رئيس هيئة نزع الألغام بالعراق: نواجه مشكلة كبيرة تبعاتها الإنسانية والاقتصادية مدمرة

ممثل السفارة الأميركية: تمكنا أخيرا من قطع طريق إمداد المسلحين بالعبوات

TT

محمد رسول خليل (14 عاما) وهشام خالد عباس (13 عاما) ونافع برهان خلف (11 عاما) وسيف احمد (17 عاما) .. أربعة صبيان قدموا من مدينة الفلوجة مدعويين لحضور احتفال اليوم الوطني العراقي للتوعية من مخاطر الالغام، لكن توعية هؤلاء الصبية الآن غير مجدية، بحسب كلام أحدهم كونهم عاجزين عن الحركة ويتحركون بمساعدة مساند أو كراسي متحركة، بعد ان فقدوا أطرافهم السفلى بانفجار لغم عندما كانوا يلعبون كرة القدم عام 2006 في ساحة تتوسط منطقة سكناهم قتل خلالها اثنان وأصيب خمسة آخرون بإصابات بليغة أغلبها بتر أطراف. محمد قال لـ«الشرق الاوسط» إن أهله طلبوا منه عدم المجيء الى الاحتفال لأن عملية نقله صعبة جدا، لكنه أصر على إيصال صوته للحكومة، وبين أنه يتألم كثيرا لأن الحكومة لم تمد يد العون لهم والجميع يعلم ما أصاب مدينته من ويلات وحالتهم المعيشية دون المتوسط. وبينت نبراس المعموري عضو الهيئة العراقية لإزالة الالغام لـ«الشرق الاوسط» انه وخلال المناوشات الحدودية على الحدود الشرقية مع إيران والتي بدأت أواخر عام 1979 بدأ الجيش العراقي بزرع أعداد كبيرة من الألغام في مناطق متفرّقة على طول الحدود في البصرة والعمارة وبدرة ومندلي وصولا الى بنجوين شمالا، ومع اندلاع الحرب في العام 1980، ازدادت أعداد الألغام المزروعة بصورة مذهلة، وشملت مساحات واسعة من الأراضي العراقية والإيرانية، ومع انسحاب الجيش العراقي الى داخل الأراضي العراقية في عام 1982، وفي محاولة لوقف تقدّم القطعات الإيرانية، صدرت الأوامر العسكرية بتكثيف زرع الألغام بصورة كبيرة جداً.

وتقول نبراس المعموري ان هناك أكثر من 27 مليون لغم، والرقم يشكّل حوالى ربع عدد الألغام المزروعة في العالم كله، ويزيد المشكلة تعقيداً وجود أعداد مماثلة من المقذوفات غير المنفجرة والعتاد والمخلّفات الحربية المنتشرة في كل مكان من الأراضي العراقية. وللألغام والمقذوفات تأثيرات اقتصادية، ذلك أن كلفة زرع اللغم الواحد تتراوح بين5 و15 دولاراً، وعملية رفعه وإزالته تكلف 100 دولار الى 350 دولارا أمّا كلفة معالجة الشخص المصاب فتقدر بنحو 6 آلاف دولار.

وتأسست المنظمة بمساعدة السفارة الاميركية عام 2003 لتكون منظمة انسانية غير حكومية، وهي الآن بحسب كلام مايكل كوربن وزير مفاوض للشؤون العسكرية والسياسية في السفارة الاميركية، تعد خامس أفضل منظمة في العالم «وهي مهمة جدا لنا وتعمل في مناطق خطرة جدا بهدف انقاذ العراقيين. وكشف كوربن عن خطة جديدة تم تنفيذها مؤخرا تم من خلالها إيقاف امدادات العبوات القادمة من ايران عبر منفذ مهران ـ بدرة الحدودية، حيث تتم متابعة عجلات نقل البضائع الداخلة للعراق من ايران او الخارجة منه للتأكد من عدم وجود عبوات داخلها لإمداد الجماعات الارهابية.