مسؤولون فرنسيون: إيران جهزت قوارب سريعة بمنصات لإطلاق الصواريخ لمهاجمة القطع الاميركية بالخليج

اجتماع الدول الست في نيويورك غدا للتحضير لعقوبات إضافية على طهران في مجلس الأمن

TT

نسبت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية الى مسؤولين في وزارة الدفاع الفرنسية خططا إيرانية للرد على قصف مواقعها النووية. وقالت الصحيفة إن إيران جهزت قوارب سريعة مجهزة بمنصات لإطلاق الصواريخ لمهاجمة القطع الاميركية في مياه الخليج، مشيرة الى ان إيران تملك حوالي ألف زورق من هذا الطراز. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الفرنسية إن هذه القوارب الانتحارية «تستطيع إنزال خسائر كبيرة بالقطع العسكرية الغربية الكبيرة». وقال هوبير بريتش، الملحق العسكري الفرنسي السابق في طهران، إن «سرعة الزوارق وتصميم فرقها على التضحية يجعلانها بالغة الخطورة». ويمكن أن يقوم التكتيك الإيراني على إطلاق عشرات الصواريخ في وقت واحد لاختراق الدفاعات الجوية وإرسال عشرات القوارب معا من أجل «ضعضعة» العدو والوصول الى قطعه. وتفيد الصحيفة بأن إيران تملك 3 غواصات من نوع «كيلو» سوفياتية الصنع وعشر غواصات صغيرة قادرة على نقل وحدات كوماندوس. وأشارت الصحيفة الى أن إيران نصبت قواعد صواريخ «سلوان» في جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى في مواجهة شواطئ الإمارات العربية المتحدة. كذلك نقلت عن أوساط خليجية أن الدول المشاطئة رصدت ازديادا في نشاطات إيران البحرية في منطقة الخليج. وفي ميدان الصواريخ، تملك إيران حوالي ألف صاروخ باليستي تكتيكي يمكن إطلاقها من منصات متحركة و450 صاروخ أرض أرض استراتيجيا من طراز شهاب واحد واثنين و«سي أس أس 8» التي يصل مداها الى 450 كلم. غير أن الصواريخ الأخطر هي شهاب 3 التي تملك طهران عشرين صاروخا منها ويصل مداها الى 1500 كلم. وبالنظر الى هذه المعطيات، تقدر مصادر الصحيفة أن كل الأهداف الأميركية في المنطقة تقع تحت مرمى الصواريخ الإيرانية. وتقدر الصحيفة المذكورة أن إيران «تتحضر للحرب» القادمة والأهداف التي يمكن أن ترد عليها كثيرة، مثل القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، والمنشآت النفطية وخلافها، من دون أن تنسى إمكانية أن ترد إيران في لبنان والعراق والخليج وحتى في أفريقيا.

ويأتي ذلك فيما تعقد الدول الست «الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا» غدا، في نيويورك، اجتماعا للنظر في مسألة تشديد العقوبات على إيران عقب صدور التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة النووية الذي وصفته الدول الغربية بـ«المقلق». وقالت الخارحية الفرنسية أمس إن الاجتماع سيعقد على مستوى المديرين السياسيين لوزارة الخارجية في الدول الست التي تعود اليها مهمة مناقشة إمكانية التوصل الى موقف موحد لجهة فرض سلة رابعة من العقوبات على طهران. وقالت مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية إن السؤال الرئيسي المطروح اليوم هو: هل ستنجح الدول الست في الحفاظ على موقف موحد بعد توتر علاقات الدول الغربية بروسيا بسبب الموضوع الجورجي وهل سيكون من الممكن إقناع موسكو بفرض عقوبات جديدة على طهران؟ وبحسب الخارجية الفرنسية فإن المشاورات بين الدول الست ستستأنف الأسبوع المقبل على المستوى الوزاري بمناسبة انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي سيحضرها وزراء الخارجية والعديد من رؤساء الدول والحكومات. ويأتي النظر في فرض العقوبات الإضافية على طهران الذي يحتاج الى قرار جديد من مجلس الأمن الدولي بعد تطورين تعتبرهما الدول الغربية سلبيين: الأول عدم رد إيران بعد على اقتراح الدول الست الذي قدم اليها في مؤتمر جنيف قبل أشهر، وهو الاجتماع الذي حضره مساعد وزيرة الخارجية الاميركية وليام بيرنز، والثاني تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية.

وقالت فرنسا امس إن إيران «لا تترك خيارا آخر غير تبني عقوبات جديدة بحقها» بالنظر الى أن طهران رفضت خيار «اليد الممدودة والحوار» الذي تقترحه عليها الدول الست. غير أن باريس شددت مجددا على أن مقاربة الدول الست القائمة على الحوار أو العقوبات «ما زالت على حالها». لكن المصادر الفرنسية تعتبر أنه «كلما تأخرت تسوية الملف الإيراني كلما ازداد تعقيدا وكلما اقتربنا من نقطة اللاعودة» أي احتمال ضرب المنشآت النووية الإيرانية واندلاع حرب جديدة في الخليج والشرق الأوسط».