استياء في الشارع السياسي العراقي من احتفالات إيران بذكرى الحرب مع العراق

التيار الصدري: طهران تعيد فتح سجل شائك.. و«التوافق»: الهدف إرعاب العراق والعرب

TT

فيما احتفلت ايران امس بالذكرى الثامنة والعشرين لاندلاع الحرب العراقية الايرانية عبر اقامة استعراض عسكري كبير في العاصمة طهران، انتقد سياسيون عراقيون تلك الخطوة قائلين انها وبعض دول المنطقة الاقليمية غير قادرين على تجاوز خلافات الماضي.

وقال الشيخ صلاح العبيدي المتحدث الرسمي باسم رجل الدين الشاب مقتدى الصدر، ان «واحدا من الامور الملاحظة على ايران اعتزازها بالدولة القومية واثبات قوة هذه الدولة بكل الوسائل»، واضاف العبيدي في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» من مدينة النجف ان «ليس فقط ايران، وانما بعض جيران المنطقة حول العراق، لا تستطيع ان تخرج من مآسي وحوادث الماضي، وهناك أنظمة كانت مستفيدة من النظام العراقي السابق تعتبر ان ما فعله صدام كان بطولات وأمجادا ولا تستطيع ان تخرج من ان العراق يعيش حالة جديدة الآن». وأفاد ان «ايران الآن تحاول تأجيج حرب 8 سنوات وتثير شجونا ومآسي كبيرة، متعلقاتها لم تنته لحد الآن مثل ملف الأسرى ومشاكل أخرى». وأضاف ان «العراق يشكو من دول إقليمية لا تستطيع تجاوز حروبه».

غير ان العبيدي استبعد ان يؤثر الاستعراض العسكري الايراني على العلاقات بين البلدين. وأوضح أن ايران تعتبر الحرب على بلادها «اعتداء من النظام العراقي السابق وليس من قبل العراق، وان الحكومتين (العراقية والايرانية) متفقتان ان النظام السابق نظام غاشم».

وأشار الى ان الحكومة الايرانية «تريد ان تستغل المناسبة لإظهار قوتها العسكرية في تحد أمام أميركا واسرائيل، اما عن طريق مناورات أو استعراضات عسكرية، وهذا يعتبر جهدا إعلاميا للايرانيين مقابل التحديات التي تعيشها بالضد من الجهد الدولي الاميركي والاسرائيلي».

وأوضح قائلا إن «ايران لم تلجأ خلال العاميين الماضيين الى اقامة استعراض بمناسبة اندلاع الحرب العراقية، فلماذا تجريه الآن؟»، وأوضح قائلا ان «العلاقات العراقية ـ الايرانية في تطور، لكن الرسالة موجهة للطرفين الاميركي والاسرائيلي الذي لا ينفك عن ارسال إشارات حول شن هجوم على المنشآت النووية الايرانية». غير ان العبيدي استدرك قائلا إن «علامات الاستفهام على هذا التصرف (الاستعراض) موجودة لانه ينطوي على فتح سجل شائك ومليء بالمشاكل وفيه ضرر نوعي ونفسي على الشعبين العراقي والايراني».

من جهته، استبعد النائب سامي العسكري عن «الائتلاف الموحد» الحاكم ان يؤثر إحياء ذكرى الحرب العراقية ـ الايرانية على العلاقات بين البلدين، وقال العسكري في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» من بغداد ان «الحرب انتهت ولو ان آثارها مستمرة على البلدين العراق وايران، وان العلاقات بين البلدين تسير باتجاه ايجابي منذ سقوط النظام السابق، وان التفسير الوحيد (لإحياء الذكرى) يرتبط بما يعتبرونه بالعدوان عليهم، وبالتالي به نوع من الشد الشعبي والدعاية السياسية في محاولة لجمع مختلف القوى السياسية في ايران».

وأضاف العسكري انه «من الناحية الواقعية فان العلاقات بين العراق وايران متطورة وان المشاكل العالقة بين البلدين تبحث على طاولة المناقشات».

من جهته، قال عدنان الدليمي، رئيس جبهة التوافق العراقية، ان «العراق تجاوز هذه المرحلة وسعى بكل ما أوتي من قوة لبناء علاقات متينة مع الجارة ايران، لكن الايرانيين ما زال في مخيلتهم استعراض القوة من أجل إدخال الرعب والخوف في قلوب جارتها (العراق)، كما انها لا تنظر الى المصالح المشتركة مع الدول العربية المجاورة». وأضاف الدليمي في حوار هاتفي مع «الشرق الاوسط» من بغداد «نستغرب ان تقوم ايران بذلك (الاحتفالات)»، وأضاف «ندعو ايران الى التخلي بالمواقف التي ترمي الى إزالة كل خلاف بينها وبين الدول العربية وألا تنبش الماضي ولا تثير خروقات».