السنيورة يتسلّم هبة سعودية بقيمة 44 مليون دولار لتغطية نفقات التعليم الرسمي

الخوجة يؤكد دعم المملكة للبنان ليعود واحة العرب الجميلة

TT

سلّم سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان الدكتور عبد العزيز الخوجة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مكرمة من المملكة، ومن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، هي عبارة عن مبلغ 44 مليون دولار لدفع جميع الرسوم وشراء الكتب لتلامذة المدارس الرسمية في كل لبنان.

وكان رئيس الحكومة قد استقبل في مكتبه في السراي الحكومي، السفير الخوجة في حضور وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري، والمستشار في السفارة السعودية عادل بخش، وبعد اللقاء قال السنيورة: «هذه ساعة مباركة في شهر رمضان المبارك، حيث نقل لنا سعادة السفير تحيات جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز وجميع المسؤولين السعوديين، ووقوفهم بجانب لبنان وسلمه الأهلي، ودعم الناشئة والمستوى المعيشي في لبنان».

أضاف: «هذا العام أراد جلالة الملك أن يعبر بشكل أكبر عن دعمه للتلامذة في لبنان، وتحسسه وإدراكه للظرف الصعب الذي يعاني منه أهالي التلاميذ بسبب الظروف المعيشية الضاغطة، فحمل لنا السفير خوجة مبلغ 44 مليون دولار. عشرون مليون دولار ستكون مخصصة لدفع الرسوم المدرسية لجميع التلاميذ، و20 مليون دولار ستكون مخصصة لدفع ثمن الكتب عن جميع التلاميذ في المدارس الرسمية، وأربعة ملايين دولار ستكون مخصصة من اجل دعم الهيئة الوطنية لدعم المدرسة الرسمية».ونوّه السنيورة بـ«الموقف الداعم الذي وقفته المملكة مع جميع اللبنانيين لحماية أمنهم ورفاههم وسلامهم الاهلي، وعدم أخذها أي موقف تجاه أي فريق آخر». وأعرب الرئيس السنيورة عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على جميع المبادرات التي تقدم ويتقدم بها للبنان لتعزيز نموه واستقراره وازدهار اقتصاده. وأوضح أن المملكة دأبت منذ عام 2006 على تقديم هذا الدعم وبشكل دائم عبر الهيئة العليا للإغاثة في لبنان. وبيّن أن 20 مليون دولار من الدعم مخصصة لدفع أقساط التلاميذ في المدارس الرسمية و20 مليون دولار مخصصة لدفع ثمن الكتب المدرسية عن جميع التلاميذ في المدارس الرسمية و4 ملايين دولار مخصصة من أجل دعم الهيئة الوطنية لدعم المدارس الرسمية.

وأكد الرئيس السنيورة أن السعودية تعد الداعم الدائم لاقتصاد لبنان واستقراره وتعزيز نموه الاقتصادي، مشددا على أن المملكة تتخذ مواقفها لجميع الأطراف في لبنان وليس لطرف على حساب طرف آخر.

وذكّر الرئيس السنيورة بالمبالغ التي قدمتها المملكة للبنان على مدى أكثر من عشر سنوات وبقيمة فاقت 1200 مليون دولار؛ ومنها حوالي 425 مليون دولار هبات و775 مليون دولار قدمها الصندوق السعودي للتنمية. وقال منذ عام 2006، ازداد حجم الدعم الذي قدمته المملكة بسبب الاجتياح الاسرائيلي الذي تعرض له لبنان حيث بادرت المملكة الى تقديم العون والمساعدة للبنان. وأشار الى ان السعودية قدمت ما يزيد على 2875 مليون دولار، جزء منها مودعة في البنك المركزي، ومنها ما تبرعت به المملكة في مؤتمر الدول المانحة «باريس 3»، مشيرا الى ان المملكة قدمت خلال عدوان يوليو (تموز) 550 مليون دولار. وبالاضافة الى ما قدمته لإعادة تأهيل وإعمار مخيم نهر البارد فضلا عن المساعدات التي قدمتها الإغاثة السعودية في شتى المرافق اللبنانية. واضاف أن كل هذه المبالغ تؤكد ما تكنه المملكة للبنان وللشعب اللبناني ولاستقرار الاقتصاد الوطني ودعم السلم الأهلي حيث كانت المملكة على مدى كل السنوات الماضية تقف دائماً مع كل اللبنانيين ومع وفاقهم وأمنهم، ولم نر من المملكة إلا كل الخير والدعم للبنان، مؤكدا حرص لبنان على تعزيز علاقاته مع السعودية ومع كل الدول العربية على اساس الاحترام المتبادل.

ثم رد الخوجة على اسئلة الصحافيين فأكد «أن المملكة العربية السعودية لا تتردد في تقديم كل ما يحتاجه لبنان على صعيد بناء الدولة والسلم الاهلي والتنمية الاقتصادية»، وقال: «أما بالنسبة الى الامور السياسية فنحن لا نتدخل فيها، انما نتابعها عن كثب بروح الاخوة الصادقة». وأبدى ارتياحه «لأجواء المصالحات التي يشهدها لبنان ورعاية رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) للحوار الوطني وقيام حكومة وحدة وطنية برئاسة الرئيس السنيورة»، مشيراً الى أن بلاده «ستساعد لبنان ليتحقق فيه الاستقرار والوحدة الوطنية والازدهار، ويعود الى ما كان عليه من استقرار وتقدم وازدهار، لأن المنطقة تحتاج لبنان الملاذ والواحة الجميلة لكل العرب».

وعندما سئل عن سبب اتهام المملكة بأنها طرف وتموّل وتسلّح أطرافاً على الارض ردّ السنيورة على هذا السؤال قائلاً: «تعودنا على ان الشجرة المثمرة دائماً ترشق. والواقع ان المملكة كانت تقف دائماً مع جميع اللبنانيين ولم نرَ منها الا كل خير، وإذا حاول أحد أن يلصق مثل هذه التهم بالمملكة فهذا لا يغير فيها شيئاً على الاطلاق».

أما الوزيرة بهية الحريري فأثنت على «أهمية المكرمة السعودية» وأكدت أنها «ستنعكس ايجاباً على التعليم الرسمي تحديداً، وسيدخل التلميذ الى المدرسة من دون أي عبء».

واستقبل السنيورة أيضاً السفيرة الاميركية لدى لبنان ميشيل سيسون، وعرض معهــا الأوضاع الراهنة والعلاقات الثنائية.