36 شابا فلسطينيا يفقدون حياتهم أثناء عملهم في أنفاق التهريب

مصر تفتح معبر رفح جزئيا لعبور المعتمرين والمرضى

فلسطينيون ينتظرون على معبر رفح للعبور الى مصر امس (أ ب إ)
TT

كان صابر، 25 عاماً، يواصل الرد على الاتصالات التي انهالت عليه من أقاربه واصدقائه الذين كانوا يهنأونه بالسلامة بعدما قتل اثنان من زملائه وجرح عدد آخر ليلة الخميس الماضي أثر انهيار النفق الذي كانوا ينقلون عبره بضائع. كان صابر محظوظاً لأنه نجح في الخروج من النفق قبل ربع ساعة من انهياره بينما كان رفاقه يواصلون التحرك داخله. في الآونة الأخيرة تزايدت أعداد الفلسطينيين الذين يقتلون أثناء تحركهم في الأنفاق التي تربط قطاع غزة بمصر والتي يتم عبرها تهريب البضائع والمواد الغذائية والدواء للتغلب على النقص الكبير في البضائع الناجم عن الحصار المفروض على القطاع. حقيقة أن أكثر من 70% من الفلسطينيين في غزة عاطلون عن العمل الى جانب أن اكثر من 80% يعيشون تحت خط الفقر لم تدع أمام الكثير من الشباب الفلسطيني إلا المخاطرة بالعمل في مجال حفر الأنفاق والقيام بنقل المواد داخلها لسد رمق عائلاتهم، فضلاً عن المبالغ الكبيرة نسبياً التي يحصل عليها العاملون في هذا المجال مقارنة مع مستويات الأجور في القطاع. جمال،45 عاماً، فلسطيني من رفح يملك نفقاً قال لـ«الشرق الأوسط» إن عدد أنفاق التهريب تجاوز حالياً الألف نفق، مؤكداً أن الطلب الكبير على المواد المهربة بسبب الحصار يدفع الكثير من الناس هنا لحفر الأنفاق بعد الاتفاق على المواد التي سيتم تهريبها عبرها مع التجار الذين يشترون هذه المواد. اللافت للنظر أنه في الآونة الأخيرة زادت حوادث انهيار الأنفاق، والتي كان آخرها فجر أمس، حيث أعلن عن مقتل الشاب أحمد طباسي الذي توفي اثر إصابته بماس كهربائي داخل أحد الأنفاق. وبسبب تكاثر عدد حالات الوفاة في الأنفاق فقد تشكل في قطاع غزة تجمع جماهيري جديد يطلق على نفسه «تجمع أهالي ضحايا الأنفاق»، الذي أصدر صباح أمس بياناً تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أكد فيه مقتل 36 شخصا حتى الآن بسبب انهيار الانفاق. «التجمع» حمل الامن المصري المسؤولية عن مقتل هؤلاء الناس. وشدد البيان على تحميله المسؤولية الكاملة عن حياة المواطنين للأمن المصري الذي يصر على تنفيذ حكم الإعدام بحق أبنائنا الذين لا حول لهم ولا قوة وضاق بهم الحال بعد إغلاق جميع المعابر وانقطاع أعمالهم كنتيجة مباشرة للحصار الخانق الذي يرزح تحته قطاع غزة. «الشائعات التي تسود هنا بكثرة تتحدث عن أن الأجهزة الأمنية المصرية تقوم باتباع الكثير من الخطوات من أجل العمل على انهيار هذه الأنفاق أو المس بالاشخاص الذين يتحركون داخلها. إحدى هذه الوسائل التي تتحدث عنها الشائعات ضخ نوع من أنواع الغازات داخل الأنفاق تعمل على انهيارها واختناق الاشخاص الذين يتحركون فيها، في قطاع غزة وفي مدينة رفح تحديداً يشيرون الى ما كشفت عنه وسائل الاعلام الاسرائيلية والفلسطينية وهو أن الامن المصري بالتعاون مع خبراء أميركيين في مواجهة الأنفاق. من جهة أخرى، أعادت السلطات المصرية صباح امس فتح معبر رفح بشكل استثنائي أمام المئات من المواطنين العالقين والراغبين في أداء مناسك العمرة. وذكرت مصادر فلسطينية أن حافلتين بهما مرضى ومعتمرون غادرتا قطاع غزة متجهتين إلى الأراضي المصرية بعد أن فتح المعبر ابوابه صباحاً، حيث استقبل القطاع 15 مريضاً كانوا يتلقون العلاج بالأراضي المصرية، في الوقت الذي لاتزال عشرات الحافلات ما زالت تنتظر المغادرة عبر الجانب المصري.

وقال محمد عدوان المتحدث باسم ادارة المعابر والحدود في الحكومة المقالة في غزة لوكالة الصحافة الفرنسية «تمكن حتى الان 400 مسافر غالبيتهم معتمرون قاصدون مكة المكرمة لاداء العمرة اضافة الى مئات المرضى من السفر باتجاه مصر».

واوضح عدوان «نتوقع ان يتمكن 1500 مسافر اليوم (أمس) من مغادرة قطاع غزة اذا لم تحدث اية عقبات بينهم 300 مريض بحاجة للعلاج في الخارج و300 اخرين من حملة الجنسيات الاجنبية».

واكد ان المعبر سيفتح ايضا اليوم (الاحد) امام «الطلبة الذين يدرسون في جامعات عربية واجنبية وكذلك حملة الاقامات في دول اخرى، ونأمل ان يتم فتح المعبر باستمرار بدون اغلاق».

من جهته قال ايهاب الغصين المتحدث باسم وزارة الداخلية المقالة بان وزارته «قامت بعمل كافة الترتيبات والتجهيزات اللازمة لتسهيل حركة المسافرين»، مضيفا ان فتح المعبر استثنائيا يأتي بهدف «التخفيف من الازمة القائمة».