باقان أموم بعد إقالته: أنا الآن حر هذا أسعد خبر سمعته

قال إن وزراء الحركة في دارفور لن يعودوا إلا بعد حل الأزمة

TT

قال باقان اموم، الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان، ثاني اكبر شريك في الحكم، معلقا على قرار الرئيس عمر البشير بإقالته من منصبه كوزير لشؤون رئاسة مجلس الوزراء: «أنا الآن حر.. هذا اسعد خبر سمعته». وقطع اموم ان الحركة الشعبية ستخوض الانتخابات في موعدها المحددة على كل المستويات، نافيا ان تكون قد طلبت تقديم أو تأجيل الانتخابات المقررة في يوليو (تموز) المقبل بسبب موسم الامطار. وجدد ان الحركة الشعبية سترشح رئيسها الفريق سلفا كير لخوض الانتخابات الرئاسية، وقال إن القرار النهائي حول هذا الامر سيكون للمكتب السياسي للحركة وسلفا كير نفسه.

وذكر اموم في مؤتمر صحافي عقده ليل اول من امس أن الحركة تهدف من إجراء الانتخابات لإحداث تحويل جذري في البلاد، لنقل السودان من مرحلة الازمات الطاحنة منذ الاستقلال لمرحلة السلام الحقيقي، وبناء نظام سياسي وحكومة تنتمي للشعب وتتجاوب مع تطلعاته وتحل قضاياهم الأساسية. وقال الامين العام للحركة الشعبية إن حركته باتت الان تملك ملايين الأعضاء في كل مناطق البلاد شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، وانها تحولت لأكبر حزب سياسي في السودان. واضاف «البعض يحاول إرجاع الحركة الى نطاق الجنوب والنيل الازرق وجنوب كردفان.. انهم حتما سيفشلون» مشيرا الى ان «الفيصل بيننا وبينهم هو صناديق الانتخابات».

وقال أموم ان «الحركة تعمل مع كل القوى السياسية لقيام الانتخابات في موعدها في يوليو (تموز) العام المقبل» وشدد على ان مفوضية الانتخابات هي الجهة الوحيدة التي يحق لها تأجيل أو تقديم الانتخابات للأسباب التي تحددها بنص الاتفاقية، واعتبر تصريحات ادلى بها القيادي بالحركة الشعبية الدكتور لوكا بيونق طالب فيها بتأجيل الانتخابات لتزامنها مع فصل الخريف العام المقبل، مخاوف شخصية.

وكشف أن مباحثاته مع الادارة الاميركية والخارجية البريطانية اخيرا حول الازمة بين السودان والمحكمة الجنائية في لاهاي، توصلت إلى اتفاق على عدم تعريض السودان لمواجهات مع المجتمع الدولي. وقال اموم ان الوضع في دارفور «مآس ضخمة»، ووصف ان الاحداث الدامية التي تمت بمعسكر «كالما» للنازحين في جنوب دارفور اخيرا بانها «مذبحة»، ونادى بضرورة وقف ما اسماها المذابح التي يمر بها الاقليم ورجوع المواطنين لقراهم ومدنهم من مناطق النزوح لينعموا بالأمن والطمأنينة. وحسب اموم فان حل المشكلة في دارفور «أفضل من دفن رؤوسنا في الرمال». وقال: «نحن في الداخل نتحدث عن 9 الى 10 آلاف قتيل في الاقليم في الوقت الذي يتحدث البعض عن 400 ألف قتيل». وقال ان البوسنة حدث فيها وفاة 8 آلاف شخص واعتبرت إبادة جماعية. وتساءل اموم «ماذا نسمي ما يحدث في دارفور في ظل المآسي الضخمة».

وعبر اموم عن سعادته بقرار الرئاسة القاضي بإقالته من رئاسة مجلس الوزراء، وقال: «أنا الآن حر.. هذا أسعد خبر سمعته فور وصولي للخرطوم اخيرا». واضاف أن خروجه من الوزارة جاء بطلب من قيادة الحركة إنفاذا لقرارات مؤتمر الحركة الثاني في مايو (أيار) الماضي بتفرغ الامين العام ونوابه والسكرتارية لخدمة الحركة بعدم شغلهم مناصب تنفيذية في الدولة من اجل بناء الحزب واسناد القيادة للحكومة.

ومضى «لا علاقة للأمر بوصفي للسودان بانه دولة فاشلة»، وقال «ولكن المؤتمر الوطني يصطاد في المياه العكرة». وجدد اموم ان الدولة السودانية فاشلة، مستشهدا بما وصفه بالعنف القائم في دارفور وتقارير المراجع العام السنوية التي لم تتخذ الحكومة تجاهها خطوات جادة. وقال انه الان في مرحلة التفرغ الكامل لبناء الحركة كحزب يهدف للتغيير الجذري في السودان لتحقيق السلام العادل والنظام الديمقراطي المستقر.

من جهته أعرب امين التعبئة في المؤتمر الوطني الدكتور ابراهيم غندور لـ«الشرق الاوسط» عن امنياته بأن تحل مشكلة دارفور قبل اجراء الانتخابات، لكنه قال ان 80% من اراضي الاقليم تشهد استقراراً امنياً، وان الاحداث التي تشهدها دارفور لن تعيق اجراء الانتخابات. واضاف ان «مبادرة اهل السودان التي أطلقها البشير الى جانب مبادرة الجامعة العربية يمكنهما الوصول الى حل نهائي».