا وبريطانيا والنمسا، بينما جاءت استونيا ورومانيا في مؤخرة تلك القائمة. وتقول النتائج أيضا إن غالبية سكان الاتحاد الأوروبي يعتقدون أن وجود مواطنين من أصول وثقافات أخرى داخل المجتمع الواحد يساهم في الإثراء الثقافي للمجتمع ككل، وان الإجابة عن السؤال المتعلق بهذا الصدد، يمكن أن تعتبر بمثابة مرآة تعكس أهمية وجود أقليات، من جنسيات وعقائد أخرى داخل بعض المجتمعات الأوروبية.