جائزتان للرئيس ساركوزي من مؤسستين يهوديتين في نيويورك

الرئيس الفرنسي اختير رجل الدولة لعام 2008 ومنح جائزة العمل الإنساني للعام الحالي

TT

سيكون الرئيس الفرنسي، الذي وصل مع عقيلته كارلا الى نيويورك، عصر السبت، لقضاء نهاية اسبوع خاصة تسبق برنامجه الرسمي، موضع تكريم خاص على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ومساء اليوم، تقيم مؤسسة ايلي فايزل الكاتب اليهودي والحائز جائزة نوبل للسلام عام 1986، حفل عشاء على شرف الرئيس الفرنسي، يحضره حوالي 700 شخص في مطعم سيبرياني الفاخر في نيويورك. وستمنح المؤسسة ساركوزي جائزة الأعمال الإنسانية للعام الحالي. وقالت مصادر قصر الإليزيه إن ساركوزي «يشعر بالاعتزاز» لمنحه هذه الجائزة، خصوصا أنها تأتي من فايزل الذي وصفته بأنه «ضمير الإنسانية». ومساء غد الثلاثاء، يقيم الحاخام اليهودي أرثور شنيير رئيس مؤسسة «نداء الضمير» حفل استقبال كبير على شرف الرئيس ساركوزي. وقد اختارت المؤسسة المذكورة الرئيس الفرنسي لتمنحه جائزة «رجل الدولة لعام 2008» بالنظر للدور الذي لعبه خلال الأشهر المنقضية من العام الحالي على المسرح العالمي. وأفادت المصادر الرئاسية بأن ساركوزي «فخور» باختياره المزدوج، لأن ذلك «يأتي من مرجعيات أخلاقية» معترف بها في العالم.

ورغم اعتباره مرجعية أخلاقية، فإن ايلي فايزل الذي عرف تجربة المعسكرات النازية، له مواقف سياسية تدعو أحيانا الى الدهشة. فرغم دفاعه عن حقوق الإنسان، فإن فايزل المولود في رومانيا، اختار ألا ينتقد إسرائيل إطلاقا رغم سياستها العنصرية إزاء الفلسطينيين، والتي تندد بها كافة المنظمات الإنسانية. كذلك كان فايزل من ضمن المفكرين الذين دعوا ودافعوا عن الحرب الأميركية في العراق، كما أنه من أنصار الحرب الوقائية على إيران بسبب برنامجها النووي. وظهر فايزل في فيلم وثائقي دعائي قصير بعنوان «لنكن صارمين مع إيران» بث في فبراير(شباط) من العام الماضي في بعض صالات السينما الباريسية، وفيه يحذر من الخطر الإيراني، ويدعو الى «استخدام كافة الخيارات» ما يعني ضمنا الحرب لمواجهة التهديد الإيراني. وبسبب وجوده في نيويورك، سيكون الرئيس الفرنسي غائبا عن النقاش، الذي سيجرى اليوم أمام مجلس النواب الفرنسي بخصوص مستقبل الحضور العسكري الفرنسي في أفغانستان. وفيما أظهرت استطلاعات الرأي المختلفة، أن غالبية الفرنسيين لا تؤيد بقاء الجنود الفرنسيين الـ2600 العاملين في قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان، فإنه من المؤكد أن أكثرية النواب ستصوت لمصلحة إبقائها في هذا البلد، باعتبار أن الحكومة تحظى بأكثرية ساحقة في مجلس النواب، وأيضا في مجلس الشيوخ. فضلا عن ذلك، فإن الحزب الاشتراكي وهو عصب المعارضة في البرلمان، لا يدعو الى انسحاب فوري من أفغانستان، بل الى «إعادة تعريف دقيقة» لمهمات القوة الفرنسية ولتحديد جدول زمني لبقائها مع المطالبة بسياسة تركز على «افغنة» الأمن والتركيز على التنمية. وتنحصر الدعوة الى انسحاب القوات الفرنسية الفوري بالحزب الشيوعي وبالخضر واليسار المتطرف.

وعشية الجلسة النيابية، كشفت صحيفة «غلوب أند ميل» الكندية أول من أمس، عن تقرير أعده الحلف الأطلسي، وفيه عناصر تدل على عدم جهوزية القوة الفرنسية في أفغانستان، وفقدانها العتاد الملائم وتأخر النجدة التي أرسلت لمساعدة وحدة المظليين، التي وقعت في الكمين. ومن العناصر الواردة في التقرير أن الوحدة الفرنسية لم تكن تحمل سوى جهاز راديو ميداني واحد تعطل منذ بداية المعركة، وأن ذخيرة الآليات فقدت بعد 90 دقيقة من القتال الذي استمر لساعات طويلة. وأكد التقرير أنه لولا المساندة التي وصلت من القوات الحليفة، لكانت الخسائر الفرنسية أكبر بكثير.

وأول من أمس سارت مظاهرة ضمت أكثر من ألفي شخص في شوارع باريس، بمناسبة يوم السلام العالمي، تدعو الى انسحاب فرنسا من أفغانستان. وقبل توجهه الى نيويورك، استقبل ساركوزي في قصر الأليزيه بعض عائلات الضحايا الذين سبق أن وعدهم بـ«استخلاص العبر» مما حصل في الشهر الماضي في أفغانستان. في هذا الوقت، عادت شعبية الرئيس الفرنسي الى التراجع إذ يفيد آخر استطلاع للرأي نشرته أمس صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الأسبوعية، أن ساركوزي خسر ثلاث نقاط بحيث تراجع عدد الواثقين بسياسته الى 37 في المائة، فيما ارتفع عدد المستائين الى 63 في المائة. وبالمقابل، فإن شعبية رئيس الحكومة تبقى بحدود الـ50 في المائة.