خطة لـ«جزيرة الأعراس» في بغداد كلفتها 4.5 مليار دولار

تتضمن فندقا فاخرا ومضمارا للغولف ومركزا تجاريا وفيلات

TT

يحدق حمود اليعقوبي في مربض للسيارات تنتشر به بقايا حجارة وحوائط نالت منها المتفجرات وأشجار نخيل يعلوها الغبار في تلك الجزيرة التي تحيط به، ويتخيل أن هناك فنادق ومطاعم ومحلات تجارية وأعدادا غفيرة من المواطنين ينعمون بتناول المثلجات بجوار حمام سباحة أو يلعبون مباراة غولف. ويقول اليعقوبي «دائما أتخليها كما لو كانت جنة».

ويشغل اليعقوبي منصب رئيس هيئة السياحة العراقية، وهو بذلك مسؤول عن جذب السياح الأجانب إلى العراق. وتقع «جزيرة الأعراس» في نهر دجلة، على مقربة من المنطقة الخضراء الشديدة التحصين والسفارة الأميركية الجديدة. وتعد تلك الجزيرة محور خطط اليعقوبي السياحية. ويبحث الرجل عن مستثمرين لديهم استعداد كي ينفقوا ما بين 2.5 مليار دولار و4.5 مليار دولار في عمليات تنمية داخل الجزيرة، التي كانت يوما ملتقى للعشاق قبل ان تتعرض للقذائف وعمليات النهب خلال عام 2003، وبعد ذلك سيطر عليها الأميركيون كي يستخدموها كساحة بناء من أجل السفارة الجديدة. ويأمل اليعقوبي أن تتضمن المشاريع التنموية في الجزيرة «فندقا ستة نجوم» وناديا لليخوت وملاهي ومركزا تجاريا وفيلات فاخرة، وأن تكون على الطراز المعماري للامبراطورية العثمانية كما هو الحال مع مباني بغداد القديمة. وسيتضمن المجمع مضمار غولف به 19 فتحة. وقد يقول البعض إن تصور اليعقوبي غير ناضج أو أنه عشوائي، فعلى الرغم من تراجع أعمال العنف في بغداد خلال الأشهر الأخيرة، ما زال اليعقوبي لا يستطيع مغادرة مكتبه في شارع حيفا من دون صحبة العربات المدرعة والحرس الشخصي. وخلال مقابلة أجريت معه أخيرا استغرقت ساعة انطفأت الأضواء أكثر من مرة، حيث تعطل مولد المبنى، الأمر الذي يتكرر مرات كثيرة في مختلف أنحاء العراق. ولم يمض وقت طويل على وقت كان يجب فيه على القوات الأميركية اصطحاب العاملين بهيئة السياحة إلى منازلهم لحمايتهم من القتال المستعر في الشوارع. لكن، كما يقول اليعقوبي عن نفسه إنه متفائل، ويضيف أن لديه من الأسباب ما يجعله يعتقد أن العراق، الذي يشتهر بالأماكن المقدسة والأثرية، سوف يصبح مرة أخرى مقصدا للسائحين. ويضيف: «تعتمد السياحة على الاستقرار السياسي أكثر من الأمن»، مشيرا إلى أنه يعتقد أن الوضع الأمني سوف يستمر في التحسن. «يريد السياح الترفيه والراحة والاسترواح، وإذا ما وجدوا ذلك في أي مكان، فسوف يقصدونه».

ويقدم الكابتن توماس كارنويسكي، وهو ضابط بالبحرية الأميركية مفعم بالنشاط والحيوية، الدعم الفني إلى هيئة السياحة فيما يتعلق بمشروع الجزيرة. وقال كارنويسكي وهو يصطحب زائرين في جولة حول حاجز مياه على نهر دجلة ويطل عليه قصر من ثمانية قصور رئاسية بناها صدام حسين على النهر: «أنا أحسب المخاطرة وأقول إن من يأتي إلى هنا أولا ومعه أفضل فكرة ستكون أمامه أفضل الفرص».

وفي بعض الأحيان يبدو أن اليعقوبي، الذي يبلغ من العمر 47 عاما، غير مناسب للمهمة التي أوكلت إليه، حيث يبدو وهو يرتدي سترته السوداء وكأنه بيروقراطي وليس شخصا حالما. وعندما سئل عما إذا كان هناك ما يوقظه في الليل قلقا، قال: «أنا لا أستيقظ مطلقا».

ويقول اليعقوبي، إن هيئة السياحة سوف تعقد مؤتمرا على مدار أسبوع في بغداد خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) للترويج للمشاريع داخل الجزيرة، ومشاريع أخرى، من بينها فندق يُتوقع أن ُيفتتح قريبا في مدينة بابل القديمة، حيث وردت تقارير في الفترة الأخيرة عن حالات إصابة بمرض الكوليرا. أضف إلى ذلك، فإن لديهم خططا لبناء فندق ومجمع رياضي ومركز طبي في مدينة النجف ومنتجعات في محافظة الأنبار. ولم يقدم أي من المستثمرين حتى الآن طلبات لتنفيذ مشاريع التنمية داخل الجزيرة، ومع ذلك يعتقد اليعقوبي أنه سيتم الانتهاء من ثلثي المشروع خلال خمسة أعوام. وأضاف أن ممثلين من قطاعات السياحة في مختلف أنحاء العالم قد دعوا إلى المؤتمر الذي سوف يعقد في بغداد، ولكن لم يتضح بعد كم منهم سوف يحضر.

* خدمة: «نيويورك تايمز»