فكرة تقسيم القدس تفجر صراعا حادا في حزب «كديما»

الأحياء العربية في الجزء الشرقي من المدينة تكون عاصمة للدولة الفلسطينية

TT

تشهد إسرائيل نقاشات حادة، خصوصا في أوساط اليمين الليبرالي الحاكم، ازاء الاستحقاقات السياسية في المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين واستعداد رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، ونائبه، حايم رامون، للتسليم بتقسيم القدس بحيث تكون الأحياء العربية في الجزء الشرقي من المدينة عاصمة للدولة الفلسطينية. وقد تجلى هذا النقاش في الأيام الأخيرة اثر قيام رامون بنشر مشروع خاص بالمدينة المقدسة لتقاسمها مع الفلسطينيين في اطار تسوية سلمية دائمة للصراع. وجاء في الاقتراح، الذي كانت «الشرق الأوسط» قد نشرته قبل أسبوعين، ان تبقى الأحياء اليهودية في القدس تحت السيادة الاسرائيلية فيما تصبح الأحياء العربية عاصمة للدولة الفلسطينية، مع ضمان وضع خاص للبلدة القديمة، بحيث تدار الأماكن المقدسة بأيدي المؤسسات الدينية ـ الأقصى المبارك والصخرة المشرفة بأيدي الأوقاف الاسلامية وحائط المبكى والحي اليهودي بايدي الرئاسة الروحية اليهودية وكنيسة القيادة بأيدي الكنائس المسيحية. ولا ترفع أعلام دول عليها. وفي الليلة قبل الماضية انفجر النقاش بأشد حدة داخل القيادة القطرية لحزب «كديما» الحاكم، حيث وقف العديد من القادة يهاجمون أولمرت ورامون. وفي مقدمة هؤلاء وزير المواصلات، شاؤول موفاز، الذي اعتبر الاقتراح انتحارا وتفريطا بأقدس الأقداس، وقال ان من يدير هذه المفاوضات يبدو كأنه لا يعيش في اسرائيل ولا في الشرق الأوسط. ودعا الى الكف عن الأوهام في المفاوضات مع الفلسطينيين. وعدم الاقتراب من القدس، لأنه ليس من حق أحد فينا التفريط في هذه المدينة، فهي أقدس أقداس اليهود وقد حررناها بثمن باهظ من دماء اليهود، ولا نسمح لأحد بأن يترك هذه الدماء هدرا. وقال وزير الأمن الداخلي ان تقسيم القدس هو بمثابة افلاس سياسي لا يجوز لاسرائيل ان تقدم عليه وهي تقف في قلب العالم الغربي وتحظى بالتأييد والاحترام، وحذر من النية بتوقيع اعلان مبادئ مع السلطة الفلسطينية.

وردد ديختر وموفاز أقوال اليمين المعارض في اسرائيل ازاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبومازن)، بأنه ضعيف ولا يستطيع السيطرة على المناطق التي يديرها في الضفة الغربية فكيف يعطى مناطق جديدة فيها.

ورد رامون أولا على هذا الهجوم فقال ان هناك قادة في اسرائيل، وبعضهم في حزب «كديما»، يعيشون على الكذب وتصديق الكذب. فمن يقف ضد تقسيم القدس اليوم يتجاهل حقيقة واضحة كالشمس وهي ان القدس لم تعد موحدة، بل هي مقسمة اليوم أكثر من أي وقت في تاريخها. فما الذي تريدونه من حي شعفاط في القدس؟ وهل حي سلوان هو من المقدسات اليهودية. كفاكم كذبا واعترفوا. القدس ليست فقط مقسمة، بل أن أكثرية سكانها معادية للصهيونية. ثلثها عرب وثلثها يهود متزمتون لا يعترفون بالصهيونية وبعضهم معاد بشكل سافر للصهيونية. وتكلم أولمرت فانضم الى رامون في آرائه وأضاف ان اسرائيل اكتفت خلال السنين الطويلة بالقول انها تريد السلام ولكن لا يوجد هناك شريك فلسطيني للسلام. فماذا نفعل اليوم عندما نرى أنه في قيادة الشعب الفلسطيني يوجد أناس معتدلون في مقدمتهم أبومازن. لا أحد في العالم يقتنع بأنه ليس رجل سلام، وأمامنا فرصة للتقدم على طريق السلام فهل نضيعها؟ وتابع أولمرت: أنا أرى ان هناك واقعا جديدا في الشرق الأوسط. لا أعمي بصري عن رؤية ما يجري في قطاع غزة، بل بالعكس. فانا أرى وأتابع، وعلينا أن نرى ان مجمل الأوضاع خلق ظروفا جدية وفرصة جديدة لا بد من استغلالها. فالجمود الذي يطالبونا به هو تراجع الى الوراء، وأنا لا اريد ان اعود باسرائيل الى الوراء.