مصادر: الهجوم جاء مفاجئاً للحكومة اليمنية بعد الضربات الاستباقية ضد «القاعدة»

جاء بعد يومين من زيارة مساعد وزير الدفاع الأميركي .. ويعد الرابعَ على السفارة

سيارة محترقة بعد الهجوم امام السفارة الاميركية في صنعاء امس (رويترز)
TT

قالت مصادر في صنعاء إن الهجوم على السفارة الأميركية يحمل بصمة تنظيم «القاعدة» الذي دخل مع الحكومة اليمنية في مواجهات دموية، أبرزها الضربة الاستباقية التي نفذتها قوات مكافحة الارهاب في مدينة تريم في 11 أغسطس (آب) الماضي، والذي استهدف خلية تريم من تنظيم «القاعدة» وقتل 5 من قيادات التنظيم. ومن أهمهم عمر القعيطي الذي كانت اجهزة الأمن تلاحقه منذ فراره، مع 22 آخرين كانوا قد هربوا من سجن الأمن السياسي في فبراير (شباط) عام 2006. بينما تعتقد أوساط متابعة للحالة الأمنية في اليمن أن الهجوم على السفارة الأميركية جاء مفاجئاً للحكومة اليمنية بعد الضربة التي تلقتها «القاعدة» في تريم بحضرموت. وكان مساعد وزير الدفاع الأميركي قد زار صنعاء قبل يومين، واشاد بنشاط اليمن وجهوده في مكافحة الارهاب، وبحث مع المسؤولين اليمنيين آلية لتطوير التعاون الأمني بين اليمن والولايات المتحدة. وكان معسكر الأمن المركزي والأمن العام في مدينة سيؤون بوادي حضرموت قد هاجمه انتحاري بسيارة مفخخة في يوليو (تموز) الماضي، وقتل جراء ذلك الهجوم حارسُ البوابة الخاصة بالمعسكر والانتحاري وجرح عدد من الجنود والمواطنين. وكانت السفارة الأميركية قد استهدفت من قبل «القاعدة» قبل عدة أشهر باستخدام مقذوف استهدف السفارة، لكنه أصاب مدرسة خاصة للبنات تقع بجوار السفارة وقتل فيه حارس امني واصيب عدد من تلميذات المدرسة. ويعد هذا الهجوم من اكبر هجمات «القاعدة» بعد الهجوم الذي استهدف فوجاً من السياح الإسبان في معبد الملكة بلقيس بالقرب من مدينة مأرب، وقتل بسبب ذلك الهجوم 8 من السياح الإسبان وعدد من المرشدين السياحيين اليمنيين. وهذا هو الهجوم الرابع الذي تتعرض له السفارة الأميركية خلال عدة سنوات بالقنابل والرصاص وقذائف الهاون.

وكانت الخارجية الاميركية قد سمحت فقط، الشهر الماضي، لعائلات الدبلوماسيين والموظفين غير الاساسيين بالعودة الى اليمن بعد ان كانت طلبت منهم المغادرة في أعقاب الهجوم بقذائف «المورتر» في مارس (اذار) الماضي. ويعد هذا الهجوم الاكثرَ تنظيماً ودمويةً مقارنة بالاعتداءات السابقة التي استهدفت سفارة واشنطن، ففي عام 2002 ألقى يمنيٌّ قنبلة صوتية داخل فناء السفارة بعد زيارة لنائب الرئيس الأميركي، ديك تشيني، اجرى فيها مباحثات في مطار صنعاء مع الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح. وحكم على المهاجم بالسجن 10 سنوات ثم خفض الحكم لاحقاً الى 7 سنوات.

وفي عام 2003، قتل شخصان وأصيب عشرات في مصادمات بين الشرطة وآلاف المتظاهرين حاولوا اقتحام السفارة بعد اندلاع الحرب في العراق. وهذا العام، تعرضت منطقة قريبة من السفارة الايطالية الى هجوم بقذائف الهاون، وكذلك مجمع سكني لأجانب في صنعاء بدون ان تقع إصابات.