شيمعون بيريس: أحمدي نجاد يخال نفسه نبيا.. إنه عار على الإسلام والديمقراطية

رئيس إيران لوفد من الحاخامات اليهود بنيويورك: الصهيونية ضعفت كثيرا وإن شاء الله ستنهار قريبا

الرئيس الإيراني أحمدي نجاد يرحب بالحاخام موشي بيربيك خلال اجتماع في نيويورك أمس (رويترز)
TT

قال الرئيس الاسرائيلي شيمعون بيريس، إن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يعتبر «العالم بأسره أحمق»، موضحا في نيويورك، حيث يشارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في تصريحات للاذاعة العامة الاسرائيلية امس ان احمدي نجاد «ارتكب خطأ فادحا. انه يعتبر العالم بأسره أحمق ويخال نفسه نبيا مطلقا فيعلن انه لم يعد هناك أي بصيص أمل للولايات المتحدة ولاسرائيل وانه هو الامل الوحيد».

وتابع بيرس «انه عار على الاسلام والديانات والولايات المتحدة والديمقراطية. صوته لا ينزل من السماء بل يصعد من الجحيم وسوف يختفي يوما ما مثل هبة ريح».

وكان بيرس قد شن في كلمته أمام الأمم المتحدة ليلة اول من امس هجوما على إيران. وحذر من مخاطر البرنامج النووي الايراني، واكد ان «الجمعية العامة ومجلس الامن يتحملان مسؤولية تدارك الكوارث قبل وقوعها». وقبل أن يدلي بيرس ببيانه غادر الوفد الإيراني قاعة الجمعية العامة. واشار بيرس إلى دعم إيران لحزب الله ولحركة حماس. وقال «إن دعم إيران لحزب الله قسَّم لبنان، وإن دعمها لحماس مزق وحدة الفلسطينيين وأخر إنشاء الدولة الفلسطينية».

كما أشار بيرس إلى بيان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي أدلى به أول من أمس، وقال «إنه أعاد ما هو مظلم من خطاب معاداة السامية». ووصف خطاب نجاد بالمحاولة لإعادة أقبح مؤامرات التاريخ. وذكر أن إيران تواصل تطوير تخصيب اليورانيوم وتطوير الصواريخ البعيدة المدى. وبين «أن الإيرانيين أدخلوا دين الخوف إلى المنطقة بمعارضتهم لأوامر الله باحترام الحياة البشرية». وأضاف «أن الشعب الإيراني ليس عدونا، ولكن مشكلته في قيادته المتعصبة، وهي مصدر قلق للعالم». وتابع يقول «إن لدى طهران صواريخ بعيدة المدى لكن عقولهم قصيرة المدى، وانها حبلى بالمآسي». وأضاف «ان إسرائيل التي أبدت الديمقراطية تستطيع أن تدافع عن نفسها». وعرض الرئيس الإسرائيلي سلاماً فورياً مع لبنان. وقال «إن اسرائيل مستعدة للسلام مع سورية وتقديم تنازلات شاملة. ولتوفير الوقت، فإننا نقترح لقاءات مباشرة وجها لوجه مع الرئيس بشار الأسد». كما ناشد بيرس الرئيس السوري أن يتبع المثال الناجح للرئيس المصري الراحل انور السادات وملك الأردن الراحل الحسين بن طلال. وقال «اننا مازلنا في انتظار الجواب». وكان بيرس قد عارض في السادس من سبتمبر الجاري هجوما عسكريا على ايران، داعيا الى ممارسة ضغوط اقتصادية لارغام طهران على التخلي عن نشاطاتها النووية الحساسة. ويأتي ذلك فيما اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في بيان صادر عن المتحدث باسمه ان «ايران تواصل بكل قواها نشاطاتها من اجل امتلاك قدرة نووية عسكريةش. وتابع خلال اجتماع للكتلة العمالية في الكنيست (البرلمان) «مازالت الطرق الدبلوماسية لمعالجة هذا الملف مطروحة في الوقت الحاضر، لكننا نعتقد انه ينبغي عدم التخلي عن اي خيار ونرى انه لا يجدر بأي كان في العالم التخلي عن اي خيار وحين نقول ذلك فاننا نعنيه حقا».

الى ذلك، وبعد يوم من اتهامه بالادلاء بتعليقات معادية للسامية في الامم المتحدة التقى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مع مجموعة هامشية من اليهود المتدينيين الاصوليين الذين يسعون الى إزالة دولة اسرائيل. وأبلغ أحمدي نجاد حوالي 12 من الحاخامين من جماعة «نيتوراي كارتا انترناشيونال»: ان الصهيونية ضعفت كثيرا وان شاء الله ستنهار قريبا وعندئذ يمكن لكل اليهود والمسلمين والمسيحيين ان يعيشوا في سلام مع بعضهم البعض». والجماعة منظمة صغيرة مناهضة للصهيونية تقول انها تتقيد بشكل دقيق بالتوراة الكتاب المقدس لليهود الذي تقول انه يحظر انشاء دولة يهودية قبل مجيء المسيح. وتؤيد سيادة فلسطينية على الارض المقدسة وتعويضات مالية عن خسائر الماضي. وتُعتبر اراؤها هامشية بين التيار الرئيسي لليهود الذين أدانوا كلمة احمدي نجاد امام الامم المتحدة يوم الثلاثاء واعتبروها معادية للسامية. وفي اجتماعه مع ممثل الجماعة اليهودية التي تعرف ايضا باسم «اليهود متحدون ضد الصهيونية»، قال احمدي نجاد ان الصهيونية حركة سياسية «تسعى الى الثروة والنفوذ وتفسد في الارض». وتحدث احمدي نجاد عن الحرب العالمية الثانية بعبارات عامة قائلا إنها «احدى أبشع الاعمال في التاريخ». وقال ايضا «وقعت جرائم عديدة ضد الجميع». وجلس حوالي 12 حاخاما يرتدون عباءة اليهود المتدينيين الاصوليين حول طاولة مع احمدي نجاد ووفده والتقطت لهم صور معا بعد الاجتماع الذي عقد في فندق في مانهاتن. وابلغ الحاخام موشي بير بيك كبير الحاخامين بالجماعة الرئيس الايراني «ان يتاح لنا شرف الالتقاء بشخص مرموق يفهم الفرق بين الصهيونية واليهودية هو بالنسبة لنا مناسبة سعيدة للغاية». وقال الحاخام يسرول دوفيد فيس المتحدث باسم الجماعة ان احمدي نجاد ليس عدوا للشعب اليهودي وان عدة الاف من اليهود يعيشون في ايران دون اضطهاد وان الرئيس الايراني ليس منكرا للمحرقة النازية. وعلى صعيد ذي صلة، اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على عقد اجتماعات وزارية جديدة للدول الست لتطويق البرنامج النووي الايراني، حسبما اعلن مسؤول اميركي كبير. واتخذ القرار خلال لقاء في نيويورك بين وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الروسي سيرغي لافروف. وقال دان فريد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الاوروبية، ان وزيري الخارجية «اتفقا على ضرورة عقد اجتماعات على مستوى وزاري». وجاء هذا القرار بعد اعلان وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء ان روسيا تعارض الاجتماع الذي كان مقررا امس على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة حول إيران. الا ان فريد لم يذكر اي موعد محتمل لعقد اجتماع وزاري. وقال ان رايس ولافروف «اتفقا على القول ان المديرين السياسيين (لوزارات خارجية الدول الست) يجب ان يعملوا معا، وان جتماعا آخر لوزراء الخارجية سيعقد يوما ما». واضاف انهما «اتفقا على ان الحكومتين يجب ان تقيما تعاونا وثيقا للتوصل الى افضل طريقة لتمرير رسالة تؤكد ان المجموعة (الدول الست) سليمة».