موسكو تحذر من انضمام أوكرانيا إلى الناتو وتتهم قيادتها بعدم المسؤولية

TT

فيما تتواصل حدة الازمة السياسية التي اسفرت في اوكرانيا عن انهيار الائتلاف الحاكم وانفراط عقد رفاق «الثورة البرتقالية»، وفي اطار تواصل المواجهة الكلامية بين موسكو والدوائر الغربية حذر سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية اوكرانيا من مغبة استخدامها جسرا للمواجهة بين روسيا والناتو، مؤكدا ان قيامها بمثل هذا الدور يعتبر اهانة لاوكرانيا فضلا عن انه سيفضي الى تعميق الازمة بينها وبين موسكو من جانب والى اكثر العواقب سلبية بالنسبة للامن الاوروبي من جانب آخر. وقال لافروف في مقالة نشرتها اسبوعية «2000» الصادرة في كييف، ان تاييد فلاديمير اوغريزكو وزير الخارجية الاوكرانية لانضمام بلاده الى الناتو يأتي في سياق الاستغلال السافر للأزمة في القوقاز لخدمة مآرب سياسية ضيقة ولاسيما ما يخص انضمام اوكرانيا للناتو رغما عن ارادة الغالبية الساحقة من مواطنيها وهو ما يعد انتهاكا لأبسط المبادئ الديمقراطية. وانتقد لافروف تصريحات نظيره الاوكراني التي اعرب فيها عن تاييده لمنظومة الناتو المركزية للامن الاوروبي في الوقت الذي اثبتت فيه هذه المنظومة عن صدع مواقف المجتمع الاورواطلنطي الى جانب ما تلحقه من اضرار وما تتسم به من ضيق افق. ومضى لافروف ليؤكد عدم قبول ما يرددونه بشأن ضرورة المزيد من التسلح وحتى استعادة اوكرانيا لوضعيتها النووية متسائلا: «أين المنطقية في مثل هذه التصريحات ؟ واين المسؤولية ؟». وقال ان ما تقوم به القيادة الاوكرانية من خطوات في الفترة الاخيرة لا يمكن الا ان تستهدف تقويض مجمل اركان العلاقات بين الدولتين. واعرب الوزير الروسي عن قلقه تجاه سياسات كييف الرسمية التي تواصل نهج التفرقة وتضييق الخناق حول استخدام اللغة الروسية في مختلف المجالات ما يعد انتهاكا لحقوق الملايين من الناطقين بها من مواطني اوكرانيا. وانتقد الحملات الاوكرانية التي تحاول تشويه حقائق التاريخ من خلال تفسيرات احادية الجانب لكارثة الجوع التي اودت بحياة الكثيرين من ابناء الاتحاد السوفياتي السابق ومنهم الاوكرانيين ابان ثلاثينيات القرن الماضي وتصوير ذلك على انه «ابادة الجنس الاوكراني جوعا» وهو ما قال انه يشكل اهانة لذكرى الملايين من ابناء القوميات الاخرى من ضحايا تلك الكارثة. ومضى الوزير الروسي لينتقد المحاولات الرامية الى اضفاء سمات البطولة على اولئك الذين تعاونوا مع النازيين ابان الحرب العالمية الثانية وتفشي العنصرية والعداء للسامية بين ممثلي التنظيمات القومية والشوفينية الاوكرانية مؤكدا في الوقت ذاته ان روسيا تظل تكن للشعب الاوكراني مشاعر الصداقة وان سياساتها تجاه اوكرانيا لن تتاثر سلبا الا بمقدار ما تتخذه القيادة الاوكرانية من خطوات عملية.