الجمعية العامة للأمم المتحدة تستعد للانعقاد في أجواء دولية متوترة

الجمهوريون يستغلون وجود قادة العالم لخرط بالين في الدبلوماسية الدولية

TT

تبدأ الجمعية العامة للأمم المتحدة، مناقشاتها السنوية في نيويورك غدا، في أجواء دولية متشجنة خصوصا مع عودة اجواء شبهها البعض بأجواء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا، عقب أزمة القوقاز الأخيرة، اضافة الى التوتر بين ايران والدول الغربية، بسبب مشروعها النووي. وسيشارك في المؤتمر اكثر من 120 رئيس دولة او حكومة، من بينهم الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، اضافة الى الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف. وينعقد المؤتمر السنوي هذا العام تحت عنوان «المعركة لبلوغ اهداف الألفية من اجل التنمية»، بغية خفض ظاهرة الفقر الى النصف بحلول عام 2015 على خلفية ارتفاع جنوني لأسعار المواد الغذائية والطاقة.

وستشهد الجلسة العامة، عدة محطات مهمة مع القاء الرئيس الاميركي جورج بوش الثلاثاء، خطابه الأخير بصفته رئيسا للولايات المتحدة، يتبعه نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي، والمفاوض بشأن اتفاق السلام بين روسيا وجورجيا. وبعد الظهر سيلقي الرئيس الإيراني بدوره خطابا امام الجمعية العامة.

لكن من اللحظات المرتقبة جدا، ما سيقوله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أكان في خطابه الذي يلقيه السبت المقبل، أو في لقاءاته مع القادة الغربيين، بعد التدخل العسكري لبلاده في جورجيا، الذي دفع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى القول بأن روسيا ازدادت «تسلطا» و«عدوانية». أما الرئيس الجورجي فسيوجه من ناحيته الثلاثاء «نداء لطلب مساعدة المجتمع الدولي» بعد اعتراف موسكو باستقلال الجمهوريتين الانفصاليتين ابخازيا واوسيتيا الجنوبية.

ويتوقع ان يشمل البحث ايضا رفض ايران المستمر تعليق انشطتها النووية الحساسة، استجابة لمطالب مجلس الامن الدولي. وسيلتقي وزراء خارجية الدول الست (الصين، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا والمانيا) الخميس على هامش الجمعية العامة، لبحث امكانية فرض رزمة رابعة من العقوبات على ايران.

والجمعة ستجتمع اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الاوسط ـ الولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي ـ في مسعى لإعادة اطلاق عملية السلام على المسار الاسرائيلي الفلسطيني. ويتوقع الدبلوماسيون ايضا نشاطا دبلوماسيا مكثفا حول دعوات الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية، لتعليق توجيه اي اتهام محتمل للرئيس السوداني عمر البشير، الذي يتهمه المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو بالإبادة في دارفور. وبموجب قوانين المحكمة الجنائية الدولية يمكن لمجلس الأمن الدولي ان يعلن تجميد التحقيقات أو الملاحقات التي بدأتها المحكمة لمدة 12 شهرا قابلة للتجديد.

الى ذلك، ستنعقد قمة حول تطبيق اهداف الالفية من اجل التنمية في العالم الخميس المقبل، على هامش الجلسة العامة بمشاركة فعاليات في القطاع الخاص والمجتمع المدني. وتسبقها غدا قمة حول التنمية في افريقيا القارة الوحيدة، التي لا تزال في موقع متأخر بالنسبة لاهداف الالفية.

ويوم الاربعاء سيستغل مجلس الامن الدولي، فرصة وجود قادة دول لعقد اجتماع على مستوى رفيع لبحث موضوع «الوساطة وتسوية النزاعات» حول رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن. وسيستغل الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتعريف سارة بالين، حاكمة ولاية آلاسكا التي اختارها مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين لتترشح كنائبة له، على قادة دول العالم، وهي التي لم تحصل على جواز سفر الا العام الماضي.

ويأمل الحزب الجمهوري بذلك دفع بالين الى الاختلاط بقادة دول العالم والانخراط بالدبلوماسية الدولية لاثبات قدرتها على فهم قضايا العالم، وابعاد الانتقادات التي توجه اليها منذ اختيارها بسبب انعدام خبرتها في السياسة الخارجية. وبحسب تقارير إعلامية أميركية، فإن بالين ستعقد اجتماعا خاصا مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي وربما مع عدد آخر من الزعماء الاجانب.

وكان ماكين قد قبل دعوة للتحدث أمام مؤسسة المبادرة الدولية التي أسسها الرئيس السابق بيل كلينتون، والتي تركز على قضايا تغير المناخ والطاقة والتنمية، وستشمل أكثر من 50 رئيس دولة حاليا وسابقا. في المقابل، ليس لدى المرشح الديمقراطي باراك أوباما خططا رسمية لزيارة نيويورك، لكنه وافق على إلقاء خطبة أمام الاجتماع السنوي لمؤسسة كلينتون عبر الاقمار الصناعية. ولم يتضح بعد ما إذا كان ماكين سيحضر الخطاب الاخير الذي سيلقيه بوش أمام الجمعية العامة للامم المتحدة غدا.