الجماعة الإسلامية بمصر: كلام القرضاوي عن الشيعة ليس بدعا.. والنظام الإيراني يضطهد السنة

وصفت نظرية الحكم في طهران بـ «الشاذة الغريبة»

د. يوسف القرضاوي
TT

دخلت الجماعة الإسلامية في مصر على خط السجال بين الدكتور يوسف القرضاوي وبعض مرجعيات الشيعة بعد تحذيره من خطورة المد الشيعي في التجمعات السنية وضرورة التصدي له. وشددت الجماعة في بيان لها على أن «ما جاء به القرضاوي في كلامه حول الشيعة ليس بدعاً من علماء الأمة ولم يأت بشيء مختلف عما كان عليه أئمة الدين الذين كانوا يتركون بعض الرأي رغبة في اجتماع كلمة الأمة ودرءا للفتنة». ويأتي ذلك في الوقت الذي وصف فيه بيان الجماعة نظرية الحكم التي يقوم عليها نظام الحكم في إيران بـ«الشاذة الغريبة التي تخالف القرآن والسنة وإجماع الأمة». وكانت الجماعة الإسلامية قد دافعت في بيان لها حمل عنوان «هوامش في بيان القرضاوي في الرد على هجوم الشيعة» تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه عن القرضاوي بالقول: «طالعنا جميعا وتابعنا الهجمة الشيعية الشرسة التي تعرض لها ذلك العالم الجليل». وتابعت: «الدكتور القرضاوى ليس في حاجة لمن يدافع عنه؛ فهجومكم وتطاولكم عليه لا ينقص من قدره». وأضاف البيان: «ان علماء الأمة قديما وحديثا لم يبلغوا المكانة الراقية إلا بثباتهم وتثبيتهم للناس وقت هجوم الفتن، وإلا بسعيهم لإحياء الأمة من مواتها.. وبعثها من رقادها وغفوتها، وإلا بتصديهم للمهمات الكبيرة وتحملهم للقضايا الخطيرة في أوقات الشدائد والمحن، وإلا بقيامهم بدورهم المنوط بهم؛ وهو توقع واكتشاف الأخطار قبل وقوعها وتحذير الناس منها وتنبيه الحكام والمسؤولين خشية التورط فيها، وخشية افتتان العوام في دينهم وحدوث الفرقة والاختلاف».  واستغربت الجماعة الاتهامات التي ساقتها وكالة مير الإيرانية بحق القرضاوي، مشيرة إلى أنهم «اتهموه بالنفاق والدجل والعمالة والخيانة»، و«خدمة الماسونية والصهيونية». واتهم بيان الجماعة الشيعة بالتعاون مع الغزاة فقال: «لن أسوق أحداثا تاريخية وهي كثيرة ومعروفة في علاقة الشيعة بالغزاة عموما سواء أكانوا صليبيين أو تتارا أو يهودا، وما حدث بالعراق ليس عنا ببعيد، نريد منكم توضيحا ـ يا شيعة رسول الله ـ عن التعاون والتنسيق في كافة المجالات وعلى جميع المستويات مع الأمريكان واليهود قبل غزو العراق وأثنائه وبعده». وتساءل البيان عن كيفية تسليح وتدريب وتكوين جيش المهدي وفيلق بدر في قلب إيران وما فعلته تلك الميليشيا في العراق.   كما اتهم البيان بعض مرجعيات الشيعة برفض إصدار فتاوى دينية لمواجهة المحتل الأميركي في العراق «بل حثوا الناس على التعاون معه». وتابع البيان: «إن من رموز الشيعة المشهورين في ساحات المقاومة (حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني) من اعتبر المقاومة في العراق أعمال عنف، واعتبر أن المتعاونين مع الاحتلال من الشيعة مجتهدون مأجورون». وهاجمت الجماعة وكالة مهر للأنباء في قولها إن «المسلمين اليوم وجدوا ضالتهم في نموذج الحكم الإسلامي الرائع الذي طبقه الشيعة في إيران» ووصفت هذا الحكم بأنه قائم على نظرية ولاية الفقيه التي أصّلها الخميني في كتابه (الحكومة الإسلامية) وطبقت عمليا منذ قيام الثورة هناك والى الآن، مؤكدة أن «هذه النظرية في الحكم نظرية شاذة غريبة وتخالف القرآن والسنة وإجماع الأمة». وتابع البيان: «نموذج الحكم الرائع هذا الذي تتغنى به الوكالة الإيرانية هو الذي يعطي اليوم المجوس والنصارى واليهود كافة حقوقهم، في حين يضطهد أهل السنة ـ سكان إيران الأصليين ـ ويقتل علماؤهم وتهدم مساجدهم ودورهم ويهمشون ويعزلون عن الحياة».