وكالة الطاقة الذرية تبحث طلبات إيران وسورية وأفغانستان الانضمام لعضوية «ميسا»

تبدأ اليوم اجتماعاتها وعلى جدول أعمالها الملف الإيراني والكوري الشمالي

TT

يبدأ مجلس امناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية صباح اليوم، بمقر الوكالة بالعاصمة النمساوية فيينا، اجتماعا دوريا يتوقع ان يهيمن عليه مستقبل التعاون النووي بين ايران والوكالة، وذلك في اعقاب تقرير وزعه مدير الوكالة الدكتور محمد البرادعي، الاثنين الماضي على الدول الـ35 اعضاء مجلس الأمناء، وصف فيه التعاون بين الوكالة وايران حول بعض الموضوعات، التي ما تزال عالقة بينهما، بالوصول الى «طريق مسدود».

واستخدم التقرير عبارات حادة للمرة الأولى في وصف مسيرة التعاون بين ايران والوكالة للتحقق، والتحري من طبيعة النشاط النووي لإيراني، اذ اشارت الوكالة ان ايران تضع عراقيل ثقيلة امامها، ما سد الطريق على المفتشين الدوليين وحال دون قيامهم بمهامهم في جمع المعلومات او الحصول على اجابات او الاطلاع على الوثائق او اجراء الزيارات للمواقع كافة او التحقيق مع مسؤولين خاصة في مجال قضية «الدراسات المزعومة» التي تشير ان للنشاط النووي الايراني شقا عسكريا، وان ايران عملت على تجارب بخصوص تحويل صواريخ شهاب 3 الى صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية. فيما أكد التقرير ان ايران زادت من عدد اجهزتها للطرد المركزي حتى بلغت 3820 الف جهاز عامل.

من جانبها، اعلنت السلطة الايرانية انها ستواصل تعاونها مع الوكالة، وان كانت لن ترد على ما ورد في التقرير، مكررة تأكيداتها ان تلك مجرد ادعاءات لا اساس لها من الصحة، وان مسألة الدراسات المزعومة ما هي إلا قضية مختلقة تحاول عن طريقها الولايات المتحدة الاميركية تحريك الرأي العام الدولي ضد النشاط النووي الايراني وطبيعته السلمية، مؤكدة ان الاتهامات التي تطول ايران ملفقة وتستند إلى معلومات استخبارتية مغرضة، مصرة على ان نشاطها النووي لتوليد طاقة كهربية لاستخدامات سلمية.

وكان جريجوري شولتي المندوب الاميركي لدى الوكالة، قد قال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ان بلاده ستسعى بالتعاون مع بقية اعضاء المجلس لإصدار قرار حازم يدين السلوك الايراني بمواصلة عدم الالتزام بالقرارات الدولية الصادرة من مجلس الأمن الدولي، بالاضافة لمجلس امناء الوكالة، والتي تلزم ايران بضرورة وقف تخصيب اليورانيوم، وتلزمها التعاون بصورة كاملة، وشفافة مع الوكالة، مؤكدا ضرورة تشديد العقوبات ضد ايران.

الا ان مصادر اخبارية، اشارت ان كلا من الصين وروسيا قد تعرقلان اصدار المجلس لقرار ضد ايران، مفضلتين الدعوة لضرورة عدم عزل ايران، واقناعها بضرورة العودة لمائدة حوار جاد يوفر حلا دبلوماسيا لقضية الملف النووي الايراني. ومعلوم ان قرارات مجلس الامناء تصدرعادة بالاجماع، او باللجوء للتصويت في الحالات التي يتعذر معها الوصول للاجماع .

من جانب آخر، تشير عدة مصادر الى ان المجلس سينشغل كثيرا بقضية ايجاد عضو جديد يمثل كتلة دول الشرق الاوسط وجنوب شرقي آسيا، التي يشار اليها باسم «ميسا» ليحل محل دولة باكستان التي انتهت دورة عضويتها لمجلس الامناء ومدتها عامان، خاصة أن ثلاث دول من ذات المجموعة، أعلنت نيتها في الترشيح للمقعد الخالي، وهي سورية وإيران وافغانستان، ولكل دولة مؤيدوها ومعارضوها. وبديهي ان كلا من سورية وايران ستحظيان بمعارضة تقودها الولايات المتحدة، التي ستتذرع بأن الوكالة تحقق في ملفي سورية وايران النوويين، وان كلا من الدولتين متهمة بعدم الالتزام بقوانين الضمان النووي .

وتتضمن اجندة مجلس الامناء، عددا آخر من المواضيع المهمة منها ميزانية الوكالة لعام 2009، والملف النووي لكوريا الشمالية، واغلاق الملف النووي الليبي، ومستقبل اجراءات الامان والضمان ضد الارهاب النووي. ويتوقع ان تطول الجلسات حتى نهاية الاسبوع.