براون: خبرتي تبرهن أنني الرجل المناسب لقيادة بريطانيا في ظل الأزمة المالية العالمية

مع انطلاق أعمال مؤتمر حزب العمال.. استطلاع للرأي يظهر فوز حزب المحافظين بأغلبية كبيرة في مجلس النواب

براون في مانشيستر أمس
TT

وعد رئيس حزب العمال البريطاني، غوردن براون، بتحسين أدائه كرئيس للوزراء. وأكد انه يتمتع بخبرة تجعل منه الرجل المناسب ليقود بريطانيا في الاوقات الصعبة. وجاءت تصريحات براون في مقابلة مع محطة «بي بي سي» في وقت ينعقد فيه المؤتمر السنوي لحزب العمال في مدينة مانشستر البريطانية وسط جدل واسع حول وجوب استقالة براون من رئاسة حزب العمال، او بقائه وقيادة الحزب في الانتخابات المقبلة رغم ترجيج كل استطلاعات الرأي ان يصاب الحزب الحاكم بظل قيادته الحالية، بخسارة كبيرة أمام حزب المحافظين المعارض. وانتقد براون في المقابلة التي سيطر الحديث الاقتصادي على جزءٍ كبيرٍ منها، اصحاب المصارف والشركات المالية في لندن، وقال ان «جشعهم» هو ما يعرض الاقتصاد البريطاني للخطر، إلا انه اشار الى ان الازمة الاقتصادية اليوم مصدرها الولايات المتحدة وليس لندن، لأن «النظام المالي اصبح مرتبطا ببعضه عالميا». وقال رئيس الوزراء الذي يستعد لإلقاء كلمته امام اعضاء حزبه في مانشستر يوم غد، ان افضل طريقة للتعاطي مع «العاصفة الاقتصادية»، هو بمواجهتها و«برهنة القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة والحكيمة». وردا على سؤال حول ما اذا كانت حكومته تؤيده، علما ان اصواتا من داخل الحكومة تدعو لاستقالة براون، قال: «اعتقد ان حكومتنا موحدة. واعتقد ان اعضاء حزب العمال يريدون ان تعمل الحكومة بطريقة موحدة لحل المشاكل الاقتصادية». واتهم براون حزب المحافظين الذي يقوده ديفيد كاميرون بـ«التشاؤم» حول مستقبل بريطانيا، ودافع عن قرار الحكومة تأميم مصرف «نورذرن روك»، وقال ان الحكومة كانت محقة في قرارها، فيما حزب المحافظين أخطأَ. واضاف ردا على سؤال حول ما اذا كان ارتكب أخطاء: «انا دائما اريد ان احقق ما هو افضل، وسأحقق الافضل لاننا نتعاطى مع تحديات كثيرة، واعتقد اننا نواجه هذه التحديات بالطريقة الصحيحة». وأشار رئيس الوزراء البريطاني الذي شغل منصب وزير الخزينة لمدة عشر سنوات عندما كان توني بلير رئيسا للوزراء، إلى انه «رجل عادي»، إلا ان السنوات العشر التي شغل فيها منصب وزير الخزينة جعلته الاكثر أهلا للتعاطي مع الازمات المالية الدولية. وقال انه لا يمكن التعاطي مع هذه الازمة عبر «الشعارات والكلام» بل عبر «الحكمة والقرارات الكبيرة». إلا انه اضاف انه لم يشعر بـ«الرضا» يوما، وانه اراد دائما «ان يختبر أفعاله مقارنة بافعال سابقة وتعلم دروس من ذلك». وكان 13 شخصاً من حزب العمال قد دعوا براون علنا الى الاستقالة وطالبوا بتغيير لقيادة الحزب بعد الخسارة التي منيَّ بها الحزب الحاكم في غلاسكو ايست، في اسكوتلندا، احدى أهم معاقل حزب العمال، وخسارة مقعد نيابي لصالح الحزب الاسكوتلندي الوطني الذي يدعو الى استقلال اسكوتلندا عن بريطانيا. وتشير استطلاعات الرأي الاخيرة الى استمرار تقدم حزب المحافظين على حزب العمال، منها بأغلبية ساحقة ومنها بأغلبية ضئيلة. وقد بين استطلاع أجري على الانترنت على موقع politicshome.com شمل 350 ألف بريطاني حول 238 مقعدا فاز بها حزب العمال بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب، ان الحزب الحاكم قد يخسر ما يصل الى 160 مقعدا من هذه المقاعد في الانتخابات المقبلة. وقال استطلاع الرأي ان حزب المحافظين قد يفوز في انتخابات مجلس النواب حول 650 مقعدا، بأغلبية قد تصل الى 146 نائبا، علما ان حزب العمال يقود أغلبية اليوم بـ66 نائبا. وأظهر الاستطلاع أيضا أن حزب العمال قد يخسر مقاعد كانت تعتبر مضمونة له من الحرب العالمية الاولى. وأشار الاستطلاع ايضا الى ان ثلث المستطلعين قالوا انهم مستعدون للتصويت لحزب العمال اذا ما استبدل الحزب براون. وكتبت صحيفة «الغارديان» البريطانية امس تعليقا على نتائج الاستطلاع، ان براون يقود حزبه الى حمام دم في الانتخابات المقبلة، وان الخسارة التي قد يمنى بها قد يستغرق الشفاء منها عقدا كاملا. وقالت الصحيفة ان الإذلال الذي قد يمنى به حزب العمال سيكون شبيها بالإذلال الذي أصاب حزب المحافظين عام 1997، وهذا ما يشير الى ان هذه الخسارة قد تستغرق حزب العمال نحو عشر سنوات للعودة الى السلطة. إلا ان استطلاعا آخر أجراه معهد «كوميرس» لصالح صحيفة «الاندبندنت» البريطانية، وشمل 1014 شخصا، أظهر ان الحزب الليبرالي الديمقراطي، ثالث حزب في بريطانيا، أخذ أصواتا من طريق حزب المحافظين. وبين الاستطلاع ان حزب المحافظين يتقدم بنسبة 39 في المائة مقابل 27 في المائة للعمال و21 في المائة لليبراليين الديمقراطيين. وبين استطلاع آخر، اجراه «يوغوف» لصحيفة «صانداي تايمز»، شمل 1200 عضو من المنتمين الى حزب العمال، ان 53 في المائة يعتبرون براون «غير حاسم في قراراته ويبدو مرتبكا»، في حين 34 في المائة قالوا ان لديه رؤية مثيرة للمستقبل. وخلال مقابلته مع الـ«بي بي سي» أمس، قال براون تعليقا على استطلاعات الرأي، ان هذه الاستطلاعات هي استفتاء على «حكومة اليوم»، وان «القرار الحقيقي الذي سيأتي مستندا الى الخيارات السياسية، سيظهر خلال الانتخابات المقبلة».