إسلام آباد تتهم طالبان باكستان بالوقوف خلف تفجير ماريوت

السفير السعودي: 14 من طاقم الخطوط السعودية عادوا إلى المملكة وواحد بقي في إسلام أباد للعلاج من إصابات طفيفة ومضيفة باكستانية أصيبت بكسور في الساعد

آثار التفجير الانتحاري المدمر الذي ضرب فندق ماريوت بالعاصمة إسلام أباد انعكس على واجهته الخارجية والسيارات المصطفة أمامه
TT

تواصل فرق الانقاذ بحثها عن الجثث داخل ما تبقى من فندق ماريوت في العاصمة اسلام آباد، حيث عثروا على المزيد منها، مما اوصل العدد حتى الآن الى 53 قتيلا، من بينهم اربعة اجانب، اميركيان وفيتنامي والسفير التشيكي لدى باكستان. وقال مسؤول حكومي بارز، في تصريحات، ان هناك 21 مصابا اجنبيا ضمن 266، هم اجمالي المصابين في هذا التفجير الانتحاري الضخم. وقد حملت وزارة الداخلية الباكستانية مسلحي طالبان باكستان المرتبطين بتنظيم القاعدة مسؤولية الهجوم. كما اتهمت إسلام آباد حركة طالبان باكستان المرتبطة بتنظيم القاعدة بالوقوف وراء العملية الانتحارية بالسيارة المفخخة، التي استهدفت اول من امس فندق ماريوت في العاصمة الباكستانية وتسببت بمقتل نحو ستين شخصا.

وقال المسؤول في وزارة الداخلية رحمن مالك، في مؤتمر صحافي، «إن المسؤولين عن الاعتداءات في باكستان يأتون جميعهم من المناطق القبلية»، في شمال غرب باكستان المتاخمة لأفغانستان حيث يلجأ المقاتلون الإسلاميون المقربون من القاعدة وطالبان. وأضاف أن «كل الخيوط تدل على المنطقة القبلية في باكستان». وقال رحمن المالك المسؤول الكبير بالوزارة ان 53 قتيلا سقطوا في الهجوم، كما أصيب 266 شخصا. وتابع أن 11 أجنبيا هم من بين المصابين في الهجوم الذي وقع اول من أمس.

من جهة أخرى كشف شريط فيديو عرض امس أن الانتحاري الذي نفذ العملية صدم أولا شاحنة كبيرة بالحاجز الأمني وفجر نفسه في مقصورة القيادة فيها، ثم انفجرت الشحنة التي كانت تحمل ستمائة كلغ من المتفجرات بعد دقائق. وكشف رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني، عن أن منفذ الهجوم هاجم الفندق فقط بعد أن منعته إجراءات الأمن المشددة من الوصول إلى مبنى البرلمان أو مكتب رئيس الوزراء، حيث كان يوجد الرئيس الباكستاني وكبار الشخصيات لتناول طعام الإفطار. وقال جيلاني «كان الغرض زعزعة الديمقراطية، إنهم يريدون تدميرنا اقتصاديا».

وفي الشريط الذي التقطته كاميرات المراقبة في الفندق ونشرته وزارة الداخلية شوهدت شاحنة كبيرة داكنة اللون تتجه نحو الحاجز المؤدي الى موقف السيارات التابع للفندق. واصطدمت الشاحنة بالحاجز الحديدي الذي يرفع آليا في كل مرة يقوم فيها الحراس بتفتيش سيارة. وفجر الانتحاري بعد ذلك قنبلة ضعيفة القوة اشعلت مقصورة القيادة وحاول الحراس اخماد الحريق. وبعد دقائق تعطلت الكاميرا جراء الانفجار الهائل الذي هز الفندق، بحسب مستشار رئيس الوزراء للشؤون الداخلية رحمن مالك، الذي عرض الشريط على الصحافيين. وقال مسؤولون امنيون ان ما لا يقل عن ستين شخصا قتلوا في الاعتداء. واضاف مالك ان الشاحنة التي تستخدم عادة لنقل حجارة او تراب كانت قادرة على تحطيم الحاجز الامني المزدوج وانها لو نجحت في ذلك لكانت انفجرت في بهو الفندق وادت من دون شك الى انهيار المبنى.

وطرحت فرضيات عدة لتفسير اسلوب وقوع الانفجارين، من الممكن ان يكون السائق فجر صاعق القنبلة الرئيسة او عبوة صغيرة كان يحملها او وضعها بجانبه على المقعد. ولاذ الحراس الذين كانوا قرب المقصورة بالفرار، ثم عادوا لاخماد الحريق الذي اندلع. ووقع الانفجار الثاني اما بسبب الحريق الذي سببه الانفجار الاول او بواسطة جهاز تحكم عن بعد شغله شركاء. ورصدت الكلاب المدربة شيئا غريبا وصاح الحراس طالبين من الجميع الابتعاد. وقال مالك ان اميركيا والمانيا قتلا ويوجد 13 اجنبيا اخرين على الاقل من بين 271 شخصا جرحوا في الانفجار المدمر. وذكرت معظم الصحف أن حصيلة القتلى يمكن أن تصل الى 60 شخصا. وقال رئيس الوزراء الباكستاني جيلاني ان السفير التشيكي لدى باكستان ايفو زداريك قتل في الهجوم. من جهته قال الجنرال حميد غول لـ«الشرق الاوسط»، ان الانتحاري على الارجح ارتبك عند بوابة الفندق ففجر نفسه». وهناك كثير من التساؤلات في العاصمة اسلام اباد اليوم عن كيفية مرور الشاحنة من شارع البرلمان والشوارع المحيطة وهي محملة بالمتفجرات قبل وصولها الى بوابة الفندق».

وما تزال جهود الإنقاذ داخل العاصمة الباكستانية، إسلام آباد، مستمرة بحثاً عن الناجين من الحريق الذي اندلع في مبنى فندق ماريوت، جراء هجوم انتحاري وقع مساء اول من امس وأسفر حتى الآن عن مصرع 53 شخصا. وكانت عمليات الإنقاذ قد بدأت في غضون ساعتين من وقوع التفجير بعد وصول عمال إطفاء الحريق، الذين اتسموا بتدني مستوى التجهيزات، إلى موقع الحادث وشرعوا في محاولة وقف ألسنة اللهب التي سيطرت على الجزء الأمامي من مبنى فندق ماريوت.

وعكفت فرق الإنقاذ على البحث داخل غرف المبنى، لكنها جابهت صعوبات بسبب ارتفاع درجات الحرارة بداخله بشكل بالغ.

من ناحيته، صرح وزير الداخلية الباكستاني، رحمن مالك، أمام مؤتمر صحافي بأن معظم القتلى هم من حراس الأمن الباكستانيين الذين كانوا في نوبة حراسة عند المدخل الأمامي للفندق والقطاع الأمامي من فندق ماريوت.

وهناك مخاوف من العثور على المزيد من الجثث مع تعمق فرق الإنقاذ داخل الفندق، حسبما صرح مصدر شرطي بارز.

على الجانب الآخر، قام فريق من خبراء أمنيين باكستانيين وأميركيين بزيارة موقع الانفجار صباح امس، وقاموا بجمع الأدلة المعنية. وقال وزير الداخلية، رحمن مالك، إن التقارير المبدئية تشير إلى أنه جرى استخدام متفجرات تبلغ زنتها 600 كيلوغرام من مادتي آر دي إكس وتي إن تي في تنفيذ الهجوم.

وأوضح مالك أن الحكومة الباكستانية رفضت عرضاً تقدمت به الإدارة الأميركية لإرسال فريق من الخبراء التابعين لمكتب التحقيقات الفيدرالي للمشاركة في التحقيقات. وأكد أن: «وكالاتنا الاستخباراتية مدربة بشكل جيد على التعامل مع مثل هذه المواقف». يذكر أن معظم ضحايا الهجوم كانوا من الباكستانيين، بينما كان السفير التشيكي، إيفو زداريك، بين الأجانب الأربعة، على الأقل، الذين لقوا حتفهم جراء الهجوم. ومن المتوقع تنامي أعداد ضحايا الهجوم الذي نجم عنه مقتل أميركيين وفيتنامي، علاوة على السفير التشيكي، في الوقت الذي أصيب اثني عشر أجنبياً على الأقل بجروح. ومن بين المصابين ستة بريطانيين وعدد غير معروف من السعوديين والألمان والمغاربة والأفغان والأميركيين.

من جهته قال علي عواض عسيري السفير السعودي لدى باكستان، خلال اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» البارحة، أن 14 من طاقم الخطوط السعودية، وصلوا بلادهم البارحة، عقب مغادرتهم باكستان، إلا أنه أشار إلى بقاء أحد أفراد الطاقم لتلقي العلاج، ومن المقرر أن يُغادر اليوم متوجهاً لبلاده، إضافةً إلى عاملة «مُضيفة» من الجنسية الباكستانية، فضلت البقاء في بلادها لتلقي العلاج، جراء إصابتها بكسور في أحد سواعدها.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان فريق الطائرة هم: توفيق مخدوم كابتن الطائرة وعبد الرحمن ابو حربه مساعد طيار، والملاحون هم: محمد النويصر، اصيب في ظهره ونقل الى مستشفى السعودي الالماني بجدة، وهاني الغامدي، فهد الصبيحي، امين شله، لم يصابوا، فيما تعرض براك العثمان، رجل امن، بكسر في رجله، واحمد السلامي رجل امن اخر لم يصب. والمضيفات كل من فدى فرحان وعائشة حمدي وافا روشا وفونيق روم وشيرين ادريس مضيفة سورية اصيبت بكسر في يدها وهندر رسام.

وعلمت «الشرق الاوسط» ان الاثنين اللذين لم يعودا بسبب اصاباتهما هما رشيد خان سعودي، والمضيفه نازلين امين باكستانية.