5 وزراء خارجية أميركيين سابقين يحثون الرئيس الأميركي المقبل على التفاوض مع إيران

أولبرايت تساند أوباما.. وبيكر مع ماكين.. وكيسنجر وكريستوفر لم يعلنا موقفيهما.. وباول حائر

TT

حث خمسة من وزراء الخارجية السابقين الرئيس الأميركي المقبل على ان يدخل في مفاوضات مع إيران وذلك للحيلولة دون ذهاب الإيرانيين بعيداً في خصومتهم مع الغرب والولايات المتحدة، وهو الأمر نفسه الذي يدعو اليه المرشح الديمقراطي باراك اوباما، على الرغم من ان مواقفهم تباينت حول المرشح الأوفر حظاً للوصول الى البيت الأبيض في الانتخابات التي ستجري في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وشارك في اللقاء الذي دام 90 دقيقة كل من كولن باول وزير الخارجية السابق في عهد جورج بوش، ومادلين أولبرايت وزيرة الخارجية في عهد الرئيس بيل كيلنتون، ووارين كرستوفر وزير الخارجية في الفترة الأولى لعهد بيل كيلتون، وجيمس بيكر وزير الخارجية في عهد جورج بوش الأب، وهنري كيسنجر وزير الخارجية في عهد ريشارد نيسكون وجيرالد فورد. وفي سابقة نادرة اتفق الوزراء الخمسة على الفكرة نفسها، وذلك خلال عرض مشترك في جامعة جورج واشنطن بالعاصمة الأميركية، وقالوا إن افضل وسيلة للحل الدبلوماسي الذي ما انفكت واشنطن تقول به بشأن الخلاف حول الطموحات النووية لإيران هو التفاوض.

وأقر الوزراء الخمسة بأن إدارة الرئيس بوش سحبت نفسها في وقت سابق من اتصالات كانت تجري على مستوى منخفض مع ايران، وانتقدوا ضمناً إيقاف الاتصالات بين واشنطن وطهران حتى في ظل رئاسة محمود احمدي نجاد المتشددة، كما أقروا ايضاً بأن الولايات المتحدة يجب ان تترك مسافة بينها وبين اسرائيل، على الرغم من تهديد الرئيس الايراني «بأن اسرائيل ستزول يوماً من خارطة العالم». وقال وارين كريستوفر «إن الخيارات العسكرية (للتعامل مع ايران) مستبعدة جداً ، ويجب ان نقول ذلك للاسرائيليين«. وفي السياق نفسه قال بيكر إنه يستبعد ان تكون هناك اتفاقية بين اسرائيل والفلسطينيين، مشيراً الى ضرورة تحسين العلاقات بين اميركا وسورية طالما ان هناك احتمالاً للتوصل الى اتفاقية (مع اسرائيل)، وأضاف يقول «من السخافة ان نقول بأننا لن نتحدث مع السوريين». أما كيسنجر فقال إنه يحبذ التفاوض مع ايران، لكن على الولايات المتحدة توضيح اهدافها منذ البداية، ويجب ان يشمل ذلك شرق أوسط مستقرا. وقال إن المفاوضات مع ايران يجب ان تبحث ايقاف تزويد ايران للمليشيات بالأسلحة. واقترحت اولبرايت ان يتم التفاوض مع ايران على مستوى وزراء الخارجية، مشددة على ضرورة «التفاوض مع الدول التي لديك مشاكل معها»، وعبرت عن اعتقادها بأن «المزيد من الانتقادات التي نوجهها الى احمدي نجاد (الرئيس الإيراني) تزيده قوة داخل المجتمع الإيراني».

وحول الرئيس المقبل جاء موقف أولبرايت متسقاً مع انتمائها الحزبي، حيث قالت إنها تدعم باراك اوباما، مشيرة الى ان انتخاب اوباما «سيرسل رسالة مهمة حول التنوع الى العالم»، وحظي موقفها بتصفيقات حادة من طلاب الجامعة والحاضرين. يشار الى ان أغلبية كاسحة من طلاب هذا الجامعة هم من المؤيدين للمرشح الديمقراطي، وكان السيناتور ادوارد كنيدي وباقي أسرة كنيدي اختاروا جامعة «جورج واشنطن» للحديث في تجمع انتخابي حضره باراك اوباما وأعلنوا عن مساندتهم له. وتوقع الحضور ان يعلن جيمس بيكر عن موقف مفاجئ عندما قال «أريد أن أرسل رسالة قوية للأميركيين والعالم حول المرشح الذي أسانده» ثم لاذ في صمت لبرهة وعاد ليقول «لكن أنا مع جون ماكين»، وهو ما أدى الى أن تضج القاعة بالضحك.

أما كولن باول، وهو أول وزير خارجية أميركي اسود، فقد أبقى على تحفظه بشأن المرشح الذي يسانده وقال «لم أقرر بعد، لكن أنا أميركي قبل كل شيء»، وهي إشارة الى ان الجانب الإثني ولون أوباما قد لا يكونا حاسمين في اختياره، وقال إنه ابلغ اوباما بوضوح «لن أصوت لك فقط لأنك اسود»، وقال «إن المسألة بالغة الحساسية وهي من هو المرشح القادر على ان يجعلنا نعيش في آمان».