مصر: الانسياب المروري يطرح تساؤلات حول نجاح «إضراب بدء الدراسة»

مصادر بوزارة التعليم تشكك.. و«كفاية» تؤكد نجاحه.. والإخوان يؤكدون أنهم لم يشاركوا

TT

بدت شوارع القاهرة أمس خالية في ساعات الذروة على غير المتوقع مع بدء العام الدراسي الجديد، حيث توجه نحو 19.8 مليون طالب إلى المدارس المختلفة والجامعات، وهو ما فسرته مصادر بوزارة التربية والتعليم بأن يوم «السبت» هو إجازة أسبوعية في معظم المدارس والكليات، فيما فسرته الحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية» بأنه استجابة لدعوة الإضراب التي أطلقها نشطاء الحركة عبر موقع «فيس بووك» الاجتماعي الشهير قبل ثلاثة أسابيع.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بوزير التربية والتعليم الدكتور يسري الجمل إلا أنه لم يجب هاتفه الجوال.

وأعلن الجمل في تصريحات صحافية له أمس أنه سيقوم اليوم بجولة تفقدية في عدد من المدارس بمحافظة السادس من أكتوبر للاطمئنان على انتظام الدراسة في العام الدراسي الجديد.

وبثت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية تقريرا مطولا أكدت فيه انتظام الدراسة في كل المحافظات المصرية، نافية بذلك وجود تأثير لدعوة الإضراب.

وقال الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد أي أثر للإضراب في جامعة القاهرة، فالطلبة حضروا منذ بداية اليوم، وكذلك أعضاء هيئة التدريس ولم يحدث ما يعكر الصفو، كما شاركت بنفسي في بعض حفلات استقبال الطلبة الجدد في الكليات». وفيما قالت مصادر رفيعة بوزارة التربية والتعليم ـ طلبت عدم تعريفها ـ في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «إن الانسياب المروري سببه أن يوم «السبت» هو إجازة أسبوعية في معظم المدارس والكليات»، مؤكدة أن المحك الرئيسي سيكون اليوم «الأحد»، اعتبر جورج إسحاق المنسق العام المساعد للحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية» أن الانسياب المروري رغم بدء الدراسة يعد دليلا على نجاح الدعوة للإضراب.

وقال إسحاق لـ«الشرق الأوسط»: «إن الدعوة للإضراب في أول أيام العام الدراسي لها عدة أسباب منها تزامن نفقات شهر رمضان وعيد الفطر ودخول المدارس، الأمر الذي سيثقل كاهل الأسرة المصرية ماديا، والسبب الثاني هو أن التعليم في مصر يمر بمنحنى شديد الخطورة»، معتبرا «أن مستقبل مصر في خطر مادام التعليم في خطر».

وأضاف إسحاق، وهو معلم تاريخ ومدير لمجموعة مدارس خاصة، «يكفي للتدليل على أن التعليم في خطر، أن أذكر لك واقعة بطلتها الأولى على قسم اللغة العربية بإحدى الجامعات المصرية، عندما كتبت في سيرتها الذاتية كلمة «آنسة» بحرف الثاء «آنثة».

وأشار إسحاق إلى أن السبب الثالث للدعوة إلى إضراب الأمس هو امتحانات «كادر المعلمين» الجديد الذي تريد الحكومة المصرية تطبيقه، موضحا بقوله «نحن مع تطوير مهارات المعلم وتنميتها، ولكن قبل إخضاع المعلم لامتحانات تقييم يتوقف عليها مستقبله الوظيفي، يجب أن نخضعه أولا لبرنامج تدريبي لمدة عام على الأقل، يخضع بعدها لامتحان، وإذا ثبت ضعف مستواه يستبعد فورا من التدريس».

وأوضح أن «كفاية» دعت للإضراب للمطالبة بتأجيل دفع المصروفات الدراسية إلى الفصل الدراسي الثاني (الذي سيبدأ في شهر فبراير (شباط) المقبل) تخفيفا للأعباء المالية على الأسر، والحفاظ على كرامة المعلمين بصرف مستحقات الكادر لهم جميعاً بدون ربطها بامتحانات، وصرف أجر شهر إضافي لجميع العاملين بالدولة وأصحاب المعاشات لمواجهة ارتفاع الأسعار المتواصل.

من جهته، أكد النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد حبيب إن جماعته لم تشارك في إضراب الأمس، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لم نناقش هذا الأمر، والطلاب الجامعيون المنتمون للجماعة بدأوا عامهم الدراسي أمس ومارسوا نشاطهم في استقبال الطلبة الجدد».