نجاد: سنقطع يد أعدائنا قبل أن تمتد للزناد.. والعقوبات تساعد على الاكتفاء الذاتي

الرئيس الإيراني يستغل كلمته في نيويورك للهجوم على النظام الدولي.. وخاتمي يحذره من أنه يخدم إسرائيل

صاروخ إيراني متوسط المدى في عرض عسكري أمس (إ.ب.أ)
TT

حذر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، في خطاب خلال عرض عسكري بطهران، في ذكرى اندلاع الحرب بين العراق وايران (1980 ـ 1988) من شن أي هجوم على ايران. وقال أحمدي نجاد امس ان «الجميع يدركون انه اذا سمح احد لنفسه بشن أي اعتداء على الأراضي والمصالح المشروعة لإيران، فإن قواتنا المسلحة.. ستقطع يده حتى قبل ان يضعها على الزناد، وستجعله يندم على ذلك». وأضاف أن «الشعب الايراني يريد السلام والصداقة.. لكنه ليس في موقع اليوم، للبرهنة على ليونة حيال الاعداء»، في اشارة الى ضغوط الأسرة الدولية لدفع ايران الى تعليق برنامجها النووي المثير للجدل. وتابع الرئيس الإيراني خلال كلمته: «التاريخ يثبت ان هؤلاء الذين يضمرون شرا لإيران لن يجنوا شيئا سوى الندم.. اعداء الانسانية.. تصوروا ان بإمكانهم من خلال الهجوم العسكري، والعقوبات الاقتصادية والعلمية، ان يكسروا ثورتنا وأمتنا.. ان خصوم ايران فقدوا الأمل». وأوضح احمدي نجاد، ان ايران عززت رغم العقوبات، قدرتها على انتاج اسلحة، كما عززت قدراتها التكنولوجية. واضاف «الذين حرمونا من ابسط التكنولوجيات الدفاعية، وفرضوا عقوبات اقتصادية على ايران، عليهم اليوم.. ان يمعنوا النظر ويروا القوات المسلحة للامة الايرانية والانجازات الدفاعية للامة الايرانية»، موضحا ان العقوبات تساعد إيران على تحقيق الاكتفاء الذاتي. وقدمت إيران في ذلك العرض العسكري صواريخ «شهاب» وطائراتها المقاتلة «صاعقة» والشبيهة بطائرات «إف 5» و«إف 18» المقاتلة. وصواريخ «شهاب ـ3» و«قدر ـ1» التي يبلغ مداه الفي كيلومتر بالذات، محل قلق دولي اذ انها قادرة على الوصول لاسرائيل والقواعد الاميركية في الخليج. وكانت طهران قد قدمت منذ عام، نموذجا من صاروخها «قدر ـ1» الذي يعمل بالمحروقات السائلة. وذكر حينذاك ان مدى الصاروخ يبلغ 1800 كلم ويعتقد انه نسخة معدلة من شهاب ـ3. وكتب على لافتة علقت على شاحنة، افتتحت عرض مختلف أنواع الصواريخ «اسرائيل يجب ان تزال من الكون». كما كتب على لافتات اخرى «الموت لأميركا» و«الموت لاسرائيل». ولم يحضر اي ملحق عسكري اوروبي هذا العرض. وقال مصدر دبلوماسي ان «الملحقين العسكريين احترموا التوجيهات، بعدم حضور هذا العرض التي جاءت بسبب وجود شعارات معادية لإسرائيل». ولا يحضر الملحقون العسكريون هذا العرض منذ سنوات للسبب نفسه. وتسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها الى تصعيد العقوبات ضد ايران، بسبب خططها النووية والتي يرى الغرب انها محاولة لتصنيع اسلحة نووية. وتنفي ايران ذلك. وهناك تكهنات مستمرة بأن واشنطن أو إسرائيل ربما تشنان هجمات على المواقع النووية الايرانية، مع عدم استبعاد اي من البلدين القيام بعمل عسكري منفرد او مشترك، اذا اخفقت الدبلوماسية في انهاء الخلاف. ويقول محللون غربيون ان بإمكان الولايات المتحدة ان تستخدم قوة نيرانية هائلة في اي هجوم على ايران، لكن بوسع إيران الرد بضرب المصالح الاميركية في الخليج الغني بالنفط والدول المجاورة، بما في ذلك العراق. وبعد ادلائه بكلمته توجه احمدي نجاد الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، حيث من المقرر ان يلقي كلمة غدا. ويتوقع ان يستفيد الرئيس الايراني من فرصة القاء خطاب امام الجمعية العامة للامم المتحدة ليشكك بدور مجلس الامن والعقوبات التي فرضت على ايران بسبب برنامجها النووي. وما سيسهل مهمته الانقسام الحاصل بين القوى الكبرى حول فرصة تشديد هذه العقوبات، حيث تعتبر روسيا ان الوقت لم يحن بعد لذلك، فيما تدافع القوى الغربية عن موقف معاكس. وقال الرئيس الايراني الخميس الماضي في مؤتمر صحافي «لقد قلت للأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) ان مجلس الأمن ليس تابعا للأمم المتحدة، انه مجلس بعض القوى». وستكون هذه الزيارة الرابعة للرئيس الايراني الى الولايات المتحدة، لحضور هذه المناسبة منذ انتخابه عام 2005. وشدد خلال زياراته السابقة على مهاجمة الولايات المتحدة واسرائيل، وكذلك للدفاع عن البرنامج النووي الايراني. كما سيحاول احمدي نجاد تركيز خطابه في نيويورك على «عدم عدالة» النظام العالمي، وهو كان قد ذكر ان بلاده قدمت ترشيحها لأحد المقاعد العشرة للاعضاء غير الدائمين في مجلس الامن الدولي، الذي تتولاه اندونيسيا وسيشغر في يناير (كانون الثاني)المقبل، موضحا: «لقد قدمنا ترشيحنا لمعرفة ما اذا اذا كانت القوى قادرة على قبول المعارضين ام لا» داخل مجلس الأمن. ولم تشغل ايران هذا المقعد سوى مرة واحدة في 1955 و1956 في ظل حكم الشاه. ويتوقع ايضا ان يستخدم احمدي نجاد منصة الأمم المتحدة ليطرح نفسه «مدافعا عن الدول المضطهدة من قبل قوى الاستكبار» بحسب مستشاره مرتضى تمادون.

وكانت موسكو قد أعلنت انها «تعارض فرض اجراءات اضافية في مجلس الامن الدولي في هذه المرحلة». وهذا الموقف مرتبط كما يبدو بتشديد الموقف الاميركي حيال روسيا اثر النزاع الروسي ـ الجورجي. فقد أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الخميس، ان ترشيح روسيا للانضمام الى منظمة التجارة العالمية، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية اصبح موضع شك. لكن الازمة قد تكون عابرة، لاسيما ان مواقف الادارة الاميركية قد تتغير مع انتخاب رئيس جديد. وقد اعلن الرئيس الروسي ديميتري مدفيدف الخميس، ان «العلاقات مع الولايات المتحدة تبقى بين اولويات السياسة الخارجية الروسية». الى ذلك، نفت إيران تماما التقارير التي تفيد بأنها تصنع رؤوسا نووية. وصرح قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) خلال العرض العسكري امس في طهران، بأن «التقارير التي تقول إن إيران تصنع أو تستخدم رؤوسا نووية، ليس لها أساس على الإطلاق، حيث اننا نعتبر الأسلحة النووية عديمة الجدوى ولا تتناسب مع مصالح بلادنا». وقالت عدة تقارير إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قدمت وثائق وصورا توضح الجهود الإيرانية لصناعة رؤوس نووية لصواريخها متوسطة المدى «شهاب 3».

وعلى صعيد ذي صلة، انتقد الرئيس الايراني الاصلاحي السابق محمد خاتمي مجددا، خلفه المحافظ محمود احمدي نجاد، مؤكدا ان «شعاراته الشديدة اللهجة والعدائية» هي «افضل هدية لتعزيز موقع اسرائيل» حسب ما ذكرت الصحف الايرانية امس. وكتبت صحيفة «اعتماد» انه «قبل عامين كانت هناك تصريحات، وحينها اكد الزعماء الاسرائيليون انها افضل هدية (لاسرائيل). في الظاهر كانت كلمات عدائية وشديدة حيال اسرائيل والغرب.. لكنها افضل هدية لتعزيز موقع اسرائيل». واضاف خاتمي ان الذين يتفوهون بهذه الكلمات «لا يدركون حجم انعكاساتها» على البلاد. ويؤكد احمدي نجاد باستمرار، ان الولايات المتحدة واسرائيل الى زوال، مشككا في حقيقة المحرقة وحجمها. وقبل أسبوع دان خاتمي «الشعارات العدائية والشديدة اللهجة التي تعطي ذريعة للعدو للمساس بأمن البلاد». وردا على سؤال حول الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في يونيو (حزيران) 2009، دعا خاتمي الناخبين الى الانتباه الى «الوضع الحساس» في البلاد والتصويت مع اخذ «مصلحة البلاد» في الاعتبار.

ودعت عدة احزاب وشخصيات من المعسكر الاصلاحي، الرئيس السابق الى الترشح للرئاسة. ونفى مكتب خاتمي الجمعة، معلومات تحدثت عن انه لا يعتزم الترشح، موضحا انه لم يتخذ قراره بعد.