افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة بانتقاد واشنطن ووعود بالإصلاح

الرئيس الجديد للجمعية يتهم بعض أعضاء مجلس الأمن باستغلال حق «الفيتو»

TT

افتتح رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة وزير خارجية نيكارغوا الأسبق ميغيل ديسكوتو بروكمان الدورة الـ63، بانتقاد حاد للولايات المتحدة ولمؤسستي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. ودعا ديسكوتو إلى إشاعة الديمقراطية في الأمم المتحدة من «أجل أن تكون أكثر فعالية للتعامل مع التحديات التي تواجه العالم، خصوصا القضايا الأكثر إلحاحاً». واعتبر الكاهن الكاثوليكي السابق أن العالم يعيش الآن مرحلة صعبة، نظرا للمشاكل التي تواجهه، من بينها الفقر والمجاعة والتحديات التي شكلتها ظاهرة تغير المناخ، إضافة إلى التوزيع غير العادل للمياه. وقال رئيس الجمعية العامة، الذي انتخب رئيسا للجمعية العامة عن مجموعة أميركا اللاتينية ودول منطقة الكاريبي: «إن وضع العالم غير مقبول ولا يمكن تبريره، ويدعو إلى الخجل، في الوقت الذي تنفق فيه مليارات من الدولارات على الحروب العدوانية، وفي الوقت الذي يعاني فيه أكثر من نصف العالم من المجاعة والفقر». وشدد ميغيل ديسكوتو البالغ من العمر 75 عاما على أهمية إصلاح مجلس الأمن، واعتبر الإصلاح من التحديات العاجلة التي تواجه الأمم المتحدة. وانتقد امتياز حق النقض «الفيتو» الذي تتمتع فيه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين. وقال: «إنه أمر يدعو إلى الأسف ولا يمكن نكران حقيقة وجود انتهاكات جدية للسلام، ووجود تهديد جدي للأمن والسلم الدوليين». وقد انتقد وزير الخارجية الأسبق لنيكارغوا اليساري النزعة الولايات المتحدة، من دون أن يذكر اسمها، مشيراً إلى حروبها في العراق وفي أفغانستان. وتحدث عن انتهاكات بعض أعضاء مجلس الأمن لميثاق الأمم المتحدة، قائلاً: «هناك بعض الانتهاكات التي ترتكب من بعض أعضاء المجلس، الذي بدا عاجزا عن القضاء على ما يبدو أنه إدمان على الحرب». وأضاف موجها خطابه للدول الخمس الدائمة العضوية: «وفي حالة بعض هؤلاء الأعضاء سيطر امتياز حق النقض على عقولهم وقد التبس الأمر عليهم إلى درجة دفعتهم إلى الاعتقاد بأنهم يستطيعون فعل ما يحلو لهم بدون أية عواقب». واعتبر محاولة بعض الدول في وضع نفسها فوق ميثاق الأمم المتحدة هو مساس خطير بعضويتها وتهديد للسلام. ووجه خطابه إلى بقية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 192 دولة، وانتقد ما اسماه باللامبالاة حيال «منطق الأنانية». وقال: «كلمة الديمقراطية قد فرغت أكثر من أي وقت من مضمونها، ولم يعد لها معنى أو جوهر». وقد ولد ميغيل ديسكوتو في مدينة سان فرانسكو بأميركا من أب دبلوماسي، وشغل منصب وزير الخارجية في عهد حكومة الرئيس دانيال اورتيغا الساندستية. وهو يشغل حاليا منصب المستشار السياسي وعضو في مجلس السانديستا الوطني، وفي اللجنة السياسية الوطنية له، التي تعتبر أعلى هيئة لجبهة السانديستا لحركة التحرير الوطنية. وقد عرف بمواقفه اليسارية خلال السنوات العشر التي عمل فيها في عهد الحكومة السانستية في نيكارغوا.