اضطرت الشرطة الألمانية لحظر مؤتمر «مناهضة الإسلام» الذي دعا له ممثلو اليمين المتطرف من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والمجر. وقال رئيس الشرطة كلاوس شتافنهاجن إن «أمن مواطني المدينة أهم من المؤتمر» في تبريره لقرار الحظر الذي صدر بعد 4 ساعات من بدء تظاهرات يسارية كبيرة طوقت مكان تجمع النازيين الجدد.
وفشل معظم ممثلي الأحزاب اليمينية المتطرفة في الوصول إلى مكان التجمع في ساحة «هوي ماركت» في قلب المدينة القديمة. إذ قطع المتظاهرون المناهضون للفاشية الشوارع التي تؤدي إلى الساحة واشتبك بعض اليساريين المتطرفين مع رجال الشرطة في محاولة لاختراق طوق الشرطة وصولا إلى التجمع اليميني. وعمل بضعة آلاف من المتظاهرين على قطع خط السكك الحديد المارة في محطة دويتز وأحبطوا بذلك وصول قطار محمل باليمينيين المتطرفين القادمين من مختلف أنحاء أوروبا.
وفي أكبر حملة تحشيد تشهدها المدينة منذ عام 1992، رفضت الفنادق والتكسيات والمطاعم والمقاهي تقديم الخدمات لليمينيين المتطرفين المشاركين في المؤتمر. وذكر مصدر في الشرطة لـ«الشرق الأوسط» أن من وصل منهم إلى الساحة اضطر إلى المبيت فيها ليلة السبت. وحصل أول اشتباك بين اليمينيين وأصحاب التكسيات مساء اول من امس بسبب المقاطعة. وحشدت الشرطة أكثر من 3000 شرطي لفرض الأمن والنظام في المدينة. واستعانت شرطة كولون برجال الشرطة من كافة مدن ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، وساهمت نقابة الشرطة باللباس المدني مع المتظاهرين ضد الاجتماع المناهض للإسلام. وقد تحدثت مصادر الشرطة عن 10 آلاف متظاهر. وقال منظمو التظاهرة اليسارية إن عدد المشاركين في 4 تظاهرات سد منافذ ساحة هويماركت وبلغ 40 ألفا.
وكانت شرطة كولون قد أجازت المؤتمر قبل شهر وقالت بعدم وجود مبرر قانوني لحظرها. ويأتي المؤتمر بمبادرة من منظمة «برو كولون» اليمينية المتطرفة التي تقف ضد بناء مسجد كبير في المدينة. وكان من المفترض ان يساهم في المؤتمر اليميني الفرنسي المتطرف لوبن إلى جانب قيادة وأعضاء منظمة «فلامز بيلانغ» البلجيكية، ومجموعة روبرت تافت الأميركية، إضافة إلى المجاميع النازية الجديدة من النمسا والمجر واسبانيا وروسيا وغيرها. وساهم في الحفل الموسيقي ضد النازية فنانون ألمان معروفون إلى جانب فنانين أجانب يعيشون في كولون التي تحتضن مواطنين من181 قومية. كما صعد ممثلون عن الكنيسة واتحاد الجمعيات الإسلامية إلى المنصة لدعاء مشترك بالألمانية عن التعايش السلمي والتسامح ونبذ العنصرية والتطرف.