«ماريوت إسلام آباد» .. قبلة الدبلوماسيين والصحافيين الأجانب

محاط بمجموعة من المباني الحكومية من جميع الجهات

TT

يقع فندق ماريوت في إسلام اباد وسط مجموعة من المباني الحكومية من جميع الجهات، ففي مواجهته يقع مبنى حكومي خاص. وعلى بعد امتار يوجد مقر التلفزيون الحكومي وعلى بعد ياردات تقع دور الضيافة للادارات المحلية. وعلى بعد اقل من كيلومتر واحد، يقع مبنى البرلمان والقصر الجمهوري. ويوجد الفندق بالقرب من العديد من المفارز الامنية في الشوارع المجاورة بالنسبة لحساسية المكان. وهناك حراس يقفون في الشوارع المحيطة بالفندق وأمام المدخل الرئيسي على مدار الساعة. وزادت الاجراءات الامنية حول الفندق بعد محاولة تفجير انتحاري سابقة في يناير (كانون الثاني) عام 2007. وكان فندق ماريوت في إسلام اباد واحة راحة ومعقل أمان للدبلوماسيين العرب والأجانب والسياسيين في العاصمة الباكستانية. وتزامن تفجير الفندق، وهو الأكبر في نوعه بإسلام آباد بعد تفجير السفارة المصرية عام 1995 مع عمليات عسكرية عنيفة يشنها الجيش الباكستاني في مناطق باجور القبلية ووادي سوات ضد مقاتلي طالبان باكستان أدت إلى مقتل المئات من الطرفين ونزوح الآلاف وسط تساؤلات عن مستقبل هذه الحرب. والمبنى الأبيض لـ«ماريوت» إسلام أباد بأقواس الأسمنت في واجهته كان أحد فندقين فقط بدرجة خمسة نجوم في اسلام اباد. وإليهما كان يلجأ الدبلوماسيون والصحافيون الأجانب ورجال الأعمال الأجانب وكبار المسؤولين الباكستانيين. وتحول الفندق الحصين إلى ركام ورماد بفعل التفجير الانتحاري الضخم بشاحنة محملة بالمتفجرات مساء السبت والذي خلف نحو 60 قتيلا؛ أبرزهم سفير تشيكيا في إسلام أباد. وقال مسؤولون أمنيون ان الفندق بات هدفا للارهابيين بعد المداهمات الواسعة في الشريط الحدودي ضد عناصر حركة طالبان باكستان. وكشف ضباط استخبارات ان الانتحاري الذي فجر نفسه في مدخل الفندق عام 2007 يبلغ من العمر 21 عاما من جنوب وزيرستان بالشريط الحدودي، فقتل معه أحد رجال الأمن الذي حاول منعه من الدخول من الباب المؤدي إلى ملهى ليلي في بدروم الفندق. وفي الفندق عدة مقاه منها مقهى نادية، واربعة مطاعم كانت قبلة النخب الحاكمة والدبلوماسيين الغربيين. وتعودت البعثات الدبلوماسية في اسلام اباد ان تحتفل بعيدها الوطني في فندق «ماريوت». وكثيرا ما زار كبار الضباط العسكريين الفندق لحضور الحفلات الدبلوماسية. وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها أحد فنادق هذه السلسلة الأميركية الشهيرة، حيث تم تفجير فندق «جيه دبليو ماريوت» في العاصمة الإندونيسية جاكرتا بعملية انتحارية قتل فيها 12 شخصا، إلا أن هجوم إسلام أباد كان الأشد عنفاً. وكان مع فندق سيرينا جنوبه بنحو كيلومترين الوحيدين المسموح لكثير من الدبلوماسيين بارتيادهما بعد انفجار المطعم الإيطالي الشهير في إسلام أباد أوائل العام. كما كان يتردد على الفندق أثرياء باكستان لتناول طعام الإفطار في رمضان بعد غروب الشمس وهو توقيت تفجير الانتحاري لشاحنته الملغومة. وكل هذا جعل من الفندق هدفا مستحكما للمسلحين.