ثابو مبيكي.. نضال من السجن إلى الإقالة

TT

ولد ثابو مبيكي في 18 يونيو (حزيران) عام 1924 في إيدوتيوي بمقاطعة ترانسكاي، بجنوب أفريقيا، لوالدين ناشطين سياسيا حيث كان والده عضوا في المجلس الأفريقي القومي (African National Congress) والحزب الشيوعي.

انضم مبيكي وهو في سن الرابعة عشرة للمجلس الأفريقي القومي، واشترك في النضال ضد سياسة الفصل العنصري بجنوب أفريقيا مع الزعيمين والتير سيزولو ونيلسون مانديلا، وذلك بعد انتقاله إلى مدينة جوهانسبرج، ولكن سرعان ما تم اعتقال الثلاثة، إذ كان نصيبه النفي إلى خارج البلاد، حيث أمضى 28 عاما بالمنفى.

وخلال تلك الفترة حصل مبيكي على درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة ساسكس البريطانية، كما عمل في مكتب المجلس الأفريقي القومي بلندن، وتلقى تدريبه العسكري في الاتحاد السوفياتي، وأمضى حياته في التنقل ما بين بيتسونا ونيجيريا ولوساكا وزامبيا. في عام 1989 ترأس وفد المجلس الأفريقي القومي الذي عقد محادثات سرية مع حكومة جنوب أفريقيا، والتي أدت في النهاية إلى رفع الحظر عن المجلس وإطلاق جميع المعتقلين السياسيين، كما شارك في العديد من المحادثات الأخرى التي جرت في وقت لاحق بين المجلس والحكومة وأدت في النهاية إلى تحول جنوب أفريقيا إلى النموذج الديمقراطي، وهو ما سيسهم في تصعيد لمبيكي في سلم المواقع التنفيذية الرسمية.

وفى مايو (أيار) عام 1994 أختار الرئيس الجنوب أفريقي في ذلك الوقت، نيلسون مانديلا، ابن أحد المناضلين ضد نظام الفصل العنصري، ثابو مبيكي، ليكون نائبه الأول، وفى 14 يونيو عام 1999، خلف مبيكي الرئيس مانديلا في رئاسة البلاد، وكذلك في رئاسة المجلس الأفريقي القومي، الذي كان قد تولى رئاسته في ديسمبر (كانون الأول) 1997. وتمت إعادة ترشيح مبيكي لتولي فترة رئاسية ثانية في أبريل (نيسان) 2004، وكان من المقرر أن تنتهي فترة ولايته الحالية في عام 2009، حيث أن دستور البلاد لا يسمح للرئيس بشغل منصب رئاسة الدولة أكثر من فترتين متتاليتين.

ولعب ثابو مبيكي دورا رئيسيا في السياسة الأفريقية وبخاصة في حل أزمة الانتخابات الرئاسية في زيمبابوي التي اندلعت في شهر مايو الماضي بعد فوز الرئيس روبرت موجابي بفترة ولاية ثانية، واحتجاج المعارضة الزيمبابوية. وحاول ثابو مبيكي التقريب بين وجهتي النظر هناك، حتى توصل لجمع الطرفين على اتفاق ينهي العنف بينهما في 15 سبتمبر (ايلول) الجاري.

وفي الأيام الأخيرة تعرض ثابو مبيكي لضغوط من أجل تقديم استقالته بعد صدور قرار للمحكمة العليا يبرئ ساحة جاكوب زوما زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، حيث أمر القاضي كريس نيكلسون بإخلاء ساحة زوما وإعلان براءته من تهم التورط في فساد مالي.