قضية «مؤسسة الأرض المقدسة» تعود إلى المحكمة

الادعاء الأميركي يسعى لإثبات علاقة المؤسسة بحماس

TT

مرة أخرى، تعود أكبر قضية للحكومة الأميركية خاصة بتمويل الإرهاب إلى قاعة المحكمة في دالاس، حيث يحاول الإدعاء الحصول على إدانة لخمسة رجال، بزعم أنهم جمعوا أكثر من 12 مليون دولار لدعم تنفيذ تفجيرات انتحارية خارج الولايات المتحدة. ويأتي ذلك بعد مرور 7 أعوام على تعليق السلطات لأنشطة «مؤسسة الأرض المقدسة» بتكساس على خلفية مزاعم بأن للمؤسسة علاقة بحركة حماس الفلسطينية، وبعد مرور عام تقريبا على محاكمة سابقة لم تفض إلى ما تريد الحكومة، حيث قضى المحلفون ببراءة أحد المتهمين من 31 تهمة، كما أخفقوا في توجيه لائحة اتهامات ضد الآخرين. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2007، قال القاضي البارز جوي فيش، إن هناك أخطاء قد ارتكبت خلال المحاكمة. وقد أثارت مداولات هيئة المحلفين الكثير من اللغط حول قوة أدلة الحكومة ومساعيها وراء ممولين يدعمون التنظيمات الإرهابية. ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001، تتهم السلطات بصورة متزايدة مشتبها فيهم بتقديم «دعم مادي» إلى تنظيمات معادية. وخلال الشهر الماضي قام الإدعاء الفيدرالي برفض 29 تهمة ضد متهمين بارزين، ليركزوا على تقارير بالتآمر لتمويل الإرهاب، والتأمر من أجل القيام بغسيل أموال. ومن المنتظر أن تبدأ المرافعات يوم الاثنين. ويقول مسؤولون من وزارتي العدل والخزانة، إن «مؤسسة الأرض «المقدسة التي كانت أكبر مؤسسة خيرية إسلامية في الولايات المتحدة كانت تتستر تحت غطاء انها مؤسسة خيرية، ولكنها في حقيقة الأمر كانت تعمل على تمويل حركة حماس. ولكن، خلال المحاكمة السابقة، قال الدفاع إن لجان الزكاة التي كانت تحصل على الأموال من مؤسسة الأرض المقدسة، لم تكن تسيطر عليها حماس وقت تقديم التبرعات، وقدموا أدلة على أن تلك اللجان مرخص لها من قبل السلطة الفلسطينية، التي تعادي حماس، وأن مسؤولين إسرائيليين كانوا يقومون بمراجعتها بصورة منتظمة خلال الفترة التي ذكرت في الاتهامات. وأضاف جريج ويستبال، محامي أحد المتهمين في المرافعات النهائية: «هناك حقيقة وهي أن مؤسسة الأرض المقدسة، كانت تقدم أموالا إلى لجان الزكاة، وهناك فرضية وهي أن تلك الأموال كانت تستخدم في شراء أسلحة ومتفجرات وأعيرة نارية. ولكن ليس هناك ثمة دليل على ذلك». أضف إلى ذلك، فقد انتقد الدفاع أقوالا أدلى بها شاهد خبير حكومي، وهو محلل استخباراتي إسرائيلي كان يسمى بـ«أفي». من جانبهم، اعتمد محامو الدفاع على إدوارد إبينجتون، وهو مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية، وكان يعمل قنصلا عام في القدس؛ وناثان براون، وهو أستاذ في العلوم السياسية والشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، بالإضافة إلى عضو الكونغرس السابق جون براين، الذي كان يروج لمؤسسة الأرض المقدسة لمدة ثلاثة أعوام. زار براون، الذي يتحدث العربية وهو متخصص في المؤسسة الخيرية العربية، لجان الزكاة وقام بالتدريس في إحدى الجامعات الإسرائيلية. وتساءل حول ما إذا كان «أفي»، الذي يعتمد في وجهات نظره على الوثائق التي تمت مصادرتها خاصة بمؤسسة الأرض المقدسة، يفهم مصارف الزكاة. واوضح براون خلال المحاكمة التي أقيمت العام الماضي: «دور لجان الزكاة، ما هو إلا جمع المال وتحديد الحاجات وتوزيع المال الذي جمع». وعلى الرغم من أن الحكومة قد قامت بالتنصت على المتهمين لمدة أكثر من عشرة أعوام، فإن ذلك لم يفضي إلى أدلة مباشرة، يمكن أن تدعم من القضية، الأمر الذي دائما ما يذكر به محامو الدفاع.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»