إجماع دولي على إدانة تفجير إسلام آباد وتعهدات بدعم باكستان

بعض أثار التدمير في فندق ماريوت إسلام آباد
TT

تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة بالانفجار الذي استهدف فندق «ماريوت» في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وأودى بحياة نحو 60 شخصا وإصابة أكثر من 200 آخرين. وفي الولايات المتحدة، جاء التنديد بالانفجار من عدة جهات، حيث اعتبر الرئيس الأميركي جورج بوش أن الهجوم بمثابة تذكير لـ«التهديد الذي تواجهه باكستان والولايات المتحدة، وكل من يقفون ضد التطرف العنيف». وعبر بوش عن «إدانته الشديدة» للانفجار الذي قتل فيه مواطن أميركي، كما رأى في الحدث استمرارا لما وصفه بـ«الاعتداء على الشعب الباكستاني». كما أكد الرئيس الأميركي دعمه الكامل «للحكومة المنتخبة بطريقة ديمقراطية بباكستان، وللشعب الباكستاني، في مواجهتهما للتحديات الاقتصادية الهائلة، والإرهاب في آن واحد». وعبر الرئيس الاميركي الذي ابلغه مستشاروه بوقوع الاعتداء، عن تعازيه لاسر الضحايا، مؤكدا ان «هذا الهجوم يذكرنا بالتهديد المتواصل الذي تواجهه باكستان والولايات المتحدة وكل الذين يقفون ضد التطرف العنيف». وكان انتحاري قد فجر اول من امس في اسلام اباد شاحنة مفخخة قرب فندق «ماريوت» وسط اسلام اباد، مما ادى الى مقتل ستين شخصا. وقالت الشرطة ان نحو 200 شخص جرحوا في الانفجار الذي ادى الى كسر انبوب للغاز، وتسبب في حريق هائل. وصرح مسؤولون امنيون ان بين القتلى اميركياً واحداً بينما جرح عدد كبير من الاجانب.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية، شون ماكورماك، في بيان ان «هذا الهجوم الوحشي الذي يأتي خلال شهر رمضان يدل على ان المسؤولين عنه لا يحترمون مبادئ ايمانهم». واضاف ان هدف المهاجمين «هو إضعاف مؤسسات الحكومة ليتمكنوا من العمل بحرية، وهم ينشرون عدم التسامح». الى ذلك، دان الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي، اكمل الدين احسان اوغلي، بشدة امس الاعتداء «الارهابي الجبان» على فندق «ماريوت» في اسلام اباد. ودعا المجتمع الدولي الى محاربة الاعمال الارهابية بـ«صرامة». وقال اوغلي في بيان انه يدين العملية التي وصفها بانها «من الاعمال الارهابية الجبانة المتنافية كليا مع التعاليم الاسلامية السمحة».

ومن فلوريدا، حيث يواصل حملته الانتخابية امس، اعلن المرشح الديمقراطي باراك اوباما ان «الاعتداء يدل على فداحة الخطر الكبير الذي تشكله «القاعدة» وعناصرها على الولايات المتحدة وباكستان وامن كافة البلدان». واضاف «كما دل عليه اعتداء هذا الاسبوع على سفارتنا في اليمن، بعد اكثر من سبع سنوات على الحادي عشر من سبتمبر (ايلول)، لا يعرف الخطر الارهابي حدودا، اذ ان الارهابيين يعتدون على المدنيين الابرياء من كل الاديان والمناطق». وتابع «حان الوقت لتركيز جهودنا مجددا من اجل التغلب على (تنظيم) القاعدة وحماية الاميركيين». واعلن خصمه الجمهوري جون ماكين في بيان ان «الاعتداء على فندق ماريوت في اسلام اباد عمل شنيع». ودان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون امس الاعتداء الذي استهدف فندق «ماريوت» في اسلام اباد، معتبرا انه يثبت ضرورة تعزيز «التعاون لمكافحة الارهاب». وصرح براون لشبكة «سكاي نيوز» «نحن نعمل مع الحكومة الباكستانية للمساعدة في عمليات مكافحة الارهاب وسنواصل ذلك». واضاف مكررا ما قاله للرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الذي استقبله في مقر رئاسة الوزراء الثلاثاء «علينا تعزيز التعاون بين بلدينا ومع الدول الاخرى لمواجهة التهديد الارهابي». ودانت الهند بقوة التفجير الانتحاري الذي استهدف فندق ماريوت في وسط اسلام اباد، وشنت هجوما عنيفا على «القوى الهدامة» للارهاب التي تستهدف «القيم الديموقراطية». واعرب رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في رسالة الى نظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني عن «صدمة وحزن» نيودلهي في اثر الاعتداء. من جهة اخرى أدانت منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) امس التفجير الانتحاري ووصفته بأنه عمل «شنيع». وقال ياب دي هوب الامين العام لحلف شمال الأطلسي «أدين بأقوى العبارات الممكنة التفجير الإرهابي الذي تعرض له فندق ماريوت بإسلام اباد»، وقال «ليس هناك أي مبرر بأي حال من الاحوال لهذا الهجوم الشنيع الذي أدى إلى خسارة فادحة في الأرواح وإلى معاناة شديدة». وأضاف أن حلف شمال الأطلسي ما زال ملتزما بالعمل مع باكستان بما في ذلك الحكومة الجديدة لمواجهة التهديد المشترك المتمثل في التطرف الذي يتسم بالعنف.

وفي كابل، أدان الرئيس الافغاني حميد كرزاي بشدة الانفجار الذي استهدف فندقا في الجارة باكستان، ودعا إلى محاربة الارهاب بكل جد. وأعلن القصر الرئاسي الافغاني في بيان له أن كرزاي «يدين بشدة الانفجار الهائل الذي استهدف فندق ماريوت في العاصمة الاتحادية لباكستان، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 60 شخصا فضلا عن جرح العشرات». ووصف الرئيس الافغاني ممثلي هذه الهجمات «الوحشية» بأنهم «إرهابيون لا يمتون للاسلام بصلة وهدفهم هو نشر الدم وقتل المدنيين»، وذلك لانهم أقدموا على تنفيذ الهجوم خلال شهر رمضان. وأضاف البيان أن الرئيس الافغاني «أكد مجددا على ضرورة وجود حرب ضد الارهاب»، مؤكدا أن التفجيرات ستتوالى ما دام شر الارهاب موجودا.

وفي كولومبو أدانت سري لانكا امس الهجوم الذي استهدف فندق ماريوت، وقالت إنها تدعم كل الإجراءات التي تتخذها باكستان لمكافحة الإرهاب. وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية أن «حكومة سري لانكا تدين بشدة هذا العمل الإرهابي البغيض الذي حصد أرواحا غالية لأبرياء وأصاب عشرات آخرين كما دمر ممتلكات في إسلام أباد».