صراع وجود بين حماس وفتح في الضفة والسلطة تخشى من عمليات اغتيال

مساعد وزير الداخلية لـ«الشرق الاوسط» : حماس تتاجر بالأدوية الفاسدة لتمويل شراء السلاح

TT

تسابق الاجهزة الامنية الفلسطينية، في الضفة الغربية الزمن من أجل كسب معركة مفترضة، مع حركة حماس مطلع العام المقبل، اذ لن تعترف حماس بشرعية الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) بعد انتهاء مهلته في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، بينما تعتزم حركة فتح تمديد ولايته حتى 2010. وهذا يثير مخاوفَ لدى اجهزة السلطة من ان تلجأ حماس لـ«الضغط الشعبي والعسكري» لإسقاط نظام الحكم.

وتستعد الاجهزة الامنية لمواجهة عدة احتمالات مفتوحة، ولهذا الغرض، وسعت حملة اعتقالاتها لمناصري حماس، واتهمت بعضهم بتشكيل خلايا مسلحة، والبعض الآخر بتلقي اموال من خارج البلاد.

في المقابل، اتهمت حماس اجهزة امن السلطة باعتقال كوادر عسكرية و«زوجات شهداء» وأسرى اطلق سراحهم حديثا من اسرائيل.

من جهتها، تتهم السلطة مؤسسات حماس المدنية بتمويل شراء الاسلحة. وقال راجي النجمي، مساعد وزير الداخلية الفلسطيني للشؤون الأمنية، لـ«الشرق الاوسط» ان «مؤسسات حماس تشترك في تمويل السلاح ودفع معاشات للقوة التنفيذية، وهذا مخالف للقانون». وقال متسائلا «جمعية بتعلم الاطفال ما علاقتها بتمويل شراء الاسلحة». واضاف «نحن نرخص جمعية لعلاج الناس، ومن ثم نكتشف انها تدفع رواتب اعضاء من القوة التنفيذية وتمول شراء السلاح». واتهم النجمي حماس بالوقوف وراء «90% من الادوية الفاسدة التي ضبطت في الضفة من اجل شراء السلاح». وردا على سؤال حول حقيقة وجود قوة تنفيذية لحماس في الضفة، قال النجمي «ليس بشكل علني، هم اتصلوا بعدد من الناس لتشكيل قوة تنفيذية وتلقوا تدريبات محلية». إلا ان النجمي يفاخر بان اجهزته استطاعت كبح جماح هؤلاء المسلحين من حماس، وجلبت الامن للمواطنين بدون ان تقتل فلسطينياً واحداً. وينفي النجمي ان اجهزته تستهدف حماس بشكل خاص. وقال «نحن، لن نسمح بوجود سلاح غير سلاح السلطة». من جانبه، حذر ابو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام ـ الجناح العسكري لحماس، الاجهزة الامنية من ان الانفجار سيكون قريباً. وقال ان استمرار دعم وتدريب وتسليح أجهزة أمن عباس، كل ذلك يأتي «بأوامر أميركية وإسرائيلية من أجل قمع وتصفية المقاومة الفلسطينية، وحماية الاحتلال الصهيوني».

وقال فوزي برهوم، الناطق باسم حماس في بيان صحافي، إن الاجهزة الأمنية غير «قانونية ومهنية»، وانها «مستقطبة إقليماً ولا تخدم الشعب الفلسطيني، ولن تعمل على حمايته». وتخشى السلطة من ان تقدم حماس على تنفيذ عمليات اغتيال ضد مسؤولين كبار. وقال ضابط كبير في الامن الوطني لـ«الشرق الاوسط» القتل لديهم (حماس) سهل، كل شيء ممكن، لكن لن نسمح لأي شخص بأن ينقل تجربة غزة الى الضفة فالدم لدينا مقدس». واجتمع اخيرا مسؤولو قادة الاجهزة الامنية بكبار الضباط الاسرائيليين لبحث مواجهة حماس. ونقل الصحافي الاسرائيلي ناحوم برنيع، الذي حضر اللقاء، تفاصيل ما جرى في اللقاء في تقرير نقلته صحيفة «يديعوت احرنوت». وقال اللواء ابو الفتح، وهو قائد الامن العام، للاسرائيليين «ليس هناك خصام بيننا، لدينا عدو مشترك». بينما قال العميد ماجد فراج، مسؤول الاستخبارات العسكرية في الضفة، «نحن في معركة صعبة جداً، قررنا خوض الصراع حتى النهاية. حماس هي العدو. قررنا شن حرب عليها وانا اقول لكم لن يكون اي حوار معهم فمن يريد ان يقتلك عليك ان تبكر بقتله». أما حازم عطا الله المفتش العام للشرطة الفلسطينية. فقال «حتى آخر السنة سندخل في مجابهة مع حماس، وعلينا ان نستعد للمجابهة». ورد عليه حسين الشيخ، وزير الشؤون المدنية في السلطة، بقوله «خلال الاشهر القادمة حماس تخرج الناس الى الشارع، عدا عن ذلك سيغتالون قيادة السلطة». وقال عطا الله، «إن دخلنا السنة القادمة من دون الاستعداد لن يتبقى امامنا الا التخاصم حول المسؤولية عن الهزيمة نحن او انتم والاميركيون». وبحسب الصحافي الاسرائيلي، فان قادة الجيش الاسرائيلي وافقوا على «تشيكل طاقم مشترك»، وقالوا للفلسطينيين «سنساعدكم في التدريب والعتاد».

وعقب النجمي على التقرير الاسرائيلي بقوله، «زودوها شوي، هناك تنسيق وتقييم مستمر، لكنهم يحاولون افشالنا احيانا كثيرة، ونحن يهمنا امن المواطن فقط».