«الشرق الأوسط» تتلقى وصية أبو حمزة المصري في صورة «أبيات شعرية» وبصوته

قريباً: ديوان شعري يصدر في أميركا يضم قصائد لابن لادن

أبو حمزة المصري («الشرق الأوسط»)
TT

تلقت «الشرق الأوسط» وصية أبو حمزة المصري المحتجز في سجن بيل مارش شديد الحراسة والذي تطالب الولايات المتحدة بتسليمه اليها عبر مصدر وسيط في صورة أبيات شعرية يستخف فيها بالموت ويقول انه جاهز للقاء ربه وانه ثابت على طريق الدعوة ولم يتزحزح ولم يتراجع ويتمنى أن يلحق بركب «الشهداء» الذين سبقوه. وبث موقع المقريزي للدراسات بلندن وصية أبو حمزة الشعرية بصوته، ولا يعرف احد كيف تسربت الأبيات الشعرية بصوت أبو حمزة المصري من داخل السجن الشديد الحراسة الى أتباعه في الخارج في شريط صوتي. وفي الأبيات الشعرية التي تلقتها «الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني يقول أبو حمزة المصري إنه لا يهمه هذا السجن، سواء رحلوه الى أميركا أو لم يرحلوه، فان شوقه للقاء ربه هو الذي يستحوذ على كيانه كله. ويقول:

* يا مـوتُ  أقبلْ  لا تطلْ أحزاني ـ بشهادتي أقبلْ فالشوقُ قد أعياني ـ لشهادةٍ تُـثمر والـنورِ أكـفاني ـ يا موتُ لا تُدبِرْ لا تنسَ عُنواني ـ شَوقٌ بِلا يَأسٍ عنوانُ أشْجاني ـ ما فِيَّ من بَأسٍ  والخَيْرُ غَطَّاني ـ رغْمَ السجونِ السُود وَزَعِيقِ شَمْتانِ ـ قلبي يُؤانِسُني بِحَديثِ فرْحانِ ـ إلا حَنينَ العبد للربِ وجِنانِ ـ أينَ الطيور الخُضْر؟ تَسْرحُ بإخواني ـ أدعوكَ ربَ السَعْـد بالسَعْـدِ تلقـاني ـ يا لَيتَ ربَّ العرش في الطَيرِ آواني ـ أَنعِمْ بِمَن سَـبَـقَ واللاحِـقِ الثاني وقال الإسلامي المصري الدكتور هاني السباعي، مدير مركز المقريزي للدراسات، إن أبو حمزة المصري وهو يتلو وصيته ليس في صوته تهدج، أو خوف من الموت، ويريد أن يقول «يا موت أقبل وخذني الى الأحباب والخلان الذين سبقوني الى الشهادة». ويوضح السباعي رغم معاناة أبو حمزة المصري من عدة أمراض وإعاقته، فهو بعين واحدة ويداه مقطوعتان، وهناك 11 مسمارا في ركبتيه بفعل إصابته في افغانستان، إلا انه ما زال مثابرا صامدا، ويستخف بالموت بل يدعو الله أن يعجل به ليلحق بإخوانه الذين سبقوه».

ويريد أبو حمزة المصري أن يقول من خلال أشعاره لسجانيه «هنيئا بالموت الذي يقترب»، وانه في الوقت ذاته يغيظ الذين تآمروا عليه، ومن يريد ان يطيل سنوات سجنه من خلال ترحيله الى أميركا. الى ذلك أفادت صحيفة «صنداى تايمز» الصادرة أمس أن أكاديميا درس فى جامعة أكسفورد البريطانية سينشر الأسبوع المقبل قصائد شعرية لزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن. وقالت الصحيفة إن الكلمات التي كان يلقيها بن لادن فى حفلات الزواج وغيرها من الأعياد خلال حقبة التسعينات سُجّلت على أشرطة عثر عليها الجيش الأميركي في المجمع الذي كان يقيم فيه زعيم «القاعدة» في قندهار عام 2001، وقام بدراستها البروفيسور فلاغ ميللر، الذي يدرّس الشعر العربي في جامعة كاليفورنيا.

وأضافت أن ميللر سمع بأشرطة تحتوى على أشعار بن لادن للمرة الأولى قبل أربع سنوات حين كان مكتب المباحث الأميركية يعمل على ترجمتها بحثا عن رسائل مشفّرة للخلايا النائمة وتمكن من التعرف على 20 شريطا منها تحمل نبرة الصوت المميزة لزعيم «القاعدة». كما تبين الشرائط بن لادن كمؤد ومسلٍ له أجندة وروى حكايات مضرجة بالدم عن مجاهدين قضوا في القرى التي كان يتحدث فيها وسمعت عائلاتهم بمصيرهم للمرة الأولى، وكان يمزج هذه الأخبار بأفكار التطرف وبشعره الخاص الذي يستند إلى الحماسة التقليدية. وأشار ميللر الى أن بن بلادن «برع فى استخدام العبارات فى قصائده لإثارة حماس شبان المدن المستائين وتقديم بدائل للفرار من واقعهم وتعبئتهم للجهاد، لكن وبدلا من ذلك لقي الكثير منهم حتفهم بطرق مرعبة».

ويعكف ميللر الآن على وضع كتاب عن شعر بن لادن ودوره فى الجهاد، لكن الأشرطة التي تحتوى على قصائد زعيم «القاعدة» ستُسلّم إلى جامعة ييل الأميركية لإصلاحها وجعلها متوفرة للباحثين بحلول عام 2010. وجاء في قصيدة تُنسب الى بن لادن، وهي من القصائد المترجمة وبلا عنوان، وفيها يفخر بنفسه على طريقة المتنبي، وموجها مطلعها إلى أحد الكتاب الأميركيين